ملاحظات على هامش مؤتمر التطوير التربوي !


سأحاول قدر المستطاع أن أبرر لنفسي واسوغ لها أن مؤتمر التطوير التربوي الذي عقد مؤخرا باشراف وتنظيم مباشر من وزارة التربية والتعليم سيشكل بداية وانطلاقة حقيقية لربيع التعليم وثورته في بلدنا ، ولا ابالغ اطلاقا هنا حين تجرأنا على وشم هذا الحدث بثورة ، وهو المعنى الأدق والأشمل الذي تستحقه تلك المرحلة ان بدأت بالفعل ، وها قد بزغ فجر المؤتمر وتحققت المعجزة التي كانت بعيدة عن حسابات كل من تولى زمام المسؤولية في وزارة المعارف ! ولا أجد نفسي مشبحا ومصفقا ان أثنيت على وزير التربية د. محمد ذنيبات الذي كسر حاجز الهلع والصمت وأسدل الستار عن مشروع يفترض به أن يكون صحوة وثورة على الحالة المأساوية التي تمس حال التعليم في صميمه .

و سأسجل بعض الملاحظات التي لمستها من أحداث المؤتمر كمراقب عن بعد :

#أولا :
كنت اتمنى ان يعقد المؤتمر بالتشارك مع نقابة المعلمين ، وان لا تكون النقابة مجرد ضيف فقط ، والمصلحة تقتضي شراكة حقيقية وبديمومة لا يمسها خلاف و لا أعلم اي صبر هذا عند وزارة التربية والنقابة ليبقى الموقف متأزما والخلاف بالرأي متجذرا والمتضرر نهاية هو مستقبل التعليم في هذا الوطن ، ولو كنت مسؤولا كبيييرا جدا وذا نفوووووذ كبير لما توانيت ابدا لنزع فتيل الخلاف ، و بصراحة فالطرفين يتحمل المسؤولية من هذه الحالة وكوني على قرب من الزملاء في النقابة فقد سعيت شفاهة وكتابة واتصالا لثنيهم عن هذه القطيعة مهما بلغت درجة الخلاف ولكن بلا نتيجة، وفي حديث لي مع معالي وزير التربية والتعليم تطرقت للحديث عن حالة الخصومة مع النقابة ، وللوزارة وجهة نظر هنا هي الأدرى بها وتملك حق تبريرها والتسويق لها والقضايا العالقة كثيرة من بينها التعليمات المتعلقة بقوننة اقتطاع الاشتراكات الشهرية لصالح نقابة المعلمين التي صدرت في الجريدة الرسمية وتم الغاء نشرها بعد ايام قليلة فقط ، وملف مزاولة المهنة وتعريف المعلم ، علاوة على نظام المؤسسات التعليمية الخاصة الذي لم يرى النور بعد ، وهنا يرى المتابعون للشأن النقابي ان ما تمر به نقابة المعلمين ووزارة التربية والتعليم من مواقف متنافرة هو امر لا يمكن الاستهانة به وتهميشه باعتباره السبب الرئيسي لتعطل الدور الحقيقي للجنة المشتركة بين الطرفين .

#ثانيا :
أخشى ان يكون المؤتمر مجرد اوراق وملفات فقط ، ويبقى المؤتمر مجرد ذكرى ، ولعل الكارثة الاعظم ان كانت مخرجات المؤتمر تميل بالعشق والوله الى مقررات وبيان مؤتمر القمة العربية التي صدر بيانها الختامي قبل انعقادها والفضل يعود للقذافي رحمه الله وغفر له ! ولا أتمنى ابدا ان يكون المؤتمر بحله وترحاله شبيها باجتماعات المؤتمر العام لبعض الاحزاب التي يعقد بعضها كل عشر سنوات والغرض منها تجديد البيعة للامين العام !!!!

والمخرجات التي يعول عليها من مؤتمر هام كمؤتمرنا الاخير لن يتحقق منها شيء ما لم يتم العمل على جدولة تطبيق وتنفيذ كل توصياته و لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يصدر عن المؤتمر اي قرار يزيد الطين بله ويعمق الهوة بين الطالب والعلم وبين الطالب والمعلم وبين المعلم والمدير وبين المدير و المسؤولين الكبار !

#ثالثا :
حسب ما بلغني واتمنى ان اكون مخطئا فالمؤتمر لم يسجل فيه للمعلم اي ورقة نقاشية ، وكم يحق لنا ان نفخر لو اختير اي معلم او معلمة للحديث عن الواقع الحقيقي والمباشر للوضع التعليمي داخل الغرفة الصفية والمدارس ، ولكن يبدو ان الحديث دوما هو للكبار فقط و سأسجل عتبي الكبير على وزارة التربية عموما ووزير التربية خصوصا لتغييب هذا العنصر الهام في المؤتمر ، واعلم ان بين الحضور قيادات و أصحاب مسؤولية سبق وان خدم الكثير منهم كمعلم ولكن يبقى للرسالة اثرها لو تحدث معلم ما زال يرزح تحت خط النار ، والميدان بلا شك يعج بمعلمين خدموا طوال فترة نضالهم
وجهادهم كمعلمين وهم من خدم طوال فترة عمله داخل الغرفة الصفية ولم تتح له الظروف ان يصبح في موقع قيادي او مركزي في وزارة التربية والتعليم .....

ولا يعتبن احد على ما سأقوله في هذه السطور الاخيرة من هذه المقالة :

نعم وبالفعل خرج المؤتمر بتوصيات قد يتفق او يختلف البعض على اهميتها والية تطبيقها ولكن تبقى التوصية الاهم والاكثر شراهة لالتهامها كورقة بحث ونقاش وتمحيص هي مكانة المعلم في المجتمع !!!!!

التي باتت وبكل صراحة اثرا بعد عين ولا ابالغ ابدا ان قلتها وبكل صراحة وشفافية بان مهنة المعلم اضحت من احقر المهن ! واسخفها واقلها تقديرا ومكانة داخل مجتمعنا ، نعم انها الحقيقة ايها الاحبة ولا يمكن انكارها وليكن جلد ذاتنا هو اول الكي لتطيب جراحنا ولنخرج من هذه الدائرة المقيتة والمزعجة والمؤرقة لنا جميعا فالى متى سيبقى المعلم في هذه المأساة يعاني ويكابد من نظرة المجتمع له ، لاحظوا وراقبوا فالجندي الذي نفخر ونعتز به في اجهزتنا الامنية بعد تقاعده تجده يمشي متبخترا ومفاخرا في كل جلسة بأنه عميد متقاعد او ملازم متقاعد او وكيل اول متقاعد ، اما نحن معشر المعلمين فلا نقيم وزنا لأنفسنا الا لمن كان في موقع المسؤولية ! ما السبب يا ترى ؟

تخيلوا لو كانت بين جنبات المؤتمر وفي احدى جلساته ورقة نقاشية لمعلم افنى عمره داخل الغرفة الصفية ليتحدث عن مرارة ما كابده خلال سنوات خدمته ، انا على يقين تام ان تلك الورقة ستكون كفيلة باخراج افضل وارقى التوصيات لانها من قلب الحدث و تنبض من صديد والم ومن حرقة وقهر ومعاناة حقيقية لمأساة كل معلم !

بالنسبة لي كمعلم انبرى قلمي منذ 8سنوات تقريبا بكتابة العديد من المقالات والتقارير التي تتعلق بالشأن التربوي ولم اترك شاردة او واردة وبالذات الجوانب السلبية الا وتطرقنا لها ولو اردت جمعها على شكل مادة مطبوعة فسأصدر منها ثلاثة كتب دفعة واحدة ، و لو اتيحت لي فرصة حضور المؤتمر لما ترددت ابدا بتقديم ورقة حافلة بابرز واهم المشكلات التي يعاني منها القطاع التربوي ، ولكن بطبيعة الحال فأنا معلم وللاسف وبنظر الكبار سأبقى صغيرا وساذجا ولا قيمة له ، عذرا فلو لم اكن بنظرهم حقيرا لما تركوني ولكن هي سنة البشرية فلا مكان للصغار بين الكبار !!

عذرا ايها الاحبة :
السادة الاكارم ضيوف واعضاء المؤتمر التربوي ...
لا طائل من مؤتمركم ما لم تكن توصيته واحدة فقط
المعلم
ثم المعلم
ثم المعلم !
والله المستعان
الايبي : 69.162.65.165
الريفيرال :
http://www.gerasanews.com/
اخر عملية : لم تتم اي عملية
الردود



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات