مجموعة الحوار الوطني .. بارقة أمل في العمل الشعبي



في 8\8\2015 ، انعقد المؤتمر التأسيسي لمجموعة الحوار الوطني ، في بلدة سوف بمحافظة جرش ، ومن هناك ، من شمال الاردن ، انطلق صوت جديد للاردن ، صوت للشعب ، صوت مجموعة الحوار الوطني ، التي اطلقها ابن جنوب الاردن ، معالي الاستاذ محمد داودية ، الوزير والسفير والنائب والاعلامي والكاتب والحزبي التقدمي ، لتكون صوت الاردن التقدمي ، الذي يسعى اليه كل ابناء الاردن ، العاشقون لوطنهم ، صوت الاردن ، الدولة المدنية ، التي لا تفرق بين بنيها للون او جنس او عرق او دين ، اردن المستقبل ، الخالي من كل اشكال الفساد ، والخالي من التطرف والارهاب ، اردن المجد والكرامة والامن والتقدم والازدهار ، من اجل كل هذا كانت مجموعة الحوار الوطني ، ملتقى كل ابناء الاردن ، من الحمة حتى رحمة ، ومن الصافي حتى الصفاوي ، تعاهد فيه الاوفياء ، ان يكونوا سندا لقيادتهم الهاشمية ، في مسيرة الاصلاح ، ومسيرة الديمقراطية ، وان يكونوا سلاحا ماضيا في وجه الفساد ، اي كان شكله ، او ايا كان مصدره ، سواء كان من الحكومة ، او البرلمان ، او الاحزاب ، او النقابات ، او اي مؤسسة مدنية ، وان يكونوا جنودا اوفياء للاردن ، يدعمون بكل قوة ، ابناء قواتنا المسلحة الباسلة ، حماة الديار ، واجهزتنا الامنية الوطنية ، الساهرة على امن الوطن وابنائه .
مجموعة الحوار الوطني ، وكما يدل اسمها ، هي منبر للحوار ، سواء بين اعضاء المجموعة انفسهم ، كي يحددوا ويتبنوا الاولويات الوطنية ، التي تحفظ وحدة مواقف ابناء الوطن ، بعيدا عن بؤر الخلاف في الراي ، والمجموعة هي ايضا منبر للحوار مع الاخرين ، ممن تجمعنا بهم قواسم مشتركة ، لترسيخ هذه القواسم وتعظيمها ، لغتنا مع الجميع هي لغة الحوار ، فلا تطرف ولا تعصب ، ولا اقليمية ولا طائفية ، ولن ننقاد الى حوارات عقيمة ، مع من ينكرون على الوطن انجازاته ، ويسعون لتفتيت وحدته الوطنية ، ممن يرفضون التعددية ، ويرفضون الاخر المختلف ، ويسعون لالغائه ، ويرفضون اي دور للمرأة ، ويسعون الى الغاء الانجازات التي تحققت لها ، لن نحاور من يريدون اعادتنا الى عصور الظلام ، وتشويه كل لوحة جميلة يتغنى بها الوطن ، فمثل هولاء لا مكان لهم بيننا .
لقد باشرت المجموعة الحوار الفعلي قبل اشهر، وهي في مرحلة التبلور ، حتى قبل انعقاد المؤتمر التاسيسي في سوف ، مع قيادات وطنية بارزة ، شملت رؤساء وزارات ووزراء سابقين ، لم ينته دورهم الوطني بعد ، كما التقت برؤساء جامعات ، ومدراء عامين لمؤسسات وطنية ، ومسؤولين اخرين ما زالوا على راس عملهم ، لقد كان الحوار منطلقا لعمل مجموعتنا ، وسبيلا لتحقيق اهدافها ، وفي هذا ترسيخ لثقافة الحوار ، واحتراما لاصوله وقواعده ، ولا يكاد يمضي اسبوع ، الا وكان هناك ندوة حوارية مع مسؤول ، او نشاط اجتماعي او ثقافي او سياسي لمجموعة الحوار الوطني .
ترى مجموعة الحوار الوطني ، ان قوى الفساد في الحكومة والبرلمان والاحزاب ، ومختلف مؤسسات المجتمع ، هي قوى متحالفة ومتساندة ، تسعى لتحقيق اهدافها الشرهة بكل السبل ، وعلى حساب المصلحة الوطنية ، وهي مسيئة للوطن والشعب والنظام ، وفي الخلاص من فسادها ، مصلحة لكل هولاء ، ولا بد من تسليط الضوء عليها ، بالحوار مع المسؤولين وكل القوى الفاعلة في المجتمع ، التي تسعى لرفعة الوطن ، لتلمس طريق الخلاص من هذا الوباء .
ستعمل مجموعة الحوار الوطني ، من اجل قانون انتخابات نيابية عصري وديمقراطي ، ومن اجل قانون احزاب ، يخلص الاحزاب من جمودها وفسادها ، لتنشيط الحياة السياسية الديمقراطية ، وتعزيز مفهوم الديمقراطية ، ودور الشعب في ذلك .
كما وضعت المجموعة من جملة اهدافها ، مكافحة المحسوبية والجهوية والطائفية ، وتعزيز ادوات الرقابة الوطنية على المال العام ،
تؤمن مجموعة الحوار الوطني ، ان الامن والاستقرار ، هما حصن الديمقراطية المنيع ، لذلك تساند مجموعتنا جهود جلالة الملك ، وقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية ، في حفظ امن الوطن وحماية منجزاته .
لقد اولت مجموعة الحوار الوطني ، اجيالنا الناشئة ، وعدة المستقبل ، كل الاهتمام ، لحمايتهم من شرور التطرف والارهاب ، الذي تشتعل نيرانه من حولنا ، فاولت تطوير المناهج التربوية جل اهتمامها ، فكان لعضو المجموعة ، التربوي الدكتور ذوقان عبيدات ، دور كبير في هذا التوجه ، حيث قدم للموتمر الوطني التربوي ، ورقة عمل شاملة ، لتنقية مناهجنا من كل اشكال التطرف ، وحماية اجيالنا القادمة من شرور تنظيمات الارهاب ، كما عقد قبل ايام ، ندوة في فندق لاندمارك حول نفس الموضوع ، مستفيدين من فكره التقدمي المستنير ، وخبرته التربوية الكبيرة ، كاحد كبار المسؤولين ، ممن عملوا في وزارة التربية والتعليم ، وسنستغل كل منبر ولقاء وحوار ، لنعزز هذا المطلب الوطني .
ربما يسال سائل ، ما دامت اهدافكم هكذا في مجموعة الحوار الوطني ، لماذا لا تشكلون حزبا سياسيا ؟
الجواب على هذا التساؤل ، اننا في مجموعة الحوار الوطني ، نمثل التعددية السياسية والوطنية ، ولا نمثل الفكر السياسي الاحادي ، ففيها القوميون واليساريون والوطنيون المستقلون ، وفيها الادباء والشعراء والفنانون ، وللمراة فيها دور بارز ، تجمعنا اهداف وطنية عليا ، نهدف منها الى بناء الاردن الذي به نحلم ، ولدينا من الاحزاب ما يزيد عن حاجتنا ، وهي تعاني من الجمود والفساد ، وبعضها ينام في العناية الحثيثة ، ولا حاجة بنا الى زيادة اعباء الوطن ، كما ان رئيس المجموعة ، والمبادر الى انشائها ، معالي الاستاذ محمد داودية ، يمثل بفكره التقدمي فسيفساء الوطن ، فهو القومي التقدمي ، مارس العمل الحزبي ، وعمل في الصحافة والاعلام ، ثم انتخب نائبا للوطن ، وصار وزيرا وسفيرا لسنوات طوال ، واستطاع ان يوازن بين انتمائه القومي ، كحزبي قديم ، مارس النضال تحت سطح الارض ، وبين انتمائه الوطني ، حين اصبح وزيرا وسفيرا ، ليمارس نفس النضال ، لكن فوق سطح الارض ، فبعد مرحلة الديمقراطية التي ابتدأت عام 1989 ، لم يعد الانتماء الحزبي ، او التمسك بفكر سياسي ما ، عائقا امام المشاركة في الحكم .
ربما يسال سائل اخر مشككا ، ان الفساد في الاردن واضح وضوح الشمس ، ولم تستطع كل القوى المطالبة بالاصلاح ، ان تفعل شيئا في محاربته ، فماذا عساكم ستنجزون ؟
نقول ردا على ذلك ، اننا ابناء الضرورة الوطنية ، تلمسنا حاجات وطننا ، ونمتلك الثقة بارادة قيادتنا في مسيرة الاصلاح ، ولسنا اصحاب فكر احادي ، يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة ، يتشبث بنظريات ومطالب ، قد لا تتلائم مع قدرات الوطن ، وليس لاشتالها ان تنمو في تربة الوطن ، نعيش ونتلمس الظروف الضاغطة المحيطة بنا ، فنحن في دائرة المستهدفين من قوى التآمر على امتنا ، هويتنا الوطنية مستهدفة ، وانتمائنا القومي مستهدف ، لهذا نرفض التشنج ، والتمترس خلف يافطات التطرف السياسي ، اننا نسعى لجمع ابناء الوطن ، على اهداف مشتركة ممكنة التحقيق ، تساهم في زيادة مداميك بنائنا ، من خلال تسليط الضوء على مواطن الخلل ، والسعي للحوار مع الجميع ، ومناقشتهم سبل الخلاص ، ومتابعة تنفيذ الممكن ، ولن نجامل احدا في سبيل المصلحة الوطنية ، ستتمدد مجموعتنا افقيا ، لنستقطب كل قوى الخير والاصلاح في شعبنا ، ونأمل ان نكون الضوء الساطع في نهاية النفق .
لا بد ان اشير هنا ، الى قناعتي الشخصية ، بان مجموعة الحوار الوطني ، تمثل وجها وطنيا تقدميا ، فليست التقدمية برفع رايات اليسار والاشتراكية ، ومحاربة الامبريالية والصهيونية ، فالتقدمية ان نتقدم بوطننا الى الامام ، في مختلف مجالات الحياة ، وقد قطع بلدنا ، وقطعت قيادتنا ، شوطا كبيرا في المسيرة التقدمية ، ها نحن نعيش مرحلة نمو الديمقراطية ، وحرية الراي ، وحكومتنا تدعونا الى تعميق الممارسة الحزبية ، ومؤسساتنا الديمقراطية تتلمس طريقها نحو القمة ، والمرأة الاردنية دخلت المعترك السياسي ، ونالت من الحقوق الكثير ، ومجموعتنا مجموعة الحوار الوطني ، اعلنت الحرب على قوى التطرف والارهاب والظلامية ، وتدعو الى فصل الدين عن الدولة ، وتنقية مناهجنا التربوية من الفكر الداعشي ، وتطالب بتعزيز مسيرة الديمقراطية ، ومحاربة الفساد ، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، فهل هناك ما هو احق منا ، بان نطلق عليه صفة تقدمي ؟
واخيرا نود ان نؤكد ، اننا في مجموعة الحوار الوطني ، نلتقي اولا على عشق وطننا الاردن ، وثانيا على الايمان بقدرات شعبنا ، وحكمة قيادتنا التقدمية التوجه ، فكم شهدنا في عهدها من تطور وتغير ايجابي ، في مختلف مناحي حياتنا ، فاق كل تطور روتيني ، اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا ، سنتقدم مع نظامنا الى الامام اكثر واكثر ، ونبني لاجيالنا المستقبل المشرق ، ترفرف في سمائه رايات التقدم والديمقراطية والامن والعدالة الاجتماعية .

المهندس مالك نصراوين
عضو المؤتمر التأسيسي لمجموعة الحوار الوطني



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات