هزة غربال سيبقى الاردن " كعبة المظلوم "


جراسا -

بقلم المهندس أحمد عبد الباسط الرجوب

أبدأ مقالتي هذه منذ اللحظة التي وصل فيه جثمان الشهيد طارق عزيز عميد الدبلوماسية العربية لعقدين من الزمان ، الزمن الجميل في تاريخ الامة الناصع الذي كان فيه هذا الدبلوماسي صاحب الحنكة السياسية والمتكلم بلغة خصومة من الافرنج وعلى قاعدة الندية في سجالهم وخير مثال على ذلك تلك السويعات التي لفظ العالم انفاسة فيها خلال لقاء عزيز – بيكر في جنيف إبان حرب الخليج الاولى عام 1991م حيث استثمر دهائة وحنكته السياسة امام خصمة بيكر بكل شجاعة واقتدار شهد لها الخصوم قبل الاصدقاء وأظهر اتقانا للغة الانكليزية وقوة أعصاب ومهارات تفاوضية متكأ ًعلى صلابة القيادة وقوة جيش عراقي كقوة ردع عربية بامتياز كان الرابع عالميا ، أما عن وفائة لرفيق دربة الشهيد الرئيس صدام حسين وخلال محكمة الدجيل دافع طارق عزيز في أول ظهور له في المحكمة بقوة عن الرئيس صدام حسين ومتهمين آخرين باعتزازة برفيق دربة وهذا هو الوفاء بعينة.

وعودا لاصل الموضوع ، إنني كأردني اتجذر لخمسة اجداد احتضنت قريتي الصريح رفاتهم ، اعتز وافتخر باردنيتي وقيادتي ووطني الاردن الذي نذر نفسة الذي ينطلق من مصلحة باعتباره جزء من الأمتين العربية والإسلامية، لأن يكون قبلة لكل من ضاقت بهم السبل سواءً كانوا احياءا مثل رغد صدام حسين والكثيرين من الاقطار العربية الشقيقة ، ويستقبل ايضا الراحلين من رموز النظام السابق ، فيدفنهم في ارضه ولا ادل على ذلك من اصرار عائلة الشهيد طارق عزيز رئيس الدبلوماسية العراقية نائب رئيس الوزراء في عهد الرئيس السابق صدام على دفنه في الاردن حيث الامن والامان ونخوة الاردنيين ، لانها تعرف ان دفنه في العراق ، سيؤدي في اي لحظة الى المرجلة على قبره ، من اولئك الذين باتت قصتهم فقط مع الاضرحة والقبور، اما مع من يحبون فيتعبدون قربهم ، واما مع من يكرهون فيطلقون النار والرصاص على قبورهم.

وهنا وبجردة حساب سريعة فكنا السباقين لاحتضان من دلف الينا من الاهل من فلسطين الحبيية وعلى موجات النزوحات المتعاقبة منذ العام 1948 وما تلاها نكسة 1967 وحتى يومنا هذا ، وتباعا اللبنانيون في العام 1976 والفلسطينيون الاردنيون من الكويت عام 1990 والعراقيون وانتهاءا وليس النهاية بالاشقاء السوريون الذين فتحت لهم ابواب الاقامة والرزق والمدارس فكان الاردن بلد الانصار لمن قصدهم من مهاجرين الامة طلبا للامان والاردن بات قدره ان يكون حاضنة للعرب ، شعوبا ورموزا، من كل اتجاهاتهم منهم على قيد الحياة وحتى الراحلين منهم.

لله درك يا اردن ما اعلى شموخك وكبريائك جمل المحامل وانت الاجدر وبغير منة او تفضل على أحد ابوابك مشرعة لمن قصدك تتقاسم لقمة العيش والماء والهواء لمن طرق بابك ، وهذا هو اردن الهاشميين اصحاب رسالة عروبية اسلامية تجذرت منذ خمسمائة عام راية الشريف الحسين بن علي أمير مكة وملك الحجاز، وقبله الشريف أبو نُمَيْ عام 1555 وعنوان تليد لم ولن يتغير إتخذ رؤية ورسالة لا تتغير بتعاقب السنين او تقلبات الزمن فكانت رؤية هاشمية عروبية اسلامية شعارها " لا إله إلا الله محمد رسول الله" ونحن الاجدر من غيرنا بحملها وحمياتها واودعتها قيادتنا امانة على عاتق خير جنود الارض ابطال وصناديد جيشنا العربي الاردني.

خروج جثمان الشهيد طارق عزيز من العراق الى الاردن هى رسالة ادانة سياسية للعراق الرسمي في هذا الزمن ، فهي رسالة تقول الكثير لمن هم على قيد الحياه قبل الراحلين ايضا.

حماك الله يا وطني الاردن قيادة وشعبا من كل مكروه وشر الفتن ما ظهر منها وما بطن وهؤلاء المتطيرين بالسوائح والبوارح ... اللهم آمين
سيبقى الاردن " كعبة المظلوم"
المهندس أحمد عبد الباسط الرجوب
arajoub21@yahoo.com



تعليقات القراء

محمود الحسيني
حمى الله الاردن وبارك اللهم في سيدنا ابو حسين وحماه ......
13-06-2015 04:26 PM
صلوح.
كلام جميل ...ولكن لو كان عنوان المقال ليكن الأردن قبلة المظلوم لكانت أدق وأعم للهدف المنشود من المقال ، لأن القبلة لجميع المشارب والمنابت ، بينما الكعبة فقط للمسلمين ... رغم ان المسمى كناية وليس مقصود
14-06-2015 11:23 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات