ثرثرة باراك تُثير زوبعة في"تل أبيب"ومصادر امنية تصف نتنياهو بالجبان


جراسا -

ما زالت التسجيلات الصوتية التي تنشرها القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، على لسان رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، تُثير انتقادات سياسية وإعلامية في الساحة الإسرائيلية، فمنهم من اتهمه بكشف أسرار دولة، وآخر رأى أنها محرفة وغير دقيقة، فيما أوضح آخرون أنّ الهدف من النشر هو تمهيد الطريق لعودة باراك إلى الساحة السياسيّة. ولكنّ مؤلّف الكتاب، إيلان كفير، قال لإذاعة الجيش الإسرائيليّ، إنّه قام بتسريب التسجيلات بعدما تبينّ له ولصديقه، المؤلّف الثاني، داني دور، أنّ باراك قام بالتوقيع مع دار نشر أمريكيّة لنشر الكتاب، لكي يجني الأرباح، وبالتالي أخلّ بالاتفاق، وحاول منع نشر التسجيلات.

يأتي ذلك بعدما أكد باراك أن إسرائيل شارفت على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية ثلاث مرات خلال الأعوام السابقة، لكنها عادت وتراجعت نتيجة تقدير الجيش وتوصياته، وأيضًا ما يتعلق بالولايات المتحدة، ولا سيما بعد معارضة عدد من وزراء المجلس الوزاري المصغر، في مقدمتهم الوزيران موشيه يعلون ويوفال شطاينتس. وواصلت القناة نفسها تسريب مواقف باراك، في سياق ما أدلى به إعداداً لكتابه “باراك، حروب حياتي”.

وجديد التسريبات وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه جبان وضعيف، لا يقوم بخطوات جريئة إلا إذا كان مرغماً على ذلك. وأضاف باراك أن نتنياهو يكتنفه نوع من التشاؤم العميق. وبالموازنة بين القلق والأمل، يفضل دائماً أن يكون أكثر قلقًا. كذلك لفت إلى أنّ نتنياهو لا يملك الشجاعة التي تمكّنه من المضي حتى النهاية. وأمس كشفت القناة تسجيلاً ثالثًا جاء فيه أنّ نتنياهو لم يكُن موافقًا على عقد صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وأنّه هو، باراك، أقنعه بذلك، وعندما تمّت الصفقة، قال باراك، كان همّ نتنياهو الوحيد أنْ تُلتقط له صورة مع الجنديّ المُحرر غلعاد شاليط، وقام بمنع الآخرين من التقاط الصور، على حدّ تعبيره، فما كان من حزب الليكود إلّا وردّ على هذا التسجيل بالقول: باراك مثير للشفقة.

في المقابل، ردّ مكتب نتنياهو على التسجيلات بالقول: حان الوقت لإيقاف التسريبات غير المسؤولة التي تضر بأمن إسرائيل. أمّا وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان، فعبّر عن تفاجئه من باراك، لافتًا إلى أنّ تصريحات كهذه تصبّ في نهاية المطاف في خدمة تقوية إيران، ورأى ليبرمان أنّ ما تم نشره يدل على أن باراك ثرثار، وشخص غير جدي، وشخصية غير موثوق بها. كذلك اتهم ليرمان، باراك، بأنه كشف أسرار دولة.

في موازاة ذلك، رأى شطاينتس أنّه من الخطير للغاية بث تسجيلات كهذه، رافضًا التعليق على التفاصيل. كذلك كان يعلون قد رفض التعليق على ما وصفه بالمواد المنحازة والمحرفة. من ناحيته أكّد رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تساحي هنغبي، أنّه سيستدعي الرقيب العسكري لشرح أسباب حصول القناة الثانية على تصريح لبثّ تسجيلات فصَّل فيها وزير الأمن (باراك) كيفية اقتراب إسرائيل من توجيه ضربات إلى منشآت نووية إيرانية.

في السياق عينه، نقلت القناة الثانية أن الغضب يسود صفوف القيادة الإسرائيلية، وأن عددًا من الشخصيات السياسية والأمنية الرفيعة المستوى أشارت، في جلسات مغلقة، إلى أن نسخة باراك في سرد الأحداث لم تكن دقيقة. لكن القناة رأت أن دوافع سياسية حزبية قد تكون وراء تصريحات باراك، خاصة في ما يتعلق برئيس الأركان الأسبق غابي أشكنازي، بعدما تداول بعضهم أن الأخير يدرس دخول الحياة السياسية، وقد يكون باراك يحاول إحباط هذه المحاولة.

ويأتي ذلك بعدما تحول الرجلان إلى خصمين مريرين، إضافة إلى أن علاقة باراك مع وزير الأمن الحالي، يعلون، شهدت توترات شديدة. إلى ذلك، نقل موقع (WALLA) عن مصادر أمنية إسرائيلية انتقادها لباراك الذي قدّم الجيش والوزراء كمن عارضوا خيار مهاجمة إيران، وأضرّ بقدرة الردع الإسرائيلية. وأشار الموقع إلى أن كلام باراك لقي أصداءً خارج إسرائيل أيضًا، وخاصة في الولايات المتحدة، حيث يعتبر شخصية مطلوبة للمقابلات، وآراؤه تلقى آذانًا صاغية. علاوة على ذلك، عقبّ مصدر أمنيّ رفيع على الموقف قائلاً: من يدّعي أنه بين 2010 ــ 2012 لم يكن الجيش في ذروة نضوجه لتنفيذ هجوم هو مخطئ ومضلل، وكل سنة تمر الجيش يتحسن، ولا أحد يجمد حيث هو، المستوى المهني يرتفع.

وشدّدّ المصدر الأمنيّ على أنّ الخيار العسكري لا يشمل فقط الهجوم، بل الدفاع أيضًا، وإذا ما تطلب الأمر مهاجمة إيران، فالمطلوب أيضًا الدفاع، لأنّه حينئذ ستجري مهاجمة إسرائيل بالصواريخ. وشدد على أنّه لا يمكن المقارنة بين منظومات الدفاع للجيش الإسرائيلي خلال الأعوام 2010 ــ 2012، وبين السنة الحالية، على حدّ تعبيره. من ناحيته اتهّمت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعّة جدًا، اتهمّت نتنياهو بأنّه أراد شنّ الهجوم ضدّ إيران لإجبار الولايات المتحدّة الأمريكيّة، على الدخول في حرب لا تُريدها، الأمر الذي كان يُقلق صنّاع القرار في واشنطن كثيرًا، بحسب المصادر الإسرائيليّة.رأي اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات