جراسا -

خاص - مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل -  اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والنائب الفلسطيني السابق حسام خضر أن استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني يتطلب إطلاق خلية عمل فلسطينية تعمل على انجاز المصالحة الوطنية في اسرع وقت ممكن بعيدا عن الحسابات الحزبية المأزومة وانجاز الوحدة الوطنية ممارسة وعملا بعيدا عن الشعارات الجوفاء.

وقال خضر في مقابلة خاصة مع "جراسا نيوز" أنه لا زال يؤمن بضرورة إطلاق خلية الطوارىء الوطنية التي طالما نادى بها من محبسه في سجون الاحتلال الاسرائيلي طيلة السنوات الماضية.

وشدد على أن الواقع المعاش لا يطمئن بخير في ظل عدم التوصل إلى توافق وطني ومصالحة بين حركتي"حماس وفتح" الأمر الذي أدى إلى إلحاق ضرر بالغ وعميق بالقضية الفلسطينية.

وفي سؤال وجهته "جراسا نيوز" للقيادي خضر في ظل المزاعم الاسرائيلية التي تحدثت بالأمس عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيقدم استقالته في شهر سبتمبر القادم.شدد القيادي خضر أنه لا يمكن بحال من الأحوال تبني الرواية الاسرائيلية في هذا الصدد،كونها خارجة عن جهة عدوة محتلة تحاول اشعال الساحة ودس السم بالعسل.

ويرى خضر أن الشارع الفلسطيني قادر إذا ما قرر الرئيس الاستقالة وبالتالي عدم الترشح لأي انتخابات رئاسية على اختيار من هو أهل لهذه المسؤولية خلفا للرئيس عباس.

وقال خضر إن الرئيس عباس مواطن فلسطيني في النهاية وقد يغيب عن المسرح السياسي لأي اعتبار سواء الموت أو الاستقالة.

ويرسم القيادي خضر صورة لأي رئيس فلسطيني قادم في المستقبل القريب بديلا عن الرئيس عباس مشددا على ان رؤية ان اي رئيس قادم لا بد ان يكون حاملة لطموح وحلم الرئيس عباس بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود فلسطين المحتلة عام 1967،فيما يبدو الاختلاف الوحيد الذي يرتقبه خضر يتعلق بإمكانية تطبيق الرئيس المرتقب للأنظمة واللوائح القانونية والاحتكام لها، ومحاربة الفساد الإداري والسياسي والمالي.متوقعا ان يكون لحركة "فتح" دورا مركزيا في المرحلة المقبلة.

وفيما يتعلق بملف الاعتقالات السياسية التي تعصف بغزة والضفة الغربية شدد خضر على ضرورة انهاء هذه الظاهرة غير الوطنية مطالبا في الوقت ذاته القيادة الفلسطينية وفصائل العمل الوطني والاسلامي بإنهاء هذه الأزمة باعتبارها احدى "المصائب" التي تعصف بالمصالحة وتحول دون تحقيقها،وما يشكله من انتهاك صارخ لحقوق المواطن عدا عن استغلاله من قبل الاحتلال الاسرائيلي.

وفي موضوع اخر،يتعلق بإصرار القيادة الفلسطينية بعدم العودة إلى طاولة المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي لا زال خضر متمسكا بوصف القرار بـ"الخطأ الاستراتيجي"، مُشيراً إلى أن العودة إلى طاولة المفاوضات من شأنه أن يلعب دوراً كبيراً وحيويا في انتزاع الحقوق الفلسطينية المشروعة،وتعرية حكومة الاحتلال على الساحة الدولية.

وحذر القيادي خضر من خطورة الوضع في الضفة الغربية والقدس المحتلة بسبب الممارسات العدوانية الاسرائيلية المستمرة والانتهاكات المتواصلة بحق المسجد الاقصى المبارك.

واتهم خضر الاحتلال الإسرائيلي بدفع الشعب الفلسطيني نحو مواجهة دموية جديدة، قد تأخذ منحى اخر بسبب ممارساته وتنكره للاتفاقات السابقة كلها وسد الأفق السياسي في وجه المحاولات السياسية الرامية إلى إقامة الدولة الفلسطينية.

واعتبر خضر التعديل الوزاري المتوقع إجراؤه خلال الايام القادمة على حكومة الوفاق الفلسطيني برئاسة الدكتور رامي الحمدالله بأنه إشباع لرغبات البعض في قيادة حركة "فتح" لافتا الى أن المطلوب شعبيا تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل القوى الفلسطينية بما فيها حركتي "حماس" والجهاد الاسلامي.

وعن جدوى التعديل الوزاري يرى خضر إن التغيير سيكون شكلي، ولن يكون له قيمة تتعلق بتطوير اليات عمل الحكومة او برامجها، في ظل المشهد اليومي الحياتي المأزوم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

وقلل خضر من فرص نجاح الحكومة الحالية في معالجة الاخفاقات التي وقعت بها الحكومات السابقة وذلك فيما يتعلق بقدرتها على مكافحة الفساد المالي والاداري مرجعا ذلك الى ان ذلك نتاج العقل القيادي الفلسطيني الذي كرس حالة العجز بالاداء على كافة المستويات والتي دفع وسيدفع ثمنها الفلسطينيون.

وطالب خضر الحكومة الفلسطينية بضرورة العمل على وضع خطة وطنية للنهوض ببنية حقيقية لاقتصاد فلسطيني قادر على العيش والكتيف مع المعطيات وحاجات الشارع الفلسطيني وظروفه المعيشية، وقادر على التحرر من التبعية المطلقة للاحتلال الإسرائيلي.