رساله مفتوحة لوزير التربية والتعليم


جراسا -

خاص - ارسل الاستاذ محمد يونس حيان رسالة الى وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات تالياً نصها:

إسمح لي معاليكم أن لا أدخل في تفاصيل الأرقام الصادمة وربما التي ليس لها سابقة ولكن عندنا قد يكون لها لاحقة.

فنسب النجاح الأربعين في المئة المفجعة تعرفونها، ومدارس لم ينجح أحد الأربعماية وإثنين وثلاثين تعرفونها أيضاً.

لا أريد أن أضيف لمعاليكم العارف بالتربية والتعليم ماذا يعني تحويل وزارة التربية والتعليم إلى مختبر بدل أن تكون مركز تفكير استراتيجي في التعليم. ولا أريد أن أثقل عليكم بالحديث حول تحويل أبنائنا لفئران تجارب بدل أن يكونوا مشاريع قيادات للمستقبل وبناة حقيقيين للوطن.

لن أحدثكم عن ذلك ليس لعدم أهميته وخطورته على العملية التربوية التي هي أساس نهضة الوطن، بل لأنني أعتقد أن ما حصل هذا العام يحمل في ثناياه ما أهو أخطر من كل ذلك.

ما حصل هذا العام يا معالي الوزير هو أنه كان عام تجريب الصرامة الاستثنائية كما سميتها تجاه أبنائنا في مرحلة التوجيهي لتعيد له اعتباره. وإعادة الإعتبار هنا لم يدخل فيها بتاتاً حساب المقدمات التي يجب أن توضع لنتوقع منها النتائج. فهل يعقل يا معالي الوزير أن يبدأ التصحيح الصارم من التوجيهي؟ ماذا ستتوقع من طالب كانت كل مراحل تعليمه ما قبل ذلك بكل البؤس الذي رأينا نتائجه، وهو الضحية لهذا البؤس وليس منتجه، ثم تأتي اجراءات وزارتكم وسياساتكم الصارمه الاستثنائيه بما حملته من تهديد ووعيد ومفاجئات سواء كانت بنمط الاسئله او بأساليب التصحيح او بالعقوبات التي لا تتناسب مع حجم الاخطاء واجواء الرعب التي مورست على مرحله عمريه خطيره جدا ليس لها ذنب بما اصبحت عليه، كل ذلك يا معالي الوزير كان يجب أن يسبقه عملية تربويه وتعليميه تتيح للطالب الوصول إلى قدرة المواجهة على هذا التحدي والصرامة التي طرحتموها معاليكم في امتحان الثانوية العامة.

لو كانت وزارتكم في مراحل ما قبل التوجيهي - وخصوصا مرحلة الاول ثانوي والتي تربى ابنائنا على انها سنة استراحة المحارب - تؤهل الطالب لهذا التحدي ما كان لنا أي اعتراض، ولما كنا اضطررنا أن ندفع ما فوقنا وما تحتنا من أجل تقوية أبنائنا بالدروس الخصوصية لمواجهة تحديات معاليكم الدونكشوتية.

ماذا عن معلمي وزارتكم، اليس جزء كبير منهم هم نتاج مرحلة البؤس التي تعالجونها، وفوق ذلك إذا كان راتب المعلم لم يعد يكفيه خبزاً وصار التعليم الخصوصي بالنسبة له هو مدخل الرزق وليس أبواب وزارتكم، اذا صار تعيين المعلم (المربي) هو تحت مظلة سياسات البطاله المقنعة، دون ادنى معايير التأهيل، فماذا تتوقع من مواصفات المنتج التعليمي، وما ذنب المنتج؟ الحذر يا معالي الوزير مما هو أخطر، فالوطن كله بسياسات وزارتكم بات على أبواب جيل محبط أثخنتموه بالجروح من تحدياتكم دون أن تعطوه السلاح الذي يواجه به هذه التحديات.

نحن مع كل اجراءات تصحيح المسار، وعلاج الخلل، ولكن بما لا تصبح الاثار الجانبيه لهذا العلاج اخطر من المرض نفسه، ماذا اعدت وزارتكم من سياسات واجراءات وبرامج لمعالجة واستيعاب وانصاف هذا الجيل الذي بدأتم تجارب العلاج عليه؟ ام انها هي الحرب وهؤلاء هم الثمن المجاني لكسب المعركه؟.

لا أبشع يا معالي الوزير وأنت المتعلم العارف من الشعور بالمظلومية، خاصة في مثل سن الثانوية العامة، والذي قد يحول أبناءنا إلى مشاريع مجرمين لمجرد الانتقام من المظلومية التي لحقت بهم. فهم لن يرون إلا أن البناء المجتمعي كله قد ساهم في ظلمهم، فلم تعطوا للمعلم المقومات التي يؤهل بها الطالب لمواجهة تحدياتكم، ولم تتركوا للأب فرصة التقاط الآنفاس لملاحقة خراب التعليم من أوله لآخره، فلا تدريسه الذاتي ولا التدريس الخصوصي بات كافياً لمواجهة هذا الخراب فكيف بمواجهة تحدياتكم الحاسمة.

بتحديكم الشنيع هذا قضيتم على طلاب كانوا ناجحين في كل موادهم باستثناء مادة واحدة أو اثنتين، ليجيء تحديكم ويجبرهم على العودة لتقديم امتحانات سنة كاملة ومرارة المظلومية تلاحقهم في سنتهم القادمة وما لها من آثار سيكولوجية عليهم قد تعيد إنتاج الفشل مرات ومرات.

أنتم لا يهمكم على ما يبدوا نفسيات أبنائنا ما قد تنتجه من سلبيات قد لا نستطيع توقع نتائجها، ربما يهمكم أن تتحدث الأجيال القادمة عن حزمكم فقط، وربما جرأتكم أو تجارؤكم على تدمير مستقبل أبنائنا، ولا يهمكم إلى أين آلوا أو سيؤولون.

معالي الوزير، من موقعي كأب ومن شعوري مع كل الآباء وبكل جرأة أقول لكم، أنتم تتحملون مسؤولية أي سلوك بشع أو انحراف قد يلجأ إليه من عانى من ظلم تحدياتكم المجانية.

أنتم معالي الوزير وحكومتكم تتحملون كامل المسؤولية القانونية عن كل ما يترتب على إجراءاتكم من مخاطر على أبناء هذا الوطن وأجياله اللاحقة، ويجب أن تنسب لكم جيمع الجرائم كمتسببين بها، وتجمع عليكم وتواجهون أحكامها.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولي امر احد الضحايا

محمد يونس حيان



تعليقات القراء

اولياء امور الظحايا
نعم بتحديكم الشنيع هذا قضيتم علي طلاب كانوا ناجحين في كل موادهم باستثناء مادة واحدة وتجبرهم علي العودة لتقديم امتحانات سنة كاملة ومرارة المظلومية وبرسوم ظالمة كل مادة ثلاثون دينار اردني
09-08-2015 09:39 AM
الساكت عن الحق شيطان
كل كلمة و كل حرف ورد غي مقال الاستاذ محمد يونس صحيحة وواقعية و حقيقية
الصرامة الاستثنائية و الانتقام من الطلبة هي نهج و اسلوب و سياسة تبناها وزير التربية والتعلم الحالي
فتحية الى الاستاذ محمد يونس
09-08-2015 02:34 PM
ملاااااااحظة
مين قال انو التوجيهي ما كان الو هببة طول عمره التوجيهي في المدن الكبيرة منضبط وعدم الانضباط كان معروف وين وكان بإمكان الوزارة معالجة الخلل فقط في المناطق المعروفة بدون تكبد كل هالجهد والوقت وهدر المال
10-08-2015 01:17 AM
ولي امر طالب
منك لله يا وزير التربيه ربنا ... منك لو اعطيت اسئلة الانجليزي الصيفيه 2015 الى معلمين وزارة التربيه لعجزوا عن حلها
11-08-2015 09:28 AM
محمد يونس حيان
هيبة التوجيهي يجب ان تكون نتيجه وليست هدف، الاولى اعادة الهيبه لعمود العمليه التعليميه - المعلم.
فالبيت الخرب المخلع من الداخل لا يجمله ولا يصلحه دهان جدرانه الخارجية.
12-08-2015 10:58 AM
محمد يونس حيان
العامان الدراسيان 2014/2013 و 2015/2014 هما حقبة الصرامه الاستثنائيه وطلبة التوجيهي الذين عاصروا هذه الحقبه هم المظلومون بامتياز، فهل من منصف لهم؟ اين العداله والانصاف يا معالي الوزير؟
12-08-2015 11:53 AM
مازن بركات
فوق كل ذلك جباية الاموال من الطلاب الغلابا كل مادة ثلاثون دينار ان مع محمد يونس كلام منطقي وشكراً
29-09-2015 09:13 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات