مجزرة تل الزعتر شاهد على إجرام النظام السوري 1976


بعد اللجوء الفلسطيني الى لبنان في العام48 تشكلت اربعة مخيمات رئيسة حول مدينة بيروت اضافة الى بعض التجمعات الصغيرة نسبيا في بعض الاحياء الفقيرة. المخيمات الاربعة الرئيسة كانت صبرا و شاتيلا وبرج البراجنة اضافة الى تل الزعتر.

بعد قيام الحرب الاهلية عام 75 وتقسيم بيروت الى غربية تسيطر عليها القوى اليسارية والقومية وشرقية تسيطر عليها قوى اليمين والقوى الرافضة لعروبة لبنان والوجود الفلسطيني اصبحت مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة ضمن بيروت الغربية. ولكن شاء قدر تل الزعتر ان يكون ضمن المنطقة الشرقية حيث القوى الرافضة للوجود الفلسطيني اصلا.

منذ بدء الحرب في نيسان 75 وحتى اواخر ذلك العام كان المخيم يتعرض لهجمات من قوى اليمين بغية افراغه من سكانه والتخلص منه نهائيا. كان تل الزعتر يضم عشرين الفا من اللاجئين الفلسطينيين اضافة الى بعض اللبنانيين من الطبقات الفقيرة. واستطاع المقاتلون الموجودون فيه صد كل الهجمات عليه. لكن في بداية العام 76 احكم الحصار على المخيم واصبح طريق المساعدات الوحيد اليه عن طريق حي النبعة الذي قامت قوات الانعزال باحتلاله في وقت لاحق وارتكاب مذبحة فيه.

بعد سقوط حي النبعة احكم الحصار على المخيم من الجهات الاربع. لكن سكان المخيم رفضوا الاستسلام خاصة بعد توارد الانباء عن المذابح التي حصلت في حي النبعة وحي الكرنتينا على ايدي قوات اليمين والانعزال.

دخلت القوات السورية لبنان رسميا في تموز عام 76 وكان المفروض في هذه القوات حسب قرار جامعة الدول العربية ان تقوم بفض الاشتباكات على كل المحاور وحماية المدنيين. الا ان هذه القوات وقفت متفرجة على حصار المخيم ولم تقم بفك الحصار كما كان يفترض بها بل انها كانت تقدم الدعم للقوات التي تحاصر المخيم.

في بداية شهر آب قام اهالي المخيم بالتواصل مع قوات حافظ الاسد لايجاد طريقة لفك الحصار او تخفيف معاناة اهل المخيم. القوات السورية ردت ان على سكان المخيم الخروج منه وافراغه من السكان وهو نفس شرط القوات التي كانت تحاصر المخيم لان الحلف السوري اليميني كان في اوجه ذلك الوقت. اهالي المخيم وافقوا على الخروج بعدما ساءت الاوضاع واصبحت المجاعة والامراض تهدد كل السكان. لكنهم اشترطوا ان تقوم القوات السورية بحماية السكان حين خروجهم وايصالهم الى مكان آمن ..

كان يوم الخروج هو 6 آب 76 وحضرت الشاحنات التي ستنقل الخارجين من المخيم. وبعد ان تجمع عدة الاف خارج المخيم انتظارا لركوب الشاحنات قامت القوات اليمينية باطلاق نيران كثيفة عليهم فكانت المذبحة الاولى والتي قتل فيها عدة مئات. اما البقية فقد هربوا وعادوا الى داخل تل الزعتر للاحتماء. حصل ذلك وقوات الرئيس حامي العروبة تتفرج ولم تعمل شيئا لايقاف المذبحة.

بعد ذلك تعرض المخيم ولمدة 6 ايام متتالية لقصف متواصل من القوات السورية والقوات اليمينية الى ان تم اقتحامه يوم 12 آب 76 . حيث قامت القوات اليمينية الكونه من حزب الكتائب والوطنيين الاحرار وحراس الارز بالدخول الى المخيم وعمل مذبحة استمرت من 12- 14 آب. اثناء المذبحة كانت القوات السورية تحكم الطوق عليه وتمنع الصحافة والصليب الاحمر من الدخول. وفي نفس الوقت كانت تقدم المساعدة للقتلة. يوم 15 آب اضطرت القوات السورية للدخول ووقف المذبحة بعد الضغط السوفياتي والعربي. حصيلة المذبحة كانت 3000 من السكان. بقية السكان خرجوا وتم هدم المخيم بالجرافات .

ملاحظة :
الرواية نقلا عن شاهد عيان كان جزءا من الأحداث .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات