معالي وزير التربية والعليم "لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم"


جراسا -

 زيد فهيم العطاري

بعد سنوات طويلة من الترهل والضعف في العملية التربوية والتعليمية يأتي وزير التربية والتعليم ليلعب دور العطار الذي يريد إصلاح ما أفسده الدور, جهود الوزير منذ تسلم الولاية التربوية والتعليمية في الحكومة لا يمكن إنكارها وليس للقاصي ولا الداني أن ينكرها, ولكن إن كانت سياسات هذا العطار ستزكم أنوف طلبتنا وأبنائنا فعلينا التوقف قليلاً لمراجعتها فليس من المعقول ولا من المقبول أن تكون ردة الفعل على سنواتٍ مضت أكثر تأثيراً من الفعل نفسه.

في الماضي دفعت سمعة التعليم ومخرجاته وطلبتنا ثمن الترهل والتراجع, واليوم من خلال ترجاع المستوى وغياب الكفاءات واليوم يعود طلبتنا من جديد لدفع ثمن خطوات تصحيح المسار ولكن بشكلٍ مغاير

منذ اتباع الأجرأت الصارمة من جانب وزارة التربية والتعليم والجميع وقف وقفةً واحدة خلف هذه الأجرأت مؤيدين لها غير معترضين, وعلى الرغم من تسجيل عديد التجاوزات وعديد حالات الإخفاق والفشل والتي كان أخرها امتحان الصفين السادس والتاسع بقي الجميع مؤكداً على أهمية استعادة التعليم لهيبته, وهذه الهيبة لا تسترد بوضع العصي في دواليب طلبة الثانوية العامة, عبر تخويفهم من الامتحان ووضع اسئلة وإن كانت من المنهاج إلا أن الطلبة يعجزون عن حلها, وهنا يلزم التوضيح والتأكيد بل والتذكير ايضاً أن امتحان الثانوية جاء لتقيم الطلبة والوقوف على مستواهم تمهيداً لتوزيعهم استناداً لتحصيلهم فهناك من يتجه لدراسة الطب والهندسة وهناك من يتجه لدراسة العلوم والاداب وهناك من يسلك طريق التعليم المهني لضمان رفد سوق العمل بكافة التخصصات, ولكن ما يحدث على النقيض من ذلك فالأسئلة لا تراعي التفاوت في مستوى الطلبة, كما أنها جاءت وفقاً لمعايير ونماذج جديدة لم يعتد عليها الطلبة طيلة 12 عام دراسي, أي أن التطوير الذي حدث في امتحان الثانوية لم يكن متدرجاً الأمر الذي أثر سلباً على أداء الطلبة, وهنا يتبادر إلى ذهني مرحلة هامة من مراحل التاريخ الإسلامي وهي مرحلة تحريم الخمر فتحريمه لم يأتي دفعة واحدة بل جاء متدرجاً, إذن يجدر بنا أن نراعي التدرج في الأشياء حتى لا تكن العواقب وخيمة فمستقبل وسنوات عمر الطلبة ليست حقلاً لنجرب فيه نماذج ومعايير جديدة لامتحان الثانوية فالأجدى أن يبدأ العمل في المراحل الأساسية, وأن يُركز على رفع مستوى وسوية المعلمين داخل الغرف الصفية, والأكثر أهمية هو تصويب أوضاع المدارس ومعالجة ما تعانيه من قصورٍ واعتوار في عملها, لضمان وصول طلبة لديهم القدرة على إجابة اسئلة الثانوية دونما أي مفاجأت

من جهةٍ أخرى فإذا كان هناك رغبة لدى الوزارة في ضبط مخرجات التعليم والتخفيف من أفواج الخريجين من الجامعات فلابد من إعادة النظر في استراتيجيات التعليم العالي وأسس القبول بالجامعات, وليس تشييد الحواجز أمام النجاح في امتحان الثانوية.

ختاماً بقي أن نُذكر أن الكثير من الدول المتقدمة في العالم لا تعتمد امتحان للمرحلة الثانوية بل أن جميع المراحل التعليمية هناك هي مراحل تحظى بذات القدر من الاهتمام فهناك تُستفز عقول الطلبة للتفكير والإبداع في كافة المراحل التعليمية.



تعليقات القراء

ابو مروان
وصفك غير مطابق والخلل يعالج فورا التدريج فيما اعتاد عليه الناس من عادات اما الغش فاقتبس بسبب التسيب اما العلم فمن يريد العلم عليه الدراسة والاجتهاد ولكل مجتهد نصيب
23-06-2015 01:32 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات