الهاشميون " شعلة " أعياد الوطن.


جراسا -

لن نختلف .. أن قلنا بعالي الصوت في ظل احتفالات المملكة بالاعياد الوطنية والتي شمعتها وشعلتها هم الهاشميون الذين ينرون لنا درب الوطن ... أن بناء الوطن هو مسؤولية جماعية لا ينفرد بها واحد لأن الوطن أم رؤوم لا يوازي حنانها أحد، والوطن بحاجة لمن يقف معه ويحميه في ظرفه الاقتصادي الصعب الذي يمر به، فهو بحاجة للأوفياء الذين يتحملون المسؤولية وينفضون الفاسدين العابثين به.

وحُب الوطن لايمكن لأي إنسان بأي حال من الأحوال أن يزايد عليه، ولن تجد إنساناً عاقلاً يكره وطنه أو أرضه التي ولد فيها، وعاش وترعرع فوق حبات رمالها، وتنقل على سفوح جبالها، ولامس شواطئها، وأكل من ثمرات ما جادت به الأرض من خيرات حسان، فمنذ عهد جلالة الملك المؤسس عبدالله الاول بن الحسين طيب الله ثراه ، فقد حقق الاستقلال وأقام دولة القانون والمؤسسات في ظل ظروف إقليمية وعالمية صعبة ، واستطاع جلالته بعد سلسلة من المفاوضات والمعاهدات من إنهاء الانتداب البريطاني وتحقيق الاستقلال الكامل غير المنقوص للدولة الأردنية.

ويعلم الجميع .. أن ما تحقق على يد الهاشميين وأبناء الأمة للوطن من انجازات في مختلف مناحي الحياة هو ثمرة كفاح طويل من قبل الهاشميين وأحرار الأمة خلال تضحياتهم وعطائهم من اجل بناء الوطن وازدهاره كون التميز والإبداع لا يتحققان إلا بالعمل الدؤوب والعطاء غير المحدود وتشجيع المبادرات التي تساهم في تعزيز الولاء والانتماء، معان ستبقى صابرة وصامدة مهما حدث .. معان هي بوابه الاردن وبدايته وهي الرصاصة الاولى ، معان تلك البقعة الشريفه الطاهرة من ثرى هذا الوطن الغالي والتي لم تنجب يوما الا الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن وقيادته.

للاسف مشكلة معان، تكمن في إستراتيجية الإدارة العامة من المحاصصة في المناصب العليا والوظائف العامة ، مرورا بقانون الصوت الواحد الانتخابي، إلى ما يجري في الجامعات من مشاجرات عشائرية، وطريقة التطبيق الانتقائية للقانون، إلى باقي مسلسل تعزيز الولاءات الأولية والتخويف والإشغال من المحزن أن تبقى معان مختبرا، ومن الخطير مجرد التفكير بان يستمر هذا الامر.

نعم نعترف أن الإرهاب يشكل خطرا على حدودنا الشمالية والشرقية، والحرب عليه هي حربنا وعلينا التصدي له قبل ان يصل الينا من خلال ما يسمى: الحرب خارج الأسوار، نهيك عن خطر المشروع الصهيوني الذي يهدد الأمة التي تعيش أسوأ حالاتها، والى الأخطار التي تهدد القدس والحرم الابراهيمي.

لا يخفى على احد منا ان المبادرات الملكية ساهمت في تخفيف حدة الفقر والبطالة التي يعاني منها السكان من خلال إيجاد مساكن للأسر العفيفة ضمن المرحلة الأولى والثانية، وان هذا المشروع الذي أطلقه جلالة الملك عبد الله الثاني كان له الأثر الإيجابي في المساهمة والتخفيف عن الأسر الفقيرة والمحتاجة والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة، وان المكرمة الملكية ساعدتهم في التغلب على ظروف الحياة التي كانوا يعيشونها لعدم توفر السكن الملائم والمناسب لهم ولأسرهم داعين لجلالته والأسرة الهاشمية بطول العمر وأن يبقى السند والملاذ لكل أبناء الوطن.

نعم الاردن خطا بفضل الرؤى الثاقبة لجلالة الملك خطوات اصلاحية سياسية واقتصادية واجتماعية هدفها الارتقاء بالانسان الاردني وتحسين مستوى معيشته من منطلق تغعيل أهمية التشاركية بين مؤسسات المجتمع المختلفة للاسهام في دفع عجلة التقدم والنماء، ان الملك ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية سار على النهج الهاشمي فكان المبادر الاول في تلمس احتياجات الفقراء والمحتاجين والمعوزين في مختلف مناطق المملكة وكانت توجيهات جلالته للحكومات المتعاقبة هي البلسم الشافي لحل قضايا المواطنين وبناء المستشفيات والمراكز الصحية وانشاء المدارس والمعاهد والجامعات ليصبح الاردن في مصاف الدول المتقدمة في جميع مجالات الحياة.

والاردن بقيادته الهاشمية لم يكن غافلا عن الهم القومي فكان الاردن باستمرار منحازا لقضايا أمته وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية، قضية العرب الاولى، فالاردن مع تمكين الشعب العربي الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعلى التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، وهذا التمكين لن يتم الا بانصياع اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية، اننا في الاردن استوعبنا كل التحولات التي تجري من حولنا وفي الاقليم وان القيادة الهاشمية والوحدة الوطنية المقدسة هما صماما أمان لنا وهما سبيل نجاتنا واستقرارنا وعنصر بقائنا واستمرارنا وهما الركيزتان الاساسيتان للدولة الاردنية الحديثة التي تخطو نحو المستقبل الواعد بخطوات واثقة في اطار دولة التسامح والعدل والمساواة.

ونالت القوات المسلحة والاجهزة الامنية كافة حظاً وافراً من العناية والاهتمام إعداداً وتأهيلاً وتدريباً منذ آلت الراية إلى جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الذي أولى القوات المسلحة وباقي الاجهزة

الامنية الاخرى كل عناية ورعاية وبتوجيه من جلالته تتطلع القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي مع كل مؤسسات الوطن لأن يصبح الأردن دولة الإنتاج والاعتماد على الذات وليتمكن هذا الجيش من ممارسة دوره في حماية المملكة الأردنية الهاشمية وصون استقلالها.

هكذا هم الهاشميون، نسل الرسول الأعظم، وحملة رسالة الثورة العربية الكبرى، عطاء لا ينضب، وسخاء من دون حدود، يتفننون في إسعاد أبناء شعبهم، يعيشون معهم وبينهم لحظة بلحظة، يتحسسون رغباتهم وطموحاتهم في شتى المجالات.. هذا هو سر الانجاز الهاشمي على مر الزمن، إحساس صادق بأمانة المسؤولية نحو الشعب.

ومنذ تأسيس الإمارة أدرك مؤسس الأردن أن استقلال أي دولة من الدول يبقى هشاً ومهدداً وعرضةً للتراجع والاهتزاز إذا لم يكن هناك جيش يحمي هذا الاستقلال، ويدافع عنه ويحافظ عليه ويذود عن حمى الوطن، وقد أُسس الجيش العربي على مبادئ النهضة العربية وحمل أهدافها وغاياتها وكان هذا الجيش منذ نشأته الأولى حريصاً على المساهمة الفاعلة في بناء الدولة الأردنية وتعزيز قدراتها الذاتية حيث شارك في بناء مؤسسات الدولة في مجالات التعليم والصحة وتعزيز آفاق التعاون والعلاقات الاجتماعية وبناء قدرات الإنسان وتأهيله، وبناء الشخصية الوطنية الأردنية التي تنامت قدراتها ومعارفها مع تطور الأردن ليتميز هذا الإنسان بقدراته وعطائه وولائه وإخلاصه لوطنه وأمته.

وتمضي مسيرة الاستقلال لتحقق الاعتراف بالإستقلال الأكبر في 25 أيار 1946 على يد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين ليعيد للأردنيين حريتهم ويصون كرامتهم، ويحررهم من الإستعمار البريطاني، وحتى يكتمل الإستقلال على أفضل ما يجب أن يكون، تم انجاز الدستور الأردني في عهد جلالة الملك طلال ــ طيب الله ثراه ــ ليتم بناء مقومات الدولة ومؤسساتها على أسس دستورية، وليكون هذا الدستور قاعدة تشريعية لحياة المواطن وموجهاً رئيساً لهذه المؤسسات لكيفية التعامل مع حقوق وواجبات المواطن.

ومنذ ذلك التاريخ والأردن يسعى بكل طاقاته وإمكاناته لتعزيز البناء الداخلي في كل مجالاته الاقتصادية والعسكرية والعلمية والاجتماعية، وتعزيز علاقاته مع أشقائه العرب، وتمتين التواصل والتفاعل مع الدول الشقيقة والصديقة على أساس من الاحترام المتبادل، والثقة واحترام حقوق الآخرين وتوجهاتهم لحماية منجزات الاستقلال والبناء.

وهاهم الهاشميون كنز خالد للوطن والمواطن، لا ينفكون عن تقديم المبادرات والمكارم، هاجسهم توفير حياة أفضل للفقير قبل الغني، وعيشة أرقى لشعبهم، لا يحكمهم زمان أو يقيدهم مكان، مبادرات تتعاظم أمام صعوبة العيش وضيق الحال.

كما أطل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على شباب الوطن ورياضييه في مبادرة ألهمت حماستهم قبل أربع سنوات، يؤكد سمو الأمير الحسين ابن عبدالله الثاني ولي العهد، أنه ينتهج الفكر والإحساس بالمسؤولية من مدرسة والده وأسطورة الهاشميين، فيخرج علينا بمبادرة لأبناء الوطن، تتزامن مع الاحتفالات بالأعياد الوطنية وعيد الجلوس الملكي ويوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى، ملحمة التاريخ الخالدة، ويجيء الفرح مضاعفاً، في مبادرة شملت شباب الوطن وشيوخه، نساءه ورجاله.

الشباب الأردني هم الأكثر فرحاً بالمبادرة الهاشمية لسمو ولي العهد المحبوب، كيف لا وهي التي أتاحت لهم شاشات عرض كبيرة، في المدن والقرى والأرياف الأردنية، مبادرة ستحول 115 مركزا شبابيا تابعا للمجلس الأعلى للشباب، إلى شعلة تفيض بالروح والنشاط، وهي تستقبل الأردنيين من مختلف الأعمار، مقدرين عالياً هذا العطاء، ومثمنين لصاحبه بأنهم يعيشون في فكره ووجدانه.

هذا سر انتماء الأردنيين إلى تراب الوطن، والولاء للقيادة الهاشمية الملهمة، سر عز في العالم وجوده، سر أزلي يجسد سبب التحام الهاشميين بأبنائهم، لا يدرس في المعاهد والجامعات، إنما يولد بالفطرة.

اقل ما يمكن ان يقدم كرد اعتبار لهذه المدينة واهلها هو ان يتم محاسبة هؤلاء المسؤولين في الحكومات السابقة الذين شوهوا صورة المدينة وغيروا الحقائق وتسببو في هذه الفتن وفي استشهاد العديد من ابناء الوطن سواء من ابناء المدينة او قوات الامن وكلهم ابناء لهذا البلد وجنود له والوطن هو الخاسر الاكبر في هذه المعادلة، ولا بد أن تنتهي الظاهرة المتكررة في معان التي تروع الأطفال وتترك هذه الآثار النفسية في نفوس أهالي جميع المدينة باعتقال المواطنين بهذه الطريقة وربطهم بمسميات العصابة والمارقين والمقامة ..الخ.

وأخيرا .. نجدد العهد للوطن والقيادة بأن نبقى الأوفياء المخلصين الحريصين دوماً على أمن واستقرار مملكتنا الغالية ملتفين حول قيادتنا الحكيمة داعين العلي القدير أن يبقيها سنداً وذخراً للوطن وللأمة العربية والإسلامية، إنه سميع مجيب.

لانا كريشان رئيسة جمعية الانوار الخيرية للسيدات .. محافظة معان.



تعليقات القراء

اردني صائم
اللهم إني صائم
18-06-2015 10:06 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات