موسم الهجرة الى الشمال


في السنين السابقه ولربما تزيد عن الأربعين تعلمنا في دروس العلوم عن هجرات الطيور الى الجنوب في مواسم البرد والصقيع في اوروبا بحثاً عن الجو المعتدل, وكنا نرى بعضها اسراباً تخترق سمائنا, وكان بعضها يحط رحاله في اراضينا كأبو سعد وغيره من الطيور , وكم كنا نستمتع برؤيتها ونحن لا نعرف غير العصافير (الدويريات) ..وغيرها من الطيور صغيرة الحجم فلا النسور ولا الصقور تمر بأرضٍ جردا ونحن نفتقر للغابات وأعالي الجبال في شمال المملكة.
تقول ميركل الألمانيه وهي من اقوى نساء السياسه,, سنخبر الأجيال أننا استقبلنا السوريين الهاربين من قصف النظام هناك والاقتتال ما بين فصائل ارهابيه برغم ان مكه هي اليهم أقرب!! آلمني القول فمكه الروحانيه هي الأقرب الى النفس كما الأقرب الى الله, لكن مكه المدينه,, كما الرياض المدينه وكما الدوحه وابو ظبي هن الأبعد سياسياً عن الوجع العربي,,هم يمولون من بعيد لبعيد الاقتتال,, لكن لم يستقبلوا مسلماً هارباً من اضطهاد النظام في بلده,,لديهم عشرات الملايين من الهنود والبنغال والفلبينيين عماله وافده,, لماذا لا يصار الى احلال السوري الهارب بعرضه واطفاله والعراقي كذلك واللبناني,, لاطعام ابناءهم من عرق جبينهم دون منّه؟؟
لله در الشعوب المقهوره من الباحثه عن الحريه والحياة الكريمه دون ان ترفع السلاح,, راياتهم بيضاء كما سريرتهم,, منهم من يغرق في عرض البحر ومنهم من يصل,, اوروبا الغير مسلمه تستقبلهم وتوفر لهم احتياجاتهم من مساكن وتعليم وتطبيب,, والدول الاسلاميه تشيح بوجهها عنهم وجلهم من الاطفال والنساء والشيوخ,, أين استجابة المعتصم يا رعاكم الله وأنتم تتحاشرون على الصفوف الأولى في المساجد؟؟ايها القادة الصناديد على شعوبكم وانتم كالنعام تدسون رؤسكم في الرمال ومؤخراتكم مكشوفه تذروها الرياح..الا تبت يداكم.
كل ما نجيده اجترار نظرية المؤامره وتحميل غيرنا اسباب ويلاتنا, وفقرنا وجوعنا,ونحن نراوح مكاننا, لا بل اكثر اذ نشارك بتقاعسنا من ان يحكمنا القادة الملهمين بعصيهم وجبروتهم, فغالبية الانظمة العربيه تستمد قوتها من ضعف ارادة شعوبها واسهامها في ايصال اشباه الرجال الى اماكن صنع القرار كالمجالس التي من المفترض ان تكون منتخبه,,وليس ذلك فحسب بل ايضاً نطبل ونزمر..الا من رحم ربي واحترم ذاته وعمل الى ما بعد الموت ورضي.
الهجره الى الشمال ليست بجديده ولم ترتبط بما نعانيه اليوم من تبعات الخريف العربي المظلم والحروب والاقتتال, ولكن هي قديمه فشعوب الجنوب في افريقيا واسيا دائمي البحث عن الهجرة الى الشمال والغرب بحثاً عن حياه كريمه ووظيفه ودخل افضل,,لطالما ارتسم في ذهن الشباب طموح وتطلع الى مستقبل افضل وحياه سهله ان توافرها ممكن ولكن في اوروبا وامريكا,, وكم قضى في عرض المتوسط من ارواح شابه حاولت تغيير واقعها في الهجرة الى اوروبا..اليوم لربما الاسباب السياسيه والحروب هي الرئيسه التي جعلت من الوصول الى اوروبا طموح يستحق المجازفه من اجله,,أدام الله علينا الأمن والأمان في اردن العزم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات