جراسا -

الفنانة سوسن بدر تخدع «أجدع» مشاهد بمصداقيتها فى التمثيل، وإذا راجعت شريطها التمثيلى ستجدها لا تخطئ، فى رمضان فاجأتنا كعادتها ولعبت دورا قد يبدو عاديا لكنه فى الحقيقة ليس كذلك. دور «هدى هانم» فى مسلسل «طريقى»..

هانم بمعنى الكلمة، لا تنطق بكلمة أجنبية واحدة لكنها «شيك» فى حديثها مثل الجميلة ليلى فوزى، ممتعة ونادرا ما تبتسم مثل العملاقة علوية جميل، ملامح وجهها صارمة إنما معبرة، علاقتها بأفراد أسرتها تأخذ شكل الفتور لكنه من وراء القلب فلا توجد «أم» لا تخاف على أولادها وتتمنى لهم السعادة، لكن هذا الخوف كان زائدا تجاه ابنتها «دليلة» التى أدت دورها شيرين عبدالوهاب، خوف يصل إلى حد حبسها وحيدة فى غرفة مظلمة وفى نفس الوقت لا تهتز «شعرة» لأمها «هدى» صاحبة الكلمة الأولى فى المنزل الريفى الكبير فلا يراجعها أحد فى قراراتها.

نظرات سوسن بدر فى المسلسل التى تحمل ألف معنى ومعنى فتبدو حادة أغلب الوقت وقاسية فى فترات ولطيفة أحيانا، تتعامل مع أولادها الثلاثة بـ3 طرق مختلفة فهى تقسو على «دليلة»، وناعمة مع «سيد»، وبين هذا وذاك مع «محمود».

ومن سيدة كانت تعيش حياة عزيزة وكريمة فى بيتها الكبير تتناول قهوتها من شرفتها المجاورة لأرضها الطويلة العريضة إلى النقيض حين تتحول داخل أحداث المسلسل إلى سيدة شاردة تفقد الذاكرة على فترات طويلة «زهايمر»، تاركة شعرها دون تهذيب، نتيجة لأحداث كثيرة منها فقدان ابنها الأوسط الذى مات مقتولا ومن قبلها ابنتها التى هربت وتزوجت بعيدا عنها وابنها الآخر الذى أضاع ثروة الأسرة فى «القمار» وزوجها الذى لم يكن سعيدا يوما معها وقبل أيامه الأخيرة هجرها وتزوج غيرها.