كوابيس مثقف


يرشدونني الى طريقي صباحاً ومساءاً حتى استكانت نفسي الى زاوية ضيقة الاركان في مقهى الاحلام ,الى انْ استسلم تفكيري الى نمط استعماري الوجهة ,ربيعه ذابل الافق وقوس قزحه مغرٍ أثمل الالوان يطويني ساذجاً تارة وقلماً جف حبره على صفحات رمادية الامل بين ان اكون او لا أكون تاراتٍ وتارات..

في بلدي شهيدٌ قرأته في مدرستي العتيقة ,وبطل محرر يقبع هناك في معركة الكون , تزف فيها بشرى انتصار على عدوٍ جبان صعب التحاور على لقمة أرضٍ اكلها عنوة من فم يتيمٍ ,

في بلدي مستقبل مشرق أستهلك كل قوانا المادية وطاقاتنا الروحانية ونحن ننتظر الوعد , ونحن نلقن ابناءنا ان عدونا واحد ,انّ حربنا كانت غير عادلة اما حربهم فهي الملحمة الحقيقية .

في بلدي عناوين لم يفهمها احد حتى من وضعها, ارقام تلد ارقام , اسماء تلد اسماء , نظريات تخنق نظريات جميعها ذات مرجعية هوائية يبنى عليها أركان امّة بلا هدف و وطن بلا مواطن.

في بلدي مستعمرات سياسيّة , واجهات حنطية , وألقاب صعلوكيّة مؤقته, جميعها من ذوات الدم البارد دينياً واخلاقياً تنتهك في كل لحظة استقرارنا الاجتماعي وتعيث خراباً في تخاطرنا الوطني, وبراءتنا الموّحدة.

في بلدي تعليم غير مصنف النخب مناهجه عشوائية الرؤى, صناعة مريضة بالهشاشة , زراعة تقلمت حتى تآكلت, تجارة كتجارة العبيد لا ترحم ...جميعها ذات طابع ربوي يأكل الاخضر واليابس والغض والشديد ,الطالب والطامح.
..
في بلدي مؤسسات عامة وخاصة تحتقر الادارة , ومراكز بمسميات ثقافية وقانونية تستعبد المثقفون وتلعن المبدعون , جميعها ذات أصول رأسمالية تعقد صفقاتها على طموحات شعب وهواء عاشق وراتب موظف.

في بلدي منابر دينية, ودوائر للفتوى ثلاثية الابعاد,وشحنات مساعدات ايمانيّة جميعها سياسيّة المنبع ...تستجدي فقرنا المدقع, وعاطفتنا البسيطة , وترمينا بين الكفر والايمان بين الانتماء والخيانة بين الجنون والصواب.

في بلدي تعددت الانساب والجيل واحد , تعددت الوجوه والغريب واحد, تعدد الاعداء والقصاص واحد , تعددت الاحلام والكابوس واحد


في بلدي جمال آخّاذ محظورٌ عليه الظهور الى ان يرث الله الارض ومن عليها.....
shnaikatt@yahoo.com



تعليقات القراء

ابن ماحص
تعابير نادره ومميزه منك يا عبدالهادي ..فعلا مقالة واقعية وان كانت بطياتها تحمل الكثير الكثير من الاشياء التي لايلمسا الا اصحاب الفكر الثاقب ....
26-06-2015 08:15 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات