"داعش في المواجهة مع حركات المقاومة الاسلامية والوطنية"


بقلم : رائد العزازمة 

هذا الظهور المفاجئ للتنظيم المسمى دولة العراق والشام الإسلامية(داعش) في مناطق الصراع الملتهبة بعد ثورات الربيع العربي وتمتعه بقدر عالي من التنظيم والتسليح والتمويل ومقدرته على التحرك السريع وغير المقيد بين حدود بعض دول الربيع حتى دون أن يتم استهدافه المباشر من قبل الطيران العسكري وهو يسير بقوات مكشوفة بدون تغطية جوية او مضادات أرضية فاعلة جعلنا في حيرة فيمن وراء هذا التنظيم ومن يدعمه ماديا وعسكريا فمن غير المعقول انه ولد من فراغ فكيف وأين تم تشكيله؟؟؟ وما هي أهدافه الحقيقية غير إقامة دولة الخلافة الإسلامية وتطبيق شرع الله التي يروج لها ؟؟؟.

هذه التساؤلات وبعد هذه الفترة الزمنية لظهور هذا التنظيم قادت إلى تسليط الضوء على ماهية هذا التنظيم وشكله الحالي والتي أراها في كيانين وشكلين رئيسيين :-

أولا :- الكيان والشكل العسكري لهذا التنظيم وقدراته العسكرية التي جعلت منه قوة لا يستهان بها تستطيع تنفيذ المهام وتحقيق الأهداف على ارض الواقع لتخلق حالة جديدة على الأرض تتناغم مع الأفكار التي تقول بضرورة تغيير شكل المنطقة(سايكس بيكو جديد) من خلال قيام هذا التنظيم بتفريغ الأرض من أهلها وتهجيرهم عن بيوتهم وبلداتهم وقراهم لتكون نواة جاهزة حين الحاجة إليها. وما السيطرة على الموصل في شمال العراق والجهة الشرقية الجنوبية لسوريا إلا تجسيدا لهذه المهمة المطلوبة على المدى الزمني القادم.

ثانيا :- الكيان والشكل الأيدلوجي الديني المتطرف وهو الأخطر بنظري بحيث ظهر هذا التنظيم كمجموعة إسلامية مسلحة متطرفة تقوم بأبشع أشكال القتل الجماعية والتفنن في صور الإعدامات من قطع الرؤوس والحرق والصلب بطرق لا تقبلها جميع الشرائع السماوية وترفضها أدنى المشاعر والأخلاق الإنسانية. و صورة أخرى تمثلت في ما درج على تسميته جهاد النكاح وكأن المسلمين لا هم لهم سوى القتل والجنس وكل هذا أصبح اطار مادة إعلامية لكل من يكيل الاتهامات إلى الإسلام كدين إرهاب وقتل وترويع وهو خدمة مجانية قدمها هذا التنظيم إلى أعداء الأمة اللذين يمتلكون ويسيطرون على الساحة الإعلامية ليقولوا ما يريدونه عن الإسلام.

وقف هذا التنظيم في سوريا والعراق أمام كل من يعمل على إنهاء الحالة الراهنة من الاقتتال وكان ندا شرسا في ميادين القتال لجميع المجموعات المسلحة المعارضة للأنظمة الحاكمة وبفضل خبراته وتفوقه النوعي كانت له اليد العليا في تغيير قواعد اللعبة وكيف لا يتفوق وقد أسقط على أماكن نفوذه وبالخطأ كما يعلن أسلحة من قبل الأمريكان وحلفاءهم واشك في صدق الضربات الجوية للتحالف التي يعلن عنها بين حين وآخر وما اراها إلا فصل من مسرحية لترسيخ وجود هذا الخطر في اذهان الناس وإرهابهم. اما هناك في ليبيا وتونس نرى تواجد غير بسيط لهذا التنظيم وبصمات تركت أثرا واضحا على الوضع الراهن فعند التقدم في التوصل إلى أي حل يظهر هذا التنظيم ليقضي على العملية برمتها.

وفي تصريحات كانت مؤخرا على لسان احد قادة داعش قال فيها أن التنظيم سيعمل على إسقاط حماس وإنهاء سيطرتها على غزة كونها لا تطبق شرع الله فحماس التي قاومت المحتل وضحت بالغالي والنفيس وسال دماء قادتها وأبناءها على ثرى غزة ومرغت أنوف الأعداء الصهاينة في التراب أصبحت بنظر هذا التنظيم خارجة عن الدين والشرع وحان وقت خروجها من اللعبة.

ان من يعمل على تفريغ الأرض من أهلها تمهيدا للتقسيم القادم ويحرص على تشويه صورة الإسلام بإعمال تنافي ما أمرنا به الدين ونهج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في اخلاق الحرب ويهدد حركات المقاومة التي حاربت إسرائيل عقودا وفجر المساجد باسم الدين ويقوض أي محاولات للهدوء والسلام بين أطراف متناحرة هو حتما أداة بيد من لا يريد خيرا للمنطقة وصنيعة أجهزة مخابرات عالمية تعمل على زعزعة استقرار المنطقة حتى يسهل السيطرة عليها وعلى مقدراتها وتقسيمها من جديد لتكون اسرائيل في مأمن بين دويلات قائمة على اسس طائفية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات