درعا البدايات


جراسا -

ما قبل التكوين الثوري الشعبي كان صوت الخوف بأبجدية القمع والترهيب ، سلطة شكلها تحالف الاستبداد والفساد بعقلية المؤامرة والتآمر عقلية فهم ان بناء السلطة وسيادة الدولة لا يمكن ان تكون بدون رائحة الدم وسلوكيات النهب، فصار المواطن سلعة ورقم وظيفته ان يأكل ويعمل ويصرخ في مسيرات الولاء نعم والى الابد.

درعا واطفالها لم تكون استثناءً بل قدر لها ان تكون البداية فقط ، اعوام من القيود والتنكيل آن لها ان تنتهي فكانت درعا حاضرةً لتكون صرخة الدم بوجه البندقية والسجان.

في البداية لم تكون حاضرةً فكرة الانشقاق وتشكيل الجيش الحر ولم تكون حتى فكرة الاسقاط ضمن الشعارات المرفوعة ،بل كانت المطالبة اصلاح ومحاسبة الآثمين والتغير نحو الافضل بإطلاق الحريات واجراء انتخابات حرة وبدون تزوير، الا ان عقلية العصابة التي يحكمها التشبيح ارادت ان تفرض هيبتها بمزيد من القتل والاعتقال والتنكيل، واكاد اجزم ان في كل بيت سوري معتقل او جرح وبكل تأكيد الجميع تجرع القهر والظلم.

لم يختصر الامر على عدد المعتقلين او اماكن سكناهم بل اقدمت عصابة النظام بتوسيع ردة فعلها الامنية على احداث درعا لتطال قيادات وطنية معارضة كان من ابرزهم حينها الاستاذ حسن عبدالعظيم أمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وهو الحزب الاصيل غير المشارك في جبهة احزاب النظام ، ولم يتوقف عند حد الاعتقال والتنكيل والاغتيال بل ذهب النظام الى عقد لقاءات مع عدد من القيادات والوجهاء وتحدث بخطاب ابعد ما يكون عن الواقع ضارباً مطالب الجماهير بعرض الحائط.

كانت الشرارة الاولى لانطلاق اول تشكيلات الجيش الحر 29/تموز عام 2011 مع ان هناك انشقاقات سبقت والتي بدأت بجندي في الحرس الجمهوري الا ان تشكيل الجيش الحر كان في التاريخ المشار اليه سابقاً وتحت شعار حماية المتظاهرين.

الشعب العربي السوري صاحب ثقافة التعايش والسلام ظل طيلت الايام والشهور الاولى وحتى بعد تأسيس الجيش الحر يذهب باتجاه المطالب الاصلاحية ومعاقبة الاثمين وحتى مع اصرار "النظام" واستخدامه لخطابين الاول طائفي تمزيقي للمجتمع لحث الاخوة من الطائفة العلوية الكريمة لان تكون رأس الحربة في مواجهة الجماهير وخطابة الثاني والذي سوق بشعار الوطن والمواطنة الا انه بأصله خطاب استخدم فيه التهديد ورفع سقف صلاحيات جلادين النظام.

العربي السوري استمر بالاحتجاج السلمي والمطالب العادلة حتى لمس عن قرب استقدام النظام لقوات استعمارية لمساعدته على البقاء، وعندها كانت البداية بضرورة حماية الوطن وسيادته من قوى الكفر والشعوذة المتمثلة بالفرس وادواتهم واعوانهم وعلى رأسهم روسيا.

ان ميلشيات الحقد الطائفي العراقية واللبنانية والمرتزقة والحرس الثوري الفارسي بقيادة المجرم "قاسم سليماني" وبتوجيه من "الخامنئي" تقتل الشعب السوري وتدمر بنيته التحتية وتنهب خيراته وما كانت لتكون في سوريا لولا عمالة النظام وتبعيته.

واليوم يقاتل الجيش الحر وفصائل الثورة دفاعاً عن حرية واستقلال سوريا ورفضاً لوجود المحتل .

لدرعا ان تفتخر بأنها اول ابجدية الثورة وانها كانت الخط الفاصل بين الحرية والعبودية، لدرعا ان تفتخر بأنها درة مدن الثورة.

والثورة اليوم بقواها الوطنية ومقاومتها وبالالتفاف الشعبي حولها تتخطى ما يمسى المصالحة مع "النظام" لان الشعب السوري بثقافتيه وسلوكية واعتقادية وارثه ومورثه يعتقد اعتقاداً جازماً لا لبس فيه ان وجود المحتل يوجب القتال حتى طرده وقتل من تعاون معه.

من يتتبع محطات الثورة من الاحتجاج الى التظاهر الى حمل السلاح يستطيع فهم التركيبة السلوكية للجماهير وفهم تفكيرها الجمعي وهو بأصله قائم على التعايش والسلام لكنه يرفض رفضاً تام للعمالة والخنوع والتبعية

 

*الملازم أول نورالدين كرمان 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات