العقبة الثغر البائس


أحب العقبه كما أحب إربد وعمان وباقي المدن الاردنيه التي ارتبطت جميعها بحبل الوريد مني..بعد إلحاح الابناء عقدت العزم في نهاية الاسبوع المنصرم وتزودنا بالماء والمثلجات والصفائح المعده مسبقاً وتوجهنا الى العقبه فلم نزرها لربما لأكثر من نصف عقد من الزمن وذهبت بعيداً في خيالي لعلي اراها وقد تغيرت وقد تعاقب على اقليم العقبه ثلاث من اصحاب المعالي ممن لهم باع طويل في الاداره ولكن فوجئت بأنها كما تركتها لم تتغير,, هناك تغيير بسيط هنا او هناك ولكنها مجتمعه تبدو على استحياء لا استطيع ان أجزم واعتبرها انجازات,, فهي استحقاقات لفتره زمنيه طويله..

خرجنا مع اطلالة شمس الصباح وعيون الصغار نعسى وذاكرتهم لا زالت ملتصقه بمخدات أسرّتهم لكنهم برغم قلة النوم لم ينم ايٌ منهم في الطريق في انتظار الوصول, ما ان استلمنا الطريق الصحراوي والذي ارتبط اسمه بالارض القاحله برغم من وجود بعض البقع الخضراء كنا نمر عليها, بمعنى ان بالامكان تخضير جانبي الطريق فيما لو توفرت الاراده عند مسؤولينا او الحد الادنى من الانتماء,, بعد ان تجاوزنا جسر المطار وقد استمعتنا بالطريق المؤدي للمطار وهو انجاز ولو طال حتى تحقق,, لنفاجىء بما بعده وقد اضحينا فريسة المطبات والحفر ووعورة الطريق الا بضع كيلومترات لربما طالها الأسفلت قريباً,وقد خطر في بالي عدة اسئله واستفسارات اوجهها الى معالي وزير الاشغال العامه, ألم يزر الطريق مؤخراً وما هو مدى رضاه عن الطريق؟؟ وكذلك اصحاب العطوفة من مدراء الاشغال الذين من المفترض انهم يسلكون الطريق يومياً فجميعهم من سكان العاصمه,, ممن يعملون في الكرك والطفيله ومعان والعقبه!!!

لا نريد اعادة تأهيل الطريق من الألف الى الياء فهو طريق حيوي يربط الميناء الوحيد بالعاصمه والمملكه ولربما دول الجوار, ولا يحتمل اهدار الوقت ولكن أليس بمقدور مدراء الاشغال ممن ذكرت من تحريك بضع قلابات محمله بالاسفلت ومدحله لاصلاح الحفر التي قد يتسبب بعضها بحوادث مميته اذا ما حاول السائق تلافيها؟؟ لماذا هم على كراسيهم اذا الحد الادنى من اسباب السلامه العامه لا يقومون به وسؤالي موجه ايضا الى عطوفة الامين العام للوزاره,, نحن نحتاج المسؤول المنتمي لا الجالس على كرسي المسؤوليه لشرب القهوه وتوقيع القرارات الغير نافذه ولا تخدم الصالح العام وتعود بالنفع على المواطن,, كم من مواطن قضى على الطريق بسبب حوادث السير ومن اسبابها الرئيسه سوء الطريق؟؟ نحن نعرف ان في الدول التي تحترم انسانها وزير يستقيل اذا ما تعرض مواطن للموت بسبب تقصير مسؤول عنده لا هو بطريقه مباشره وانتم جالسون على صدورنا والوطن..

قبل ان ندخل المدينه التقينا سيارة شرطه متخفيه خلف جبل لاصطياد القادمين للعقبه للجبايه لا للحفاظ على أمن انسانها وسلامته في رادار يتصيد بعض السيارات ويترك الكثير منها اذا ما وقعت فريسه حيث يترك الرادار جانباً لتحرير مخالفه لمن عانده الحظ بينما العشرات يمرون مسرعين اثناء ذلك!! هكذا يشجعون السياحه ويرحبون بالمواطن ممن حاول تشجيعها اما من غادر الى دول الجوار فبلورد والريحان يودعونه وجيوبه المنتفخه بالدولارات..

دخلنا العقبه وتذكرت ان في مدخلها هناك سوق تجاري زرته سابقه لأجده اسوأ مما تركته سابقاً, وقد هجره اصحاب المحال, فلا مطاعم فيه ولا محال تحترم ذوق المرتادين,تركته وذهبت باتجاه السوق وقبل ان نصل الى الفندق وجهتنا مررنا ببعض المحال وارتدنا احد المطاعم وهو ذاته لم يتغير منذ آخر زياره ولم يتطور,,نفس الوجوه ونفس الخدمات الرديئه التي من المفترض ان تليق بالسائح والزائر وتتطور هكذا يقول اقتصاد السوق,, لكن هي ذاتها..

في اليوم التالي اصطحبت زوجتي واطفالي لزيارة الشط العام فهم يرغبون برحله بحريه في القارب,, من ان وصلنا حتى فوجئت بعدم نظافة الشاطىء وما حوله وقد تراكمت التمور الساقطه من على اشجار النخيل واختلط بالاتربه واحذية الماره لتصبح مكرهه صحيه,, لماذا لا يصار الى غسلها وازالة المخلفات التي يتركها المصطافون يومياً ؟؟ أين البلديه وسلطة الاقليم؟؟ اين المسؤولون؟؟ لربما العنوان الذي ذهبنا اليه هو العنوان الخطأ,, فقد زرت شرم الشيخ لعدة مرات واستمتعت بشواطىء نظيفه وشوارع متجدده ونظيفه ومطاعم ترحب بالزوار..

اذا ما اردنا تطوير السياحه ما علينا غير احالة المسؤولين عن السياحه الى الاستيداع وكل من تجاوز الخمسين من العمر واعطاء الشباب المليء بالحيويه زمام المسؤوليه او استقدام مسؤولين من الخارج من الدول التي تجيد صناعة السياحه والتطوير.. وكل زياره للعقبه والوطن في انتظار الدماء الشابه المنتميه لاحداث التطوير..



تعليقات القراء

ابوسامي
ما تفضل به الدكتور قليل من كثير . طريق عمان العقبة 80% مدمر . سيارة دفع رباعي ومع ذلك وصلناوالاولاد منهكين بسبب الشارع . وكملت لما نط الشرطى من داخل النقطة وخالفنا ظلما وبهتانا ولم يكن بجانب الرادار.
24-08-2015 12:56 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات