المرأة الصالحة .. هبة الخالق وأساس النجاح


المرأة الصالحة هي المعلمة الأولى لمدرسة الإنسانية، وهي هبة ربانية تجلب السعادة وتطرد الشقاء، تقوم بتأمين النظام القائم على مقومات المحبة والمودة، وتشيع عطر البهجة والتفاهم في أجواء المنزل، علاوة على تعليم الأطفال وتربيتهم على مكارم الأخلاق وغرس قيم الصدق والأمانة والوفاء والتقوى في سويداء قلوبهم، وهي لزوجها مرآة صدق تبدد الهم والغم، وتوطن في قلبه الطمأنينة والسعادة بأبهى صورها.

إنّ المنزل التي توجد فيه امرأة شريفة عفيفة وذات تربية عالية، ومتعلقة ببيتها وعشها هو قطعة من جنات الخلد، والأصوات والأنفاس التي تتردد فيه لا تختلف كثيراً عن أصوات الحور العين وأهل الجنة الذين ينعمون برحابها، طوبى للمرأة الصالحة التي حافظت على كرامتها وإنسانيتها وخلقها وعاشت في كنف ربها عز وجل طائعة، ولم تفتنها الدنيا بزينتها وأوضارها المادية فكانت المثل الأعلى في الالتزام والحشمة والوقار، إنّ الشيء الذي يرفع بالمرأة إلى مستوى أعلى من الملائكة هو عمق عالمها الداخلي وعفتها ووقارها، أما المرأة الرخيصة فعملة زائفة وهي موضوع سخرية وتندر، وفي وجودها الخانق لا يمكن الحديث عن عش صحي ولا عن جيل صحي متوازن في أفكاره وسلوكه.

المرأة الصالحة التي تتوجه بعالمها الداخلي نحو الفضيلة تشبه الثريا في بيتها، ففي كل حركة منها يشع الضوء، أما المرأة النكدة المستسلمة للأهواء المظلمة فهي مصدر تلوث، إذا تلوث كل مكان تحل فيه، لذا يحكم على المرأة من خلال كلامها وقراءة أفكارها وحوارها، ومعالجتها للقضايا التي تكون طرفاً فيها، فهي كتاب مفتوح إما أن تكون نبض الحياة السعيدة بكل ما فيها من بهاء وجمال، أو نبض التعاسة والشقاء لنفسها ولغيرها، إنّ زينة المرأة الصالحة هي شرفها وعفتها، فإن أكثر جوانبها مدعاة للتقدير والإعجاب هي تربيتها الاجتماعية وإخلاصها لزوجها.

كم يؤلمني المرأة المستسلمة لأهوائها، أو التي أصبحت اليوم مادة إعلان، أو من يصفها بأنها قاصرة العقل، نريد من المرأة أن تفتش بجدية عن عوامل رفعتها، لأنها في غمرة الحياة المعاصرة وما يتدفق منها من صرعات لا تمت إلى العقلانية بصلة فقدت جوهرها النفيس، وانساقت لتكون محلاً للتسلية، ومن أجل المحافظة على إنسانيتها الرفيعة وآدميتها المكرمة أردناها أن تنفض عنها غبار التبعية، وأن يكون قرارها الصائب من رأسها حتى تطوي صفحة الماضي الحزينة، وأن تنهض بمسؤولياتها الجسيمة تجاه نفسها وزوجها وأسرتها ومجتمعها وأن تحمل رسالة الإصلاح، قال تعالى:» إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

المرأة الصالحة عون لزوجها وأسرتها وأمتها على بلوغ الأهداف العظيمة بفضل ما وهبها الله من عقل وقدرة على التخطيط السليم، لذا نراها تصدر الحكم من فمها، والرقة واللطافة من روحها، والتي تشيع بتصرفاتها الاحترام لمن حولها،ولا يملك الناس ازاء فضلها وحسن تصرفها، وعطائها الذي يتجدد دوماً أن تقابل بالاحترام والتوقير، والمرأة في ديننا أساس متين في شرف الأمة ونجابتها، ونصيبها في تاريخ إنشاء أمتها المجيدة لا يقل عن نصيب المجاهدين الذين حافظوا على دولة الإيمان والحق، وأرسوا دعائم فريضة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات