جراسا -

تقرير جراسا - خاص -  استنكرت فصائل العمل الوطني الفلسطيني محرقة دوما جنوب نابلس، والتي أقدم فيها مستوطنون صهاينة على حرق منزلين، ما أسفر عن استشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة (عام ونصف)، وإصابة أفراد عائلته بحروق متفاوتة، ودعت الفصائل إلى ثورات غضب ضد جرائم المستوطنين.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، إن جريمة حرق الرضيع علي دوابشة وحرق منزل أهله على أيدي عصابات المستوطنين هي جريمة بشعة، تتحمل مسؤوليتها قيادة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يؤكد من جديد على أن جوهر الصراع الحقيقي هو الاحتلال والاستيطان.

وأكد مشعل في بيان له الليلة أن هذه النار الآثمة التي أشعلها المستوطنون في الرضيع دوابشة اليوم ومن قبله الطفل محمد أبوخضير لن يطفئها إلا كنْس الاحتلال والاستيطان عن أرضنا وقدسنا ومقدساتنا.

كما دعا إلى الرد على هذه الجريمة والاعتداءات المتكررة على القدس والمسجد الأقصى المبارك من خلال تصعيد المقاومة ضد الاحتلال وقطعان مستوطنيه، فهي الرد الحقيقي على جرائمهم.

وأشاد مشعل بـ"هبة أبناء شعبنا في كل أرجاء فلسطين ومشاركتهم الواسعة في جمعة الغضب اليوم،" داعياً جماهير شعبنا وقواه وفصائله وجماهير أمتنا العربية والإسلامية في كل مكان إلى المزيد من الجهود والفعاليات في مختلف المجالات انتصاراً للأقصى ولدماء الشهداء.

وأكدت كتائب الشهيد عز الدين الجناح العسكري لحركة حماس مساء الجمعة أن إحراق "الصهاينة للطفل علي دوابشة وعائلته في نابلس (شمال الضفة الغربية) جريمة بشعة".

وقال الناطق باسم الكتائب "أبو عبيدة": "يتحمل قادة العدو مسؤولية الجريمة ولن يسكت عليها شعبنا ومقاومتنا".

وتابع: "للمقاومة الحق في إحراق الأرض تحت أقدام من أحرقوا الطفل الرضيع علي دوابشة".

مصدر مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة قال تعقيباً على الجريمة  "إن هذه الجريمة وغيرها من جرائم المستوطنين تمت بدعم وحماية من قوات الجيش الصهيوني التي دفعت بها حكومة الاحتلال لحماية إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية".

بدروه، قال المتحدث باسم "لجان المقاومة في فلسطين"، محمد البريم، إن إحراق الطفل الرضيع علي دوابشة وإصابة أفراد عائلته في هجوم للمستوطنين اليهود قرية دوما قضاء نابلس، فجر اليوم الجمعة (31|7)، يعدّ "جريمة ضد الإنسانية تكشف عن حجم الحقد والكراهية التي يحملها الصهاينة لأطفال شعبنا الفلسطيني"، حسب تعبيره.

ودعا المتحدث باسم "لجان المقاومة" في بيان صحفي، إلى "ثورة غضب" تعمّ كل المدن والقرى الفلسطينية تنديداً بجرائم المستوطنين اليهود التي شهدت تصعيداً ملحوظاً خلال الفترة الماضية.

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؛ فقد عدّت جريمة حرق المستوطنين لمنزل فلسطيني في نابلس واستشهاد الرضيع دوابشة (عام ونصف) حرقاً، وإصابة عدد من أفراد عائلته، تطوراً خطيراً وتصعيداً غير مسبوقاً، وجريمة يندى لها الجبين تتحمل مسؤوليتها حكومة الإرهاب والقتلة، ما يستدعي منّا جميعاً تصعيد المقاومة، وإعلان الحرب على المستوطنين والمستوطنات.

من جهتها، دعت حركة الأحرار الفلسطينية لتصعيد حالة الاشتباك وتفجير انتفاضة شعبية ردًّا على جريمة قطعان المستوطنين بإحراق بيت دوابشة واستشهاد رضيعهم، وعدّت الحركة أن هذه الجريمة النكراء تضاف إلى السجل الأسود للاحتلال المجرم.

على الصعيد الرسمي وفي ظل دعوات الرد والانتقام من قبل الشارع شهدت مدن الضفة الغربية انتشارا مكثفا لأجهزة أمن السلطة، حيث تواجد المئات من أفراد الأجهزة الأمنية وقوات مكافحة الشغب في ميدان الشهداء وسط المدينة؛ منعا لخروج أيّ مظاهرات في جمعة الغضب التي دعت إليها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نصرة للمسجد الأقصى وردًّا على جريمة المستوطنين في بلدة دوما.

ردات فعل السلطة باهتة ..

من جهة أخرى،أثارت ردود الفعل الباهتة من حركة فتح والسلطة تجاه الجريمة التي ارتكبها المستوطنون فجر اليوم بحرق منزل عائلة دوابشة في بلدة دوما جنوب نابلس والتي أدت الى استشهاد الطفل علي دوابشة وجرح أفراد عائلته الى غضب فلسطيني واسع ترجم في ردود الأفعال لمئات الفلسطيني عبر شبكات التواصل الاجتماعي. 

وأقصى ردود الفعل التي خرجت عن حركة فتح ورئاسة السلطة هي التهديد بمحكمة الجناية الدولية التي أصبحت حدوتة تقال لذر الرماد في عيون الفلسطينيين الذين يقتلهم المستوطنون وجيش الإحتلال وتسرق أرضهم تحت اعينهم والتنسيق الأمني يوفر الأمن للمستوطنين للقيام بكل ذلك. 

في حين كان تصريح محمود الهباش مستشار رئيس السلطة "محمود عباس" للشؤون الدينية هو الأكثر غرابة حين قال خلال خطبة الجمعة في مسجد المقاطعة أقل رد عربي على جريمة قتل الطفل الشهيد علي دراوشه هو تنفيذ الوعود بدعم موزانة السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني".

وهو ما أثار ردة فعل غاضبة بين متابعين الفيسك بوك الذين انهالوا بالشتائم على الهباش والسلطة، متساءلين الناس تحرق من المستوطنين وجيش الإحتلال يقتل المواطنيين الفلسطينيين في بيوتهم كما حصل مع الشهيد أبو ماريا والشهيد أبو لطيفة والهباش يسأل عن الاموال ولا يفكر في كيف تحمي السلطة الشعب الفلسطيني بدل حماية أمن المستوطنين في الضفة الغربية. 

فيما قالت المصادر ان اجهزة الامن الفلسطينية اقتحمت اليوم منزل الشهيد يحي عياش في محاولة منها لاعتقال نجله براء الطالب في كلية الهندسة بجامعة النجاح الوطنية.

الحال نفسه تكرر في مدينتي رام الله والخليل؛ حيث انتشر المئات من أفراد أجهزة أمن السلطة في المناطق التي أُعلن فيها عن انطلاق مسيرات الغضب، حيث قامت أجهزة أمن السلطة بقمع مسيرة المواطنين في مدينة الخليل وتفريق المشاركين فيها.

فيما أقدمت أجهزة السلطة على تفريق مسيرة مدينة رام الله، ومنع تحركها من منطقة دوار المنارة، في ظل توجد مكثف لأجهزة السلطة ومنع تحرك المشاركين فيها.

وقال نشطاء فلسطينيون من مدينة رام الله، إن الأجهزة الأمنية منعت رفع الرايات وأي بوستر مكتوب عليه حماس والأقصى، فيما عمد أفراد أجهزة السلطة إلى توجيه الشتائم والسباب ضد المشاركين والمشاركات من المواطنين.

واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان ابو العينين ان اقدام سلطات الاحتلال على حرق الطفل سعد دوابشة 18 شهرا بين يدي والدته و التي شاهدته مشتعلا بالنيران في سريره هو مشهد تقشعر له الابدان، لافتا الى ان هذه الجريمة هي مشابهة لجريمة حرق الطفل محمد ابو خضير.

واكد ابو العينين في تصريح له ان سلطات الاحتلال تمارس جرائم متشابهة، مبينا ان ما بين هذه و تلك "جريمة دوابشة وجريمة ابو خضير" هناك الكثير من جرائم المستوطنين بحق المساجد و المنازل، موضحا ان غالبية قرى الضفة لم تسلم من عدوانية هؤلاء المستوطنين وبحماية من العدو الاسرائيلي.

وقال ابو العينين: " لذلك اقول علينا ان نتعظ ، فالقيادة الفلسطينية بكل اذرعها ومنظمة التحرير و الحكومة وبكل مقومات السلطة معنية بان توفر السلاح لقرانا و بلداتنا و تجمعاتنا السكنية و مخيماتنا كي يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم و كي لا يقتلوا بهذه الطريقة البشعة وان لا نبقى نتقبل التعازي بأبنائنا".