دواعش "جورجيو ارماني"


خاص - كتب ادهم غرايبة - اذا قلنا لك, عزيز القارئ , ان فلانا " داعشي " النهج , فان معالم الصورة التي تقفز الى ذهنك تتكون من لحية كثة وشعر منفوش ووجه صلد الملامح وثياب افغانية تقليدية قد يكون سبب تمسك اصحابها من جماعات التطرف يعود للحقبة الافغانية التي سيطر فيها تنظيم القاعدة - الذي يبدو اليوم سمحا بالنسبة لداعش ! – على افغانستان .

هذه الصورة ليست ذاتها لدينا في الاردن بالضرورة. صحيح ان قسما من انصار هذا التنظيم يتمسكون و يفتخرون بهكذا طلة لكن الادهى منهم دواعش جناح " جورجيو ارماني " !

اقصد الدواعش المتأنقين المرتدين لربطات عنق وعطور فرنسية غير تلك العطور التي عادة ما يستخدمها بعض المتعصبين والتي تكفل بايقاظ ضبع في حالة غيبوبه !

لدينا دواعش بوجوه " حلسه ملسه " نفذت لمواقع حساسة في المدارس والجامعات ومواقع اخرى لا يستهان بها !

ما يثير الدهشة حقا أن أغلب هؤلاء هم ممن نالوا شهادات جامعية عليا و في تخصصات لها هيبتها و إستدعت منهم جهدا مميزا و تفكيرا علميا جزء كبير منهم درس في جامعات غربية غالبا لم تأخذ منهم فلسا واحدا و قدمت لهم دعما لوجه الانسانية كي يصبحوا بشرا في المضمون لا الشكل فحسب!

لكنهم – برغم ذلك – لا يؤمنون بالدولة المدنية التي اساسها دستور متطور يحترم ارادة الشعب و يصون حق المواطنين في التنوع الفكري والسياسي ويقدس التفكير العلمي والمنفتح على الحياة والذي يعطي ذات الحقوق وذات الواجبات لكل المواطنيين ايا كانت ارائهم ومعتقداتهم و الذي اوصل دولا مثل المانيا الى مستويات متقدمة جذبت شوق مئات الملايين من المسلميين للهجرة لها نجح منهم بضع مئات من الالاف بالوصل لها فعلا !

دواعش " جورجيو ارماني " اشد خطرا علينا من دواعش اللباس الافغاني . انك تعذر اصحاب النمط الافغاني التقليدي لأن اكثرهم من غير المتعلمين وممن فقدوا الأمل بحياة كريمة ومنهم بعض اصحاب الاسبقيات الذين استيقظ ضميرهم نتيجة حدث مفاجئ في حياتهم فتحولوا من تطرف الى تطرف اخر , هؤلاء قد يكون لدى البعض منهم بقايا امل لتصحيح مساراتهم في الحياة عبر إستيعابهم و مناقشتهم و إطلاعهم على اخطائهم و فتح افاق جديدة امامهم , لكن كيف تتعامل مع تيار " داعش - ارماني " و هم اهل علم وعاشوا التقدم و استفادوا منه اصلا لكنهم مع ذلك يتطلعون لدولة ليس فيها ذمي واحد او حتى مسلما ليس على ملتهم و يثوروا لأجل قضايا تاريخية حدثت قبل قرون ؟!.

هؤلاء يتزايدون لإعتبارات تتعلق بخلطة الخطايا التي ترتكبها الحكومات و افلات بضع عشرات من اللصوص من العقاب و بفضل تدوير المناصب العليا و الحساسة على اشخاص لا يستحقون ان يكونوا اكثر من " كنترولية باصات " و تراجع العدالة الاجتماعية التي " سلعت " المواطن و افرغت جيوبه و بفضل غياب الخيارات الديمقراطية التي تتيح للناخب تغيير مسارات الدولة بالطرق السلمية و بفضل نظام التعليم البائس .

قبل ايام ثار المجتمع الاردني على قضايا سطحية جدا بحجة انه مجتمع ورع وصاحب خلق فيما لم يدفعه خلقه وورعه لمجرد النزول للتظاهر السلمي من اجل الاقصى مسرى النبي الاكرم محمد " صلى الله عليه وسلم " و لا حتى من اجل قضايا معيشية مثل الصحة والتعليم !

مغفل من يظن ان الرد على تردي الاداء الرسمي يكون بالتطرف الديني لان هذا التطرف يدفع للمزيد من الجهل ولمزيد من سطوة الفساد . مواجهة حالنا السيء يكون بالتمسك بخيارات مدنية معتدلة تتمسك بوحده مجتمعنا و تنتظم في نشاطات سلمية مشروعة تطالب بحقها بالواجبات الاجتماعية للدولة تجاه ابنائها سيما ان المواطن يدفع رسوما و ضرائب و لا ترتد عليه بالنفع . امام اعيننا درسا حيا في مساوئ التعصب الطائفي فلماذا لا نعفي انفسنا منه و نقدم نموذجا حضاريا نحن بالأساس ربينا عليه لقرون من الزمن في الاردن ؟!

غفرانك ربي . صارت زراعة العبوات المفخخة اكثر و أهم من زراعة القمح !



تعليقات القراء

احييييه
من اراد ان يفسد ذوق المجتمع الذي لا نصفه بالمدينه الفاضله فليفعل ومن اراد ان يسخر من محمد الصحابة الذين بفضلهم قلنا لا إله إلا الله محمد رسول الله فليفعل لكن ان تقول لهذه الخافه لا فانت متطرف احيه
17-09-2015 05:56 PM
القرآن
المسألة ببساطة شديدة ان بعض الناس يعتقدون ان الله لم ينزل القرآن الا ليُعمل به.
17-09-2015 06:25 PM
الى 2
يا هاي :اقرأ قوله تعالى :"مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا "

واقرأ ايضا وافهم في كتب التفسير قوله تعالى في اهل الكتاب "كما انزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين"
18-09-2015 09:50 AM
الى ؛ القران
اذا هيك كل اللي بدرسوه لاولادنا في المدارس كذب!!! (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن و علمه) نتعلم القران و نعلمه لغيرنا.. مالهدف من هذا برأيك؟؟؟ أليس لأجل العمل به؟؟؟
04-10-2015 09:12 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات