البوصلة


أمس قرأت موضوعا يتحدث عن البوصلة وكيف تم اختراعها وقد تطرق الموضوع لبيان أهمية دورها في تحديد الإتجاهات وتحدث أيضا عن أجزائها.
وقد تذكرت نفسي وأنا صغير....

عندما كنت صغيرا كانت أمي بوصلة بالنسبة لي وحضنها أينما كانت كان يمثل لي الشمال وقتها كنت إبرة دائمة الانجذاب إليها أينما ذهبت أو ابتعدت ، في فرحي وحزني وفي سكوني وفي خوفي.

عندما توفت أمي أصبح العالم حولي فضاء وتعطل المحور ولم يعد لي ميناء ولم يعد يحتملني لا خط الزوال الجغرافي ولا خط الزوال المغناطيسي حتى.
فلم يعد لي شمال يجذب شعيراتي اليتيمة ... إنما أصبح لي جنوبا يحتضن قبر أغلى من في الوجود.

أمر صعب أن يدور الإنسان في دائرة أو حلقة مغلقة ترفضه وترميه كل الاتجاهات إلى الأخرى بلا استقرار.

ولكني أؤمن بالقدر وعلى الرغم من أنني فقدت بوصلتي منذ أكثر من عشرين عاما إلا أن الجنوب الذي يحتضن ترابه قبر أمي يساعدني على تحديد الطريق ومتابعة المشوار.
يتساؤلون ... لماذا تخطأ البندقية بتحديد الهدف وتميز العدو؟! .
ولماذا هناك تخبط بالقرارات الحكومية وعدم تمييز بين المصالح الشخصية ومصالح الدولة العليا ؟!

ولماذا الغريب أولى من المواطن القريب؟!
ولماذا .... ولماذا .... ولماذا... ؟!

الجواب .... للأسف .... البوصلة معطلة عمدا ....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات