فنانات و فنانين الصف الأول .. عبارة ناقصة


أسمع هذه العبارة كثيرا...في الإعلام و في البرامج الحوارية و في الصحف و ربما النقابات المهنية، هي بواقع الأمر صفة تلازم مَنْ كَثُرَةْ أعمالهم في الفاضائيات و من وصلوا الى قدر كبير من الشهرة...بالنسبة الى من تعجبه هذه المصطلحات هي وسيلة لكي يتميز بالمجتمع عن غيره من البشر فقد أصبح هذا الفنان مشهور...يحل ضيفا على عدد واسع من الفضائيات و قد انتشرت أعماله بين الناس...بل حينما يسافر الى البلدان المجاورة تفتح له صالات الـVIP كضيوف الدولة المهمين و ربما تهم لخدمته المضيفات في غرف الرفاهية هذه ريثما يغادر المطار...و حينما يذهب في الشوارع يحيط به المعجبين لأخذ الصور...و ربما إطلالت شاب وسيم قد تعجب فنانة معينة فتقبل بكل سرور التَصَوُرْ معه...و إذا كان الفنان شاب و أعجبته فتاة معينة ربما سيقبل بالتصور معها...و ربما بغير هذه الصفات قد يقرر الفنان أو الفنانة عدم التصور مع الجمهور...فربما لا يحق للجمهور فرض ذاته عليه إلا بمزاجه...

عزيزي الفنان...عزيزتي الفنانة...إذا كنتم من الصف الأول...فهذا تصنيف مهني فقط...و ليست دعوة للغرور...فيعلمنا الكتاب المقدس و هو كتاب سماوي مُكَرًمْ مِنْ قِبَلْ مليار و نصف مسيحي ينتشرون في مسكونة البشر حول العالم أن الغرور من صفات إبليس اللعين...فإذ تمرد إبليس على الله بغروره و تحدا إرادته بهذه الدنيا لعنه الله مدى الدهر ليكون عبرة لمن يبتعد عن الله و تعاليمه و كُتُبِهِ السماوية التي هي توراة اليهود و الإنجيل و القرآن... ألم يقول السيد المسيح بالإنجيل أن للطيور أوكارها و للثعالب جحورها و ابن الإنسان ليس له متكئ لرأسه؟! ألم يعش المسيح حالة زهد عن مغريات العالم؟ كان قلبه مع كل الناس الغني منهم و الفقير و لم يغلق قلبه عن اي منهم و تعامل مع الكُلْ بإنسانية...السيد المسيح بالقرآن الكريم شخص مُكَرًمْ و هو رسول مرسل من عند الله و في الإنجيل هو كلمة الله المتجسد له المجد...فهل الفنان أحسن من المسيح له المجد و من أنبياء الله؟ يوحنا المعمدان عاش في البراري يأكل الجراد و العسل في زهد تام و ينادي بملكوت الله و كان واعظ كبير عند اليهود بل حتى وصلت هيبته الى قصر هيرودوس الملك حيث كان يرتعب منه...فهل الفنانين أحسن قدرا من أعظم انبياء الله الذين عاشوا لحظات الزهد هذه؟ كلا فنحن أنقص منهم قدرا فهؤلاء هم مثال للمؤمن لكي لا نبتعد عن محبة الله، بل عاشوا بتواضع كبير و بزهد كبير جدا...

بماذا تفتخر ايها الفنان أو ايتها الفنانة...بموهبتك؟ ليست ملكك، فهي عطية من عند الله لكي تتمتع بِمَلَكَة لتثري الإبداعات عند البشر و لكنها عطية من فوق...من الله، فبماذا تفتخر...بأعمالك؟ ألا ينشرها لك جمهورك الذي يحبك؟ فَمِنْ دونه أنت لا شيئ، ألا يصفق الجمهور لأعمالك إعجابا، فهو يستحق منك الإحترام و التقدير و أن تحافظ على مشاعره...فلا تنسى أن الإنسان و الإنسانية قِيَمْ مكرمة عند الله و احترام مشاعر و أحاسيس البشر من الصفات التي أوصت بها الكُتُب السماوية فالكتاب المقدس يروي عن لسان السيد المسيح هذه الآيات : "لأنى جعـت فأطعمتمونى وعطشت فسقيتمـونى وكنت غريبا فآويتمونى وعريانا فكسوتمونى ومريضا فزرتموني ومحبوسا فأتيتم الىٌ . حينئذ يجيبه الصدّيقون قائلين : يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك او عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناك غريبا فآويناك او عريانا فكسوناك ، ومتى رأيناك مريضا او محبوسا فأتينا اليك ؟ فيجيب المَلِكْ ويقول لهم : الحق أقول لكم بما انكم فعلتم ذلـك بأحد إخوتى هؤلاء الصغـار فبى فعلتمـوه" (متى أصحاح 25 ايات 35 – 40) ، ما أعظم أحترام إنسانية البشر و مشاعرهم و احتياجاتهم...فكل شيئ له ثواب عظيم عند الله، و ايضا يقول الإنجيل "الفم العذب يُكَثِّر الاصدقاء، واللسان اللطيف يُكَثِّر المؤآنسات" (سفر يشوع بن سيراخ 6: 5)، ألعلنا سنكون حكماء أكثر من أسفار الوحي الإلهي التي تشجعنا على صيانة القيم الإنسانية و صيانة شعور بعض كبشر...أم بغير ذلك ستبرر افعالنا الغرور بأنه احسن الفضائل لتسمو بنا قيم لا تشجعها الكُتُب السماوية...فبماذا أجدر بنا ان نفتخر كفنانين و فنانات...بكلام الله أم بحكمة البشر الناقصة...؟

حاشا لي أن افتخر إلا بكلام الله...حاشا لي أن أفتخر إلا بالحِكَمْ الإلهية...فهل نتحلى كجسد فني بالمجتمع بالقيم السمحاء و الآتية من عند العرش الإلهي؟ هل سنتكبر على كلام الله؟ هل سنتمسك بالغرور الذي هو ثمرة من ثمار إبليس اللعين و نترك الفضائل التي أوصانا الله بها بالإنجيل و الكتب السماوية...؟ حاشا فالحكمة هي مخافة الله و مخافته تقتضي أن أتبع ما قد أعطاني في الكتب السماوية لكي تسود نعمه بحياتي كإنسان...لكي أحيا بمواهبي له و أتمتع برضاه...فحتى أن فُتِحَتْ لي صالات الـVIP و حتى لو إلْتَفً علي آلآف المعجبين و حتى لو تمتعت بالشهرة الكبيرة و حتى لو صنفتني النقابات المهنية بأنني من الصف الأول...كإنسان هل أتحلى بالصفات السمحاء التي ذكرها الإنجيل؟ الكبرا لا تليق إلا بالله فهل أمنح البسمة الصادقة للذين من حولي؟ هل أحترم مشاعر الذين من حولي؟ هل أرحب بالذي يريد أن يكلمني بصدق؟ هل أصغي للذي يريد أن يكلمني؟ هل حديثي لطيف مع المجتمع من حولي...اين قلبك يا فنان؟...فإذا لم يكن مع الله مع من يكون؟ فهل هنالك أحسن من الله؟ فعبارة فنانات و فنانين الصف الأول...عبارة ناقصة من دون الله و مكارم الأخلاق التي أوصى بها الإنجيل و المذكورة بالكتب السماوية، و الله و لي القصد من هذه الكلمات،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات