جامعة وجباية


الجامعة الأردنية صرح مميز على مر السنوات السابقة, أو هكذا كانت, أو هكذا يجب أن تكون مميزة .. ولا يخفى علينا أن كل ما هو مميز يجب أن يكون متميزا في كل شيء خاصة في مسألة العطاء لا في مسألة الأخذ والجباية غير المشروعة وبدون أي وجه حق .. وعليه, فبأي حق تقوم الجامعة لتستولي على كامل الشارع العام المحاذي لحرمها والذي هو خارج اسوارها لتضع عليه الجنازير المهترئة والاسلاك الشائكة وتوظف عليه اشخاص من جنسيات عربية مختلفة ليستوفوا دينار اردني من الطلبة الذين يريدون الاصطفاف بسياراتهم الخاصة مستغلين اوقات الحر والبرد القارص وحاجة الطلبة ليكونوا قريبين من كلياتهم وهم يحملون كتبهم ودفاترهم التي قد يقارب وزنها ربع وزن الطلبة خاصة طلبة الكليات العلمية كالطب والصيدلة والهندسة .. الخ , وكل ذلك هربا من المخالفة الظالمة, وخلاصا من شبكة المواصلات الهالكة التي لا يحكمها وقت رديء ولا ثمين ولا عرف ولا قوانين. إنما مزاجية خالصة.

إن من المعروف والبديهي في حسن تخطيط العالم المتحضر الذي ينشد الرقي أن أي جامعة تنشأ لديهم, أو يراد انشاءها أن هدف الجامعة الأسمى لا ينسيهم ولا يجعلهم يتغافلون عن تأمين كل كلية وكل مرفق من مرافق الجامعة وكلياتها بمواقف مجانية للطلبة وروادها تتيح للطلبة الراحة في الوصول إلى اماكن محاضراتهم دون سماع اصوات اللهاث والسعال والعطاس مع بدء كل محاضرة, كون هذا الأمر يعد حق أدنى من حقوق الطلبة الأصيلة على جامعاتهم.
أما عندنا هنا فالأمر مختلف لا بل هو أمر منحرف, ولعلنا نقول بعد الاختلاف والانحراف أنه لا ضير أن لا تقوم جامعاتنا على تأمين وتوفير هذا الحق لطلبتها اسوة باخواتها المتحضرة, لكن لا ينبغي لأي جامعة أن تزيد في مستويات الميل والانحراف فتستولي على الشوارع العامة المحاذية لاسوارها لتجعل منها مواقف مدفوعة الأجر بدون تقديم أي نوع من انواع الخدمات اللازمة, وإن حدث هذا الأمر لغياب الضمير الحي لدى المشرعين, والوعي العام عند الناس عن هكذا تشريعات فليكن الأمر مبني على أساس الرمزية والرحمة مع تقديم الخدمة المطلوبة للمواقف من تزفيت وتخطيط مواقف وتوفير مظلات.. الخ, مقابل دفع مبلغ رمزي لا يتعدى الربع دينار بدل الدينار الذي يستوفى الآن, مع العلم أن هذا المبلغ الرمزي يساوي الكثير الكثير نهاية كل يوم نظرا لعدد وتعدد مرات اصطفاف سيارت الطلبة لتباين أوقات محاضراتهم وعودتهم أحيانا مرتين في اليوم لجامعاتهم. أما أن تقوم كل جامعة جامحة بمشاركة الطالب في مصروفه اليومي الذي على الأغلب لا يتعدى الدينارين, دينار مصروف وآخر خاوة اصطفاف, ثم تقوم بالتنسيق الملفق والمسبق مع دائرة السير من أجل مخالفة كل سيارة تصطف خارج مواقفهم بكلمة حق يراد بها باطل, فهذا هو الباطل بعينه , وزد على هذا الباطل أن لا أحد من العالمين يعلم عن وجهة الألوف المؤلفة من الدنانير التي تجمع كل يوم من وراء هذه الأتاوة وفي أي طريق يتم انفاقها ... اترك الرد لاصحاب النهى والعفة والتقى.



تعليقات القراء

قرأت الموضوع
فعلاانها جباية ومن الطلاب الذين ليس لهم دخل ذهبناللبنك لنستلم اموالا ورثناها من والدنا فوجدناها ناقصةفالحكومة قد شاركتنا في الميراث الجباية في كل المجالات..نرجو ان يكون هناك من يستمع لكلامك
24-08-2015 12:29 PM
نعنع ونعنوع
صح لسانك أخ نزيه الجباية عندنا حدث ولا حرج وفي كل مكان .. حسبنا الله
24-08-2015 01:18 PM
علام مطلع
السؤال لمن تجبى ومن المتعهد
25-08-2015 09:11 AM
امرء شاهد على الواقع
كل مسؤول يأتي يتفنن باستخراج المال من جيوب الشعب
08-09-2015 02:03 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات