الاردن يعيش حالة هستيرية !


ما يجري في الأردن اغرب من خيال ، وما يصدر من قرارات تتعلق بالشأن العام تلقى سخط الناس دون اكتراث او اهتمام من قبل الدولة بمشاعر الشعب واتجاهاته نحو النظام ككل . 

نتحدث عن مخاطر يواجهها الأردن على صعيد أمني خطير، فالنيران تلتهم دول الجوار وأثارها بدأت تطل برأسها ، والتيارات المتطرفة غالبا ما تتابع اتجاهات الناس ومواقفها من انظمتها كي تقرر التوسع والتمدد في ظل دراسة قد تشسير الى استياء واسع من قبل الشعب لما وصل اليه الحال .

الفساد لم يتوقف ، ورموز الفساد أطلوا علينا من جديد يحذروننا من تحديات ويطالبون بالإصلاح ! والإصلاح لم يرى النور ولن يراه رغم كل الوعود التي اطلقت ، والدولة تتحدى مشاعر الناس وتنتهك حرمة الشهر الكريم بالسماح لعصابات ومنظمات ودعوات مشبوهة بإقامة افطارات جماعية خلاعية وإقامة خيم رمضانية أشد وطأة واكثر فسقا ، والتربية تقرر امتحانات الثانوية بإختبارات تعجيزية هدفها زيادة معاناة الشباب وتوسيع قاعدة المتسربين تحت مسمى ضبط الامتحانات،وهو تناغم واضح مخطط ومدروس مع قرارات التعليم العالي الأخيرة التي يبدو أنها تتلقى دعما ومساندة لا محدودة وبتوجهات عليا ابناء الشعب ويزيد من اعبائهم وخاصة ما صدر بخصوص افراد وعوائل قواتنا المسلحة والاجهزة الأمنية والتعد على مكاسبهم تمهيدا لالغاء مقاعد ابنائهم في الجامعات، وكذلك ما أصاب ابناء الوطن في الأرياف والقرى ويقرر البدء بإالغاء تلك المكاسب بعد أن رفع معدلات القبول في الجامعات وتخصيص 35 تخصص جامعي للمقتدرين فقط تحت مسمى التعليم المواز ،ورفع رسوم بقية التخصصات ، وحين عارض البعض من اعضاء مجلس التعليم العالي تلك الإقتراحات والقرارات تم طردهم واستبدالهم بمن يوافق ويقرر، وكان مجلس النواب العتيد فشل في تطويق المسألة وإصلاحها مع الوزير الذي غادر الاجتماع دون أدنى احترام للمجلس او للأعضاء ومصرا على موقفه !

افراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والدرع القوي وحراس الوطن أصابهم ما اصابهم من قرارات الوزير المشبوهة وبدأ انهم سيواجهون اعباء مالية كبرى بعد أن تقرر زيادة رسوم الجامعات الى اكثر من 300 % لقا تعليم ابنائهم وهم اصلا في حالة لايعلمها إلا الله ، وأخرها حرمان ابناء الشهداء من تلك المكاسب ! ناهيك عن شكواهم من خدمات الصحة وواقع الخدمات الطبية والمستشفيات وما يعانونه حتى من وجود أسرة لعوائلهم وخاصة منهم القادمون من محافظات بعيده ،ولا بواكي لهم ولا منتصر لهم !

تعيينات ابناء المتنفذين وحرمان ابناء ال "حراثين " مستمرة في كافة القطاعات " السيادية " دون ادنى تنافسية او أولوية او تمثيل للمحافظات ، والمحسوبية والشللية مستمرة ، ناهيك عن ارتفاع أسعار كل شيء يحتاجه المواطن في الشهر الفضيل ، فزادت اعبائه وحرمت الكثير من التمتع بالشهر وفضائله وازدادت ارقام طوابير المصطفين امام الجمعييات والهيئات الخيرية للحصول على الدعم !
التذمر وصل لمستويات عاليه ، والدولة تتجاهل تلك الصرخات ، ولا مستجيب لمطالبهم بإصلاح الحال ودعم الخدمات ووقف الهدر ووقف الفساد ، ويتسائل الكثير عن امكانية مواجهة الاردن للتحديات الكبيرة في ظل سخط واستياء حتى ابناء القوات المسلحة وعوائلهم مما افرزته " الطغمة " التي ترأس وزاراتنا وتستبد بكل قرار لها لا يصيب سهمه السام إلا الطبقات الفقيرة والمتوسطة وابناء الوطن !

إن احوج ما يحتاجه الأردن في ظل تلك التحديات التي تهدد وجوده ونظامه هو الوحدة والصف الواحد ورفع معنويات ابناء الوطن من قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية وتكاتف ابناء الوطن خلف قيادتهم ، ولكن الذي يحدث عكس كل هذا ، فبعض القرارات والسلوك أصاب المواطن بالرعب والتهديد وسحب مكاسبه واستمرار تهميشه وسحقه ، فأصابهم ما اصابهم من إحباط وحالة واسعة من الغضب والأستياء !!

فهل سنواجه تلك التحديات وخاصة أنتا كما يقال في حالة حرب في ظل ما يعيشه المواطن من حرب ضده وضد مكاسبه وهويته وحقوقه !!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات