مدراء ولكن ..


كتبت د.مجدولين عبدالله - لفت نظري مطلع خبر اوردته احدى الصحف جاء فيه : "أكد النسور خلال رعايته الخ .. حول تمكين المرأة في قطاع الخدمة المدنية، ان الادارات الحكومية الى محاربة الترهل الاداري والوهن الذي اصاب بعض جهات الجهاز الحكومي، مؤكدا في الوقت ذاته ان من "يعطل العمل أو يعيقه أو من لا يقوم بواجبه بكل اقتدار أن يفكر بمغادرة مركب الإدارة الحكومية".

الفقرة التي استوقفتني هي .. "يعطل العمل أو يعيقه أو من لا يقوم بواجبه بكل اقتدار أن يفكر بمغادرة مركب الإدارة الحكومية".

دولتك سؤال موجه لك شخصيا .. ألم تدرك لغاية اللحظة ان ضعف إنتاجية الموظف سببها المركزية في ادارة الوزارات وأخذ المدراء بالغالبية زمام الأمور من الموظفين الامر الذي ولد لديهم شعورا بعدم الثقة ؟

هذا الإهتزاز الذي اثر بشكل كبير على انتاجية الموظف وحبه للعمل، وجعل من بعض المؤسسات "مزارع" خاصة لتسمين المدراء على حساب مديرياتهم ؟.

أما الجانب الذي يخص الاجتماعات الغير مهمة،والتي هي فقط تكون بمثابة تقارير متابعة عن سير العملية المركزية بالاجراءات الحكومية ولكن كثرة هذه الاجتماعات تصيب الموظفين بالملل,لأنها تمثل الروتين الذي يقتل الأداء.

وهذا الموضوع لفتني في الكثير بل الاكثر من وزاراتنا ممن لا يهتمون بالموظف المتميز والمبدع, بعض المدراء يتولد لديهم احساس عدم الأمان فور ملاحظتهم لموظف متميز في الفريق، فيما من المفترض ان يقتنع المدير بأن نجاح الموظف هو من نجاحه، وأن الموظف عنصر مهم في تحقيق نجاح العمل، ويجب معاملته بشكل مميز حتى يواصل تميزه، مع تشجيع زملاءه على السير على خطاه وبالتالي انشاء فريق متميز يحقق كافة الاهداف الموضوعة.

وكذلك من الامور المحفزة للموظف، هي جوائز التميز التي تمنح لموظفين عبر العلاقات وليس عبر الانجاز, الامر الذي يجب اعادة تقييم اليتها، فهي تولد الاحباط لدى الموظفين المتميزين، وتقتل عنصر الابداع لديهم.

ومن العناصر المهمة التي تحدث نقلة نوعية في أداء الموظفين هي تعامل المدير معهم من خلال الكلمة الطيبة والإثناء على إنجازاتهم حتى لو كانت بسيطة, فهي وسيلة رائعة وفعالة جداً في رفع الروح المعنوية لدى الموظف وتشجيعه على تحقيق المزيد.

حتى وإن أخطأ الموظف يجب ان تحدثه بينك وبينه وليس بطريق علنية حتى لا يشعر بإنتقاص أمام زملائه ومراجعيه .
وأخيرا تفشي ظاهرة العنصرية العشائرية والمحاباة فهناك من يميز قريبه عن باقي افراد الفريق، وهناك من يميز بني جنسه عن الباقين.. وهكذا، وهذه الأمور صعب حلها حقيقة وهي منتشرة في كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة.

الكثير من المدراء لا ينظرون الى عناصر الخبرة والقدرات والإنجاز عند تمييز موظف عن آخر، فنرى مثلاً كلمات الثناء تنهال على الموظف لانه صديق أو محسوب على المدير، مع انه لم ينجز، ونرى أيضاً كلمات التوبيخ تنهال على موظف أنجز عشرات المعاملات بنجاح.

دولة ومعالي وسعادة وعطوفتكم جميعا : العدل أساس نجاح أي عمل أو مهمة, وتحقيق العدالة الاجتماعية في الفرص الوظيفية وانجاز المهام هي التي تزيد المتميزين.

والانتاجية تتنامى بشكل مؤكد ان تعاملت ادارات المؤسسات الحكومية على أساس تطبيق العدالة ، والعدالة فقط، في التعامل مع الموظفين، لان الامر اولا وتاليا سينعكس على اداء مؤسساتهم .

لذا يجب على الادارات الحكومية والخاصة على حد السواء، والاهتمام بتلك التفاصيل ,ولا تترك المياه تنساب من تحتها فتغرق السفينة .



تعليقات القراء

إسماعيل
نعم: العداله أساس نماء الشعوب ومنعتها وقوتها،ولنعد إلى تاريخ أي شعب من الشعوب الذي نهض من كبوته ووصل إلى مستوى عال من الرُّقي الحضاري والإنساني ،لنرى إن سرَّ نجاحاته هو إنتشار العداله بكل مناحي حياته.
20-08-2015 09:29 AM
زيد محارمة
... أبدعتي كما أنتي داائما .. مبدعة ...
20-08-2015 05:54 PM
رندة عمايري
ابدعتي دكتورة بوصف الواقع الحقيقي في وزاراتنا ومؤسساتنا نتمنى على المعنيين بهذا الموضوع اخذ النقاط بعين الجدية والاهتمام
20-08-2015 06:26 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات