عندما عَقدَ الفاروق -رضي الله عنه - النيه للسفر إلى القدس ليتسّلم مفاتيحها ، بطلب من القساوسه آنذاك ، فأمرَ بتجهيزِ راحلة واحده فقط له ولِخادمه ، حتى لايُثقل بيتُ مال المسلمين براحله أُخرى ، ووضعَ خطه يمشي ساعه وخادمه راكب ، ويمشي الخادم ويركب الخليفه ساعه ، ويتناوبون على ذلك بقرائةِ جزء من القرآن كل فتره ، حتى أن الناقه كان لها أيضا ساعه راحه ، عندما يمشيان سويا

يَذهب بسيارِته من طراز مرسيدس S500 , مبرّده بال AC ، يَطرُق بأصابِعه على فخذهِ منسجماً مع صوت الوكيل الجهوري ، وجُمله من الأغاني الوطنيه ، التي تَبعث في النفس العزم والعمل ، يَصل إلى الرئاسه ، لتكون الحاشيه قد جَهزت أوراق أسعار المشتقات النفطيه الجديده ، فيقوم بالشخبطه بالموافقه على ما جاء فيها ، حتى لو ما جاء فيها مجرد تعريفه (وهي جمعُ خمسةِ فُلوس ) كتخفيض للشعب العظيم ، وزيادة بِقَدَرِها لفرع الديزل ، مع العلم أن برميل النفط أصبح يُؤخذ مجاناً مع كل كيلو قهوة الشعب ، فقال أحد المعمِرين (هاي إذني وهاي إذني مُشيراًً إلى الأُخرى) ، وقالَ أحدُ الأطفال : كأني ألعب الشدَّه مع أخي الأكبر فدايماً فايز ) ، وقالت النساء : ولا كأني حاطه سمنه ، معليهاش طعمه ) ، وقال الأطباء : ادعوا لهم بالشِفاء فمن المحتمل أن يكون مرض جديد من نوعه ) ، وحسبَ أُستاذ الرياضيات كم تعريفه تَلزم لتعبئة ال S500 ؟؟ ، واستبشر خيرأً سائقوا النقل العام بأن يكون العَشاء منسف بِلحم على إثر هذا التخفيض ، واختلف رجالات الدين بنسبة الزكاة المستحقه منها للتعريفه ، واستبشر الشارع بنقصان المديونيه العامه ، وسَحجَ مجلس النواب لهذا القرار الحكيم ، وما زال أمرُ التعريفه محط أنظار الشارع ، وعيون الإعلام تَرقبه هنا وهناك ، وسيبقى سر التعريفه عالقاً إلى إشعارٍ آخر...

أحمد علي العمري