عصر الموت


قال تعالى ({وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيّهِ سُلْطَـٰناً فَلاَ يُسْرِف فّى ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} ) صدق الله العظيم

وقال تعالى (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) صدق الله العظيم

وعن عبد الله بن مسعود: قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أوّل ما يقضى بين الناس في الدماء))
نحن نعيش في عصر ارخص ما فيه جسد الإنسان ودمه حيث اصبح الإنسان غير آمن على نفسه في أيِّ مكان فقد ملأ الشرُّ الأرض وانتشرت الشرور شرقا وغربا شمالا وجنوبا في البر والبحر والجو .

والعوامل المساعدة لإنتشار الشر كثيرة فبعد ان كان المال والجنس والثأر والإنتقام والضغينة وعدوان الدول على الشعوب المقهورة هي العوامل المحرِّكة للنفوس الضعيفة للقتل وإزهاق النفس البشريّة فقد أضيفت لتلك العوامل انتشار المخدِّرات بانواعها واشكالها المختلفة وانتشار المسلسلات المحليّة والأجنبيّة وتطوُّر شبكة الإنترنت ومواقع الإتصال الإجتماعي والإعلام الإباحي غير الملتزم كالمواقع الجنسيّة غير المراقبة وكذلك النزعات الطائفيّة والعرقيّة والمذهبيّة يضاف اليها التغيُّر في الحياة الإجتماعية والإختلاط غير المنضبط في غياب التربية الأسريّة الصحيحة وضعف الأنظمة التربويّة والتعليميّة الرسميّة وكثير من هذه العوامل منتشرة بشكل اكبر في دول العالم الثالث نظرا لغياب الحياة البرلمانيّة النزيهة ولغياب الديموقراطيّات والحريّات المسؤولة .

ونحن يوميا نسمع عن وجود قتلى في اماكن عديدة كما كان قبل ايام في تونس وفرنسا والكويت والصومال وسوريا والعراق وفلسطين واليمن وغيرها الكثير من الدول في بقع العالم المختلفة وهذا دليل أكيد ان هذا العصر عصر الموت عابر الحدود فهو لا يقصد بلدا او مذهبا او لونا او عرقا ولا يخشى سلاحا او قانونا كما لا يردعه اخلاقا او معتقدا او خجلا او مالا او جاها .

وما يميِّز هذا العصر أوّلا هو وجود الأحاديّة القطبيّة مع ما تمتاز به من حماية لعناصر الإجرام والشر فيها وثانيا هو السكوت المطبق للدول الكبرى على الجرائم التي ترتكب في حق الأبرياء من الشعوب المقهورة والسكوت كذلك على شرعنة الظلم والقهر والفساد في كثير من دول العالم وترك المجرمون دون حساب او عقاب وثالثا هو غض البصر والسكوت عن ما ترتكبه إسرائيل والتغاضي عن غطرستها المستمرّة ورابعا الإجراءات المشبوهة لدول كبرى في خلق ودعم منظمات إرهابيّة بالسرِّ والعلن ليعيثوا في الارض إرهابا وفسادا وتغذية الحقد الطائفي بين الشعوب والدول .

وخامسا النظام غير العادل للأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدولي وهيمنة خمس دول كبرى وتفرُّدها بحق الفيتو(حق النقض ) مما يمنع الكثير من الإجراءات والقرارات اللازمة لردع الجريمة والعدوان في كثير من المواقع حسب مصالح تلك الدول .

سادسا الإعلام الموجّه والمسيّس نحو تضليل الشعوب وإذكاء الفتن والشرور في العالم بغية الكسب المادّي أو تحقيق مكاسب سياسيّة لدولة ما باستخدام ارخص الأساليب مهما نتج عن ذلك من قتلى وخراب ودمار بما فيها نشر فضائح حاليّة او سابقة او اغتيال شخصيّات او خلافه .

سابعا تطوّر علم الجاسوسيّة وانتشاره كالهشيم حتّى وصل الى درجة التجسُّس على رؤساء دول عظمى وإقامة سجون ومراكز اعتقال في دول مختلفة دون علم تلك الحكومات. القتل والظلم وُجدا منذ بدء الخليقة ولكن ما يحدث الآن هو نوع من القتل العمد والإجرام المنظّم وإبادة للنوع البشري في بعض المناطق وهو إقتلاع لقيم الأخلاق والمبادئ الحسنة مثل النخوة والشهامة وغيرها .


وما جرى في فلسطين ورواندا وبورما وابو غريب وبحر البقر وغيرها هي جرائم مقزِّزة وافعال منافية للدين ولأدبيات المجتمعات المتحضِّرة .

ونحن في عالم ثالث جاهل لا الشعوب فيه إستفاقت ولا زعماء الى ربِّها تابت بينما في العالم المتحضِّر دول عن الحق حادت وزعماء لضغط الصهيونيّة لانت بينما شعوب الأرض غارقة في سبات وغياب لافت .

اللهم خفِّف عنّا وعلينا القهر والقتل في شهرك الكريم وارزقنا الكرامة والعيش الحلال الكريم .
احمد محمود سعيد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات