جراسا -

قال الناطق الاعلامي محمد رسول أبورمان للجنة التحضيرية لنقابة الائمة انه تعقيباً على البيان الأخير الذي صدر عن الهيئة الإداريّة للّجنة يوم الثلاثاء الماضي الموافق للثامن والعشرين من تموز عام ألفين وخمسة عشر ميلادي ، والذي استنكرت فيه اللّجنة التحضيريّة الإصرارَ على إقامة مهرجان جرش ، وحاول بعض المغرضين من أصحاب الإتجاهات المشبوهة والنفوس المريضة والأهواء الفاسدة حمله على ما لا يحتمل ، واستغلاله بطريقة ماكرة خبيثة في تعكير صفو العلاقة بين اللّجنة التحضيريّة وبين الحكومة عموماً ووزارة الأوقاف على وجه الخصوص ،ممّا جعلنا في الهيئة الإداريّة ملزمين بإزالة اللّبس وكشف الغموض وبيان الحقائق التالية : 

أولاً: إنَّ إصدار البيان سالف الذكر هو من قبيل القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإبراء الذّمّة أمام الله عزّ وجل ، خاصّة وأنَّ المهرجان قد جاء في وقت لا تحسد عليه الأمّة العربية والإسلاميّة ، فجراحها نازفة من محيطها إلى خليجها ، والمصائب والمحن تعصف بها من كلّ جانب ، وعدوّها يتربّص بها الدوائر ، فلا يعقلُ أن نكونَ في أردن الأحرار ، وعرين الهاشميين الأخيار ، من الراقصين على جراح المكلومين ، والعازفين على آهات المعذبين والمضطهدين .

ثانياً: ليس المقصود بالبيان معارضة سياسة الدولة ، أو الإساءة للحكومة - لا سمح الله - فالدولة - أولاً وأخيراً - هي صاحبة الولاية على المواطنين وليس العكس ، وهي التي تتحمّل مسؤولية قراراتها أمام الله وأمام التاريخ وأمام الأجيال ، ولا ندّعي الوصاية على أحد ، غير أن للدولة علينا حقّ النصح بالحكمة والمعروف والمحبّة والمودّة ، ومن غير إساءة أو تجريح أو تشهير .

ثالثاً: لم نصدر هذا البيان بهدف المزاودة على وزارتنا ، بل لثقتنا التّامّة بأنّ وزارة الأوقاف التي نعتزّ بالإنتماء إليها -ممثّلة بمعالي الوزير الأكرم ، وعطوفة الأمين العام المحترم - هي رائدة العمل الدعوي ، وفي طليعة الجهات الرسميّة وغير الرسميّة في ممارسة واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومواقفها في هذا المجال واضحةٌ مشهودة ، كيف لا وهي المرجعيّة الدينيّة الأولى والأهم في وطننا الحبيب ، وما قمنا بهذا الواجب إلّا ليقيننا التام بأنّنا جزءٌ لا يتجزأ من هذه الوزارة الرشيدة والكيان الشامخ ، وإيماننا بالشراكة الحقيقيّة بيننا وبين وزارتنا القائمة على الحبّ والوئام ، والبعيدة عن المناكفة والصدام .

رابعاً: إنَّ المحافظة على نعمة الأمن والأمان للوطن والمواطنين هدف رئيسي ومطلب أساسي نسعى إليه ، بل ونتقرّب به إلى الله، ولن نكون إلّا سيفاً مسلطاً على رقاب كلّ من تسوّل لهم أنفسهم العبث بإستقرار الوطن وأمن المواطنين ، ولا يحقُّ لأحد - كائناً من كان - أن يزاود علينا في ولائنا لقيادتنا وإنتمائنا لوطننا.