الحكاية بسيطة


من الجراءة أن تعلن دولة الامارات العربية المتحدة ان حجم التبادل التجاري بينها وبين ايران خلال عام 2014 بلغ 17 مليار دولار ، وهي تجارة غير نفطية واحتلت ايران الترتيب الرابع بين الدول الأخرى في العالم .

وهنا تستحق دولة الامارات ان تقدر للعديد من الاسباب أولها؛ شفافية الاعلان السابق والذي من خلاله يفهم طبيعة الرسائل المتبادلة بين الطرفين ، وفي نفس الوقت انتفاء لغة العدائية التي يتم تسويقها من قبل الكثير من دول الخليج ضد ايران ، وذلك لكسب عواطف الشعب العربي المسلم ، ولكن تبقى ارقام التبادل التجاري بين تلك الدول وايران مخفية وغير معلنة لأسباب يعلمها مالكي زمام أمور تلك الدول .

وثانيا ؛ في هذه الاعلان وخلال عام 2014 الذي شهد توترات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وخصوصا في سوريا والعراق ، نجد ان الدور الذي تلعبه دولة الامارات هو أكثر فاعلية من بقية دول المنطقة في تصويب النهج الايراني في المنطقة ، لأن العامل الاقتصادي وفي الظروف الايرانية نتيجة الحصار الاقتصادي سيكون مؤثرا جدا في اية خطوة تقوم بها ايران تجاه المنطقة ، وبالتالي فان اللعبة الاقتصادية هي المسيطرة على في سوق العلاقات السياسية بين الدول ، وهي تمثل عصب تلك العلاقات والطريق الوحيد الذي تسير عليه .

وبخلاف ما سبق وان كانت العلاقة تفرضها قوانين اقتصادية ومصالح مالية فقط ، تكون دولة الامارات قد اتخذت نهجا واضحا في اية علاقة تقيمها مع الدول نتيجة لقوة الاقتصاد الاماراتي نفسه ، وهو اقتصاد لايتخذ من النفط ركيزة بل من قوانين الاستثمار والتجارة الحرة ؛ التي تتحكم في حركة الدولة سياسيا واقتصاديا وعلى قاعدة ان الاقتصاد هو المحرك الرئيس لتطور التاريخ وبالتالي الشعوب .
وفي جانب اخر من هذه الحقائق الاقتصادية ؛ نجد ان هناك قوة سيواقتصادية تفرض على دول عربية بعينها أن تبقى في مكانها " سر" ،كون تلك الدول كانت قد ملكت ناصية الاقتصاد الحر في القرن الماضي ، وتمتلك من المكونات الجغرافية والثقافة الشعبية والانفتاح والحرية تجعلها قابلة للنهوض من جديد وتولي تلك الناصية من جديد وعلى حساب دول كالامارات وبقية دول الخيلج بمجرد عودتها أو قيامها من بين ركام الطائفية والفشل السياسي المزمن ولبنان هنا هي المثال ،وهناك ايضا دول عربية تمت تصفيتها سياسيا وشعبيا وبالتالي اقتصاديا قبل ان تبدأ في مجرد التفكير في امتلاك ناصية التطور الاقتصادي وسوريا هنا هي المثال ايضا .

ومن خلال الربط ما بين رقم ال17 مليار وما يجري من تناقضات سياسية في المواقف بين مجموعة الدول العربية مجتمعة ، نجد ان الرابح الوحيد هنا هي ايران بقوة مهارتها على اللعب بالمحرك الاقتصادي لمنطقة الخليج العربي الذي اصبح ورغم التوتر الأمني من أكثر مناطق الوطن العربي امننا واستقرار إذ ما قورن ببقية مناطق الوطن العربي في زمن الربيع العربي الأسود .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات