جراسا -

من المعروف على مستوى العالم في الدول والمؤسسات والشركات انه عندما تمر في ازمات سياسية واقتصادية ومالية وإدارية ولان هذه الازمات تخلق وتفرض اوقات عصيبة على الادارات بشكل عام لعدم قدرتها على التعامل مع هذه الازمات كون مثل هذه الازمات خلقتها وفرضتها ظروف وتحديات مختلفة ومتضاربة لا قدرة لتلك الادارات الموجودة في التعامل معها وإيجاد البدائل والحلول للمرور والعبور من هذه الازمات للحفاظ على الصالح العام ، فإن هذا الواقع يفرض وبديهياً ولما قلت في البداية ( معروف عالمياً ) يفرض على المعنيين والمسؤولين الكبار البحث عن اصحاب الخبرات المميزة والنادرة في تلك المجالات مهما كانت اعمارهم خمسون، ستون، سبعون أو حتى ثمانون عاماً وذلك لاستغلال واستثمار هذه الخبرات الفنية والإدارية والقيادية للعبور في هذه الدول والمؤسسات والشركات الى بر الامان .

إلا في الملكية الاردنية حيث اتخذ مجلس الادارة والمدير العام قرار بعدم التجديد لمن هم فوق الستين عاماً من العمر ولماذا لأنه عندما كان عمره (57، 58، 59 ) كان ممتازاً وفجأة بعد أن دقت الساعة وأصبح ستون عاماً بطلت وتلاشت كل امكانياته ومهارته وخبراته .

طبعاً الكل يعلم الان ان وراء قرار مجلس الادارة اسباب شخصية وفردية لا تمت للمصلحة العامة بشيء وإنما تصفية حسابات، والكل يعلم كذلك الوضع الاداري والاقتصادي والمالي الذي تمر به هذه الشركة حالياً والتي أحوج ما تكون الان الى خبرة وحنكة وقدرة ابنائها الذين نشأوا وترعرعوا وكبروا فيها وكبرت بهم وهم هؤلاء الابناء يراقبون ويتابعون والألم يعتصر نفوسهم على ما تمر به شركتهم ومؤسستهم الحبيبة الغالية من ظروف ادارية ومالية صعبة والتي لم يبخلوا عليها بشيء طيلة فترة عملهم بها، وهم هؤلاء الفئة القلية والمميزة والتي تكاد تعد على اصابع اليد لا زالوا بمنتهى طاقاتهم وإمكانياتهم وجاهزيتهم الفنية والإدارية والقيادية ومشكلتهم الوحيدة انهم تخطوا عمر الستين عاماً .

عاشق الملكية