الطوفان


قال تعالى ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ صدق الله العظيم .

أي انّ الله ربُّ العالمين الرحمن الرحيم امهل قوم نوح حوالي قرن من الزمان حتى يرتدعوا ويغيِّروا ما بانفسهم وعندما لم يبادروا لمرضاة الله اقتلعهم من جذورهم واهلكهم بالطوفان العظيم واستبدل قوما غيرهم .

وقال تعالى ﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ صدق الله العظيم .
وتعني كلمة طوفان انها سيل عظيم مغرق يجتاح كل شيء .
وشعبنا العربيُّ يمرُّ منذ اربع سنوات بمنعطف تاريخي اشبه بالطوفان حيث تاهت بوصلتنا بلا ربّان وشُلّ تفكيرنا بلا تركيز وغبّشت ابصارنا بلا وضوح وتلعثمت السنتنا بلا تفسير واصبح الحليم حيرانا والرضيع فقيها والراشد ولهانا والإبنة او الإبن ناصحا والصاحي سكرانا والثمِلُ خطيبا وعلى ذلك قسْ سلّمك الله ورعاك .
خرجنا من اثوابنا لنلبس اثواب الشقاق والنفاق واعلنّا في سِرِّنا برائتنا من قِيمنا واخلاقنا ومعتقداتنا لتبقى كلمات التوحيد فقط للديكور فوق شفاهنا اصبحنا نتنفّس كذبا ونسمع لغطا ونأكل حراما ونشرب مَرارا ونبكي عواء ونضحك نهاقا ولا حول ولا قوّة لنا إلاّ بالله العليِّ العظيم .......
العلم لم ينفعنا والجهل حتّى الآن لم يوصلنا الى الهاوية نهاية الطريق وما زلنا بإنتظار الأسوء لم يوقظنا الشيوخ والعلماء ولم يعظنا القساوسة والحكماء فبقينا محنّطين كالمومياء .
أعداد القتلى بلا سقف وتزداد مع الأيّام فالجنود والطلبة والنساء والأطفال والشيوخ والقساوسة والرهبان والفنّانين والقضاة والمصلّين ورجال الأمن والآمنين واللآجئين والمشرّدين وكل الموحِّدين مستهدفون في كل مكان وزمان .
وأساليب القتل والإجرام بلا عقل فمن القتل بالإعدام والإغتيال وإقامة الحدود الكاذبة الى الإحراق والإغراق والجز كالأنعام والتفجير عن قرب وعن بُعد والقصف بالصواريخ والبراميل المتفجِّرة والكيماوي والقنابل من البرِّ والبحر والجو .
والمجرمون القتلة ينتشرون ويتوسّعون من مختلف الأديان والمذاهب وكل الأديان منهم براء وهم من كل الألوان والأعراق وما يوحِّدهم ان لا أخلاق تردعهم ولا قوانين تضبطهم ولا اديان تردَّهم الى رشدهم فهم كمن يصنع طوفان الأمّة ويبغون سوء مصيرها .
واصبحنا شبه متأكدين ان الطوفان قادم لا محالة ولكن من اين لنا منقذا كنوح عليه السلام لكي يصنع لنا سفينة النجاة لكي يحمل معه المؤمنين المتّقين الابرياء اللذين لا حول لهم ولا قوّة وذنبهم انهم صامتون فقط يتألمون ولا يصرخون يتعذبون ولا يتألمون يجوعون ولا يكفرون يعطشون ولا يموتون موتا طبيعيّا يتفرجون على الموت وهم صابرون منتظرون أولئك هم العرب الطيِّبون .......
طوفان شعب نوح ابتدأ من بلاد ما بين النهرين ونحن ابتدأ نحرنا من نفس المكان وامتدّت السكّين جنوبا وغربا وكل مكان يلهث أهله بالعربيّة ويبكي بالتوحيد ولم تميِّز السكين بين سنِّيِّ او شيعي اومسيحيِّ او كرديِّ او درزيِّ او يزيديِّ او مارونيِّ او تركمانيِّ فالكلُّ تحت السكّين سواء .
لعن الله المجرمين والفاسدين وجعل كيدهم في نحرهم وسلّط عليهم من هو اقدر منّا على هزيمتهم وانت القادر على دحرهم وهلاكهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات