أي عيد للفقراء ؟
كتب : ايهاب سلامة - ويسألونك .. لماذا تضيق الارض بما رحبت عليك وعلى احلامك وقد قزّمت أمانيك وانتهى سقف طموحك بأن تتمكن من اطعام افواه اولادك الجائعين فقط، وتسديد ايجار منزلك وفواتيرك التي ستظل تدفعها طوال سنين عمرك الخاربة !.
لم يبق من شيء يباع ويشترى للمواطن الذي انهكته حكومات بلاده، واوجاع بلاده، الا ووصلت اسعاره الى ما فوق قدرته على الشراء والتخيل ، وصارت سلع اساسية كالخضروات والمأكولات الشعبية البسيطة مستعصية على ما في جيبه ، ولم يعد دارياً كيف يعيش ويحيا ..
لو خرج المسؤولون من مكاتبهم الفارهة الى شوارع المدن والقرى والمخيمات .. علهم يلمسون مرارة الواقع الذي يرزح المواطن تحت ظله محاصرا بالفقر والعوز والقهر، ولا يجد ما يسد به رمق حاجاته اليومية الاساسية الا بشق الانفس مذهولا مما وصلت اليه احواله..
لو نزل المترفون في بلادنا الى الاحياء الفقيرة لو مرة ، وخرجوا من بوابات قصورهم وفللهم متخلَيَن لحظة عن التهام ماكولاتهم البحرية، وزجاجات نبيذهم المعتقة، كما كلابهم المتخمة بالذ أصناف اطعمتها المستوردة .. علهم يرون باعينهم حال المواطن الاردني البسيط الذي بات يسير في الشارع وهو يكلم نفسه وقد ضاقت به وعليه الارض بما فيها ..
ويقولون لك : اقترب العيد .. وهم لا يعلمون ان تأويل الجملة عند الفقراء بوطني تحمل معان ٍ اخرى .. ودلالات اخرى، ومخاوف وهواجس لا يعرفها الا من اكتوى بنار الفقر في وطني ..
إقترب العيد .. تعني للغلابى أن شراء ملابس جديدة لاولادك قد حان .. وانت الذي بالكاد تقدر على شراء حذاء مستعمل من 'سقف السيل' ليحمل جثمانك المثقل صبح مساء، الى حيث تعمل ..
إقترب العيد .. تعني بقاموس الفقراء بأنك تخشى أن لا تكفيك نقودك كي تبتاع لزوجتك ملابس مثل كل النساء، والعاباً لاولادك الصغار، مثل كل الاولاد الصغار، وحلوى لضيوفك مثل كل البشر، أو أن يتزامن 'عيدك' مع إيجار البيت وتسديد فواتير حياتك ..
إقترب العيد، تعني أنك تخشى أن لا تكفيك نقودك لتعايد أختك .. أو أمك ..تعني في لغة الفقراء بوطني ، خوفاً ، قهراً، وشعوراً بالعجز، وأنت المصنّف فسيولوجياً بانك (رجل ) فيما تصنفك المصطلحات الاقتصادية تحت خطوط الفقر المدقع ..
أصبحت تجول شوارع الاحياء الفقيرة وطرقات القرى المعدمة وترى المارة يسيرون وهم يخاطبون انفسهم .. يحركون شفتيهم وايديهم معاتبين الزمن الذي أوجدهم في ظل حكومات لا ترحم ..
هو الحزن الذي استحلّ قلوبنا واستوطن فينا رافضا ان يتركنا نكمل باقي ايام اعمارنا المثقلة بالاسى والاماني والاحلام الضائعة ..
هو الفقر الذي اورثنا إياه اباؤنا وأجدادنا الذين حرثوا الارض باظافرهم، دون أن يعلموا اننا لن نكون ذات يوم قادرين على شراء ثمار الاشجار التي زرعوها ورووها بعرقهم ودمائهم ..
الحزن، في هذا الزمن العربي الرديء .. وهذا الوطن العربي الاردأ .. جين وراثي استقر في دمنا وأصلابنا وبات يشكلنا دمعة.. دمعة، محاولين اقناع انفسنا المنهكة كاجسادنا - كذباً - انه ما زال على هذه الارض .. ما يستحق الحياة.!
كتب : ايهاب سلامة - ويسألونك .. لماذا تضيق الارض بما رحبت عليك وعلى احلامك وقد قزّمت أمانيك وانتهى سقف طموحك بأن تتمكن من اطعام افواه اولادك الجائعين فقط، وتسديد ايجار منزلك وفواتيرك التي ستظل تدفعها طوال سنين عمرك الخاربة !.
لم يبق من شيء يباع ويشترى للمواطن الذي انهكته حكومات بلاده، واوجاع بلاده، الا ووصلت اسعاره الى ما فوق قدرته على الشراء والتخيل ، وصارت سلع اساسية كالخضروات والمأكولات الشعبية البسيطة مستعصية على ما في جيبه ، ولم يعد دارياً كيف يعيش ويحيا ..
لو خرج المسؤولون من مكاتبهم الفارهة الى شوارع المدن والقرى والمخيمات .. علهم يلمسون مرارة الواقع الذي يرزح المواطن تحت ظله محاصرا بالفقر والعوز والقهر، ولا يجد ما يسد به رمق حاجاته اليومية الاساسية الا بشق الانفس مذهولا مما وصلت اليه احواله..
لو نزل المترفون في بلادنا الى الاحياء الفقيرة لو مرة ، وخرجوا من بوابات قصورهم وفللهم متخلَيَن لحظة عن التهام ماكولاتهم البحرية، وزجاجات نبيذهم المعتقة، كما كلابهم المتخمة بالذ أصناف اطعمتها المستوردة .. علهم يرون باعينهم حال المواطن الاردني البسيط الذي بات يسير في الشارع وهو يكلم نفسه وقد ضاقت به وعليه الارض بما فيها ..
ويقولون لك : اقترب العيد .. وهم لا يعلمون ان تأويل الجملة عند الفقراء بوطني تحمل معان ٍ اخرى .. ودلالات اخرى، ومخاوف وهواجس لا يعرفها الا من اكتوى بنار الفقر في وطني ..
إقترب العيد .. تعني للغلابى أن شراء ملابس جديدة لاولادك قد حان .. وانت الذي بالكاد تقدر على شراء حذاء مستعمل من 'سقف السيل' ليحمل جثمانك المثقل صبح مساء، الى حيث تعمل ..
إقترب العيد .. تعني بقاموس الفقراء بأنك تخشى أن لا تكفيك نقودك كي تبتاع لزوجتك ملابس مثل كل النساء، والعاباً لاولادك الصغار، مثل كل الاولاد الصغار، وحلوى لضيوفك مثل كل البشر، أو أن يتزامن 'عيدك' مع إيجار البيت وتسديد فواتير حياتك ..
إقترب العيد، تعني أنك تخشى أن لا تكفيك نقودك لتعايد أختك .. أو أمك ..تعني في لغة الفقراء بوطني ، خوفاً ، قهراً، وشعوراً بالعجز، وأنت المصنّف فسيولوجياً بانك (رجل ) فيما تصنفك المصطلحات الاقتصادية تحت خطوط الفقر المدقع ..
أصبحت تجول شوارع الاحياء الفقيرة وطرقات القرى المعدمة وترى المارة يسيرون وهم يخاطبون انفسهم .. يحركون شفتيهم وايديهم معاتبين الزمن الذي أوجدهم في ظل حكومات لا ترحم ..
هو الحزن الذي استحلّ قلوبنا واستوطن فينا رافضا ان يتركنا نكمل باقي ايام اعمارنا المثقلة بالاسى والاماني والاحلام الضائعة ..
هو الفقر الذي اورثنا إياه اباؤنا وأجدادنا الذين حرثوا الارض باظافرهم، دون أن يعلموا اننا لن نكون ذات يوم قادرين على شراء ثمار الاشجار التي زرعوها ورووها بعرقهم ودمائهم ..
الحزن، في هذا الزمن العربي الرديء .. وهذا الوطن العربي الاردأ .. جين وراثي استقر في دمنا وأصلابنا وبات يشكلنا دمعة.. دمعة، محاولين اقناع انفسنا المنهكة كاجسادنا - كذباً - انه ما زال على هذه الارض .. ما يستحق الحياة.!
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
لان غالبيتهم المتمسكون بحبل الله
.. كلام في الصميم