ظلــــم الحاكـــم وسكـــوت الرعيـــة ..


الظلم : سمة مذمومة في كل الشرائع والديانات السماوية. وقد ذكرها الله جل جلاله في كتابه العزيز حيث قال : .`وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا ` و قال جل جلاله : `ما ربك بظلام للعبيد ` . وقال سبحانه وتعالى : ` ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ... ثم لا تنصرون ` والظلم من المعاصي الكبيرة ... التي يتعجل الله عقوبتها في الدنيا قبل الاخرة. لما لها من وقع سيء في قلوب عباده .وقد حذر منه النبي ص حيث قال : `صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي : سلطان غشوم ظالم ... وغال في الدين `وقال ص : ` اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة `وفي وصية رسول الله ص لمعاذ ابن جبل حيث بعثه إلى اليمن قال له : `واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب ` إن ديننا يأمرنا أن لا نداهن ... وان نقف من الظلم موقفا واضحا ... وصريحا. لان السكوت على الظلم لا يرضي الله ... ولا رسوله ص. ويتعارض ومبدأ الأمر بالمعروف ... والنهي عن المنكر. الذي يأمرنا به الله جل جلاله ونبينا محمد ص. ويعتبر ركنا مهما في إسلامنا الحنيف .من دونه لا يستقيم المرء ... ولا يحسن إسلامه . ويجب ان يناط هذا الأمر بشعوبنا المظلومة .

وان يكون لها دورا رئيسيا في منظومة الإصلاح . دور متى ما تخلى عنه الشعب استحق الإذلال والهلاك .والمسلم ينبغي أن لا يكون ذليلا او مهانا. وان يطالب بحقوقه بصوت عال ومسموع ... ليصل إلى إسماع الحاكم الظالم . إن الحاكم الظالم ؛ تخلقه الشعوب بسكوتها ... وتغاضيها عن تجاوزاته ... وسرقاته ... وتماديه بإهدار حقوقهم ... التي اقرها شرع الله والقانون . وعدم الوقوف بوجه وتحذيره من مغبة التمادي ... ونهب أموال وحقوق الشعب. دون رادع من ضمير ... ولا خوف من رقيب .فبات يعيش في الارض فسادا ... بعد ان اطمئن على أن سماعه قد تربى على كلمة نعم. وان كلمة لا ؛ قد حذفت من قاموسه تماما .

وبهذا وحده يرتفع سياج الظلم عاليا ... وتبدأ خطوات الدكتاتورية لرسم خطواتها الأولى . إن منهج الإسلام ... يربي اتباعه على التمسك بحقوقهم ... دون التفريط فيها. ومقاومة كل من يسلبهم تلك الحقوق. ليتساوى المسلم مع أخيه ... في الحقوق والواجبات . وتعيش الناس في امن ... وسلام ... واطمئنان. دون تفرقة وتمايز والظلم يتجلى بكل وضوح..عندما تضيع الحقوق ... و يطفو منطق الغطرسة ... والاستعلاء على السطح من قبل القلة القليلة. ويبدأ مبدأ التهميش ... في ظل غياب العدل والإنصاف ... والمساواة ... في توزيع ثروة البلد ... والمشاركة في السلطة. واختصارها على فئة قليلة ... محسوبة على نظام سلطوي ... يهيمن على كل ما للبلد من مقدرات ... بالحديد والنار. فيبدأ بظلم الرعية ؛ كي لا تعترض . وتبقى مستسلمة لرغباته الدنيوية. والظلم أكثر قساوة من كل شيء . خاصة إذا كان طرفه الحاكم الظالم يقول الشاعر: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا ... فالظلم يرجع عقباه إلى الندم*** تنام عينك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم... عندما يغيب العدل عن الوصول إلى الحقوق المشروعة وتكافؤ الفرص ... والانحياز لفئة دون غيرها ... وتفضيل من هم اقل كفاءة. يتهيأ الظلم لفتح قنواته على مصراعيها ؛إذا لم يواجه بإصرار الشعوب على رفضه ... بكل الطرق القانونية ... والشرعية .ليعرف الظالم [ إن للحق مطالب ]. لان حكامنا لا يفهمون؛ الا هذه اللغة التي تردعهم عن غيهم ... وتجعلهم يستشعرون الخطر المحدق بهم ... وبكنوزهم التي غنموها من كد الشعب ... وعرق جبينه. وبهذا وحده يعود الحق لأصحابه .ويندحر الظلم ... وترتفع أعلام العدل ... والمساواة ... عالية . ترفرف في سماء الشعوب المقهورة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات