جراسا -

كتب : ايهاب سلامة .. لا يوجد مبرر مقبول لرئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني جبريل الرجوب بموقفه من التصويت لرئاسة الاتحاد العالمي "الفيفا" ضد الامير علي، رغم بيانه الذي حاول فيه اظهار علم الجهات الاردنية سلفا بموقفه المخجل والمخزي، كما لا يوجد مبرر لاي اتحاد عربي اتخذ ذات الموقف .

عندما يتعلق الامر باي شكل من اشكال العلاقة الفلسطينية الاردنية، فان الانحياز الفلسطيني للصالح الاردني،والعكس، يجب ان يكون مسلما به، دون اي تبريرات ومسوغات .

وعندما يتعلق الامر بالعلاقة الاردنية الفلسطينية التاريخية، والمصير المشترك الواحد، فان كل التبريرات ترمى في سلة النفايات، وتصبح مرفوضة قبل الاستماع اليها حتى .

لست مهتما بالشأن الرياضي، ولا اشجع اي فريق لكرة القدم، بل واكاد لا اعرف سوى اسماء بعض اللاعبين المعتزلين الذين كنت المح صورهم عبر صفحات الجرائد وامر على اخبارهم مرور الكرام .

وطالما كانت قناعاتي ان كرة القدم مجرد لعبة، يتراكض خلف طابتها الجلدية اثنان وعشرون رجلا، وانها في ذيل اهتماماتي الشخصية، لان الهم العام، ولقمة الخبز، والواقع السياسي العربي المر ، اجدر بالمتابعة من مجرد "لعبة فطبل" .

وطالما كانت قناعاتي ايضا، ان اللعبة الرياضية المذكورة، كانت مدعاة فرقة لا توحد، على مختلف الصعد، وما زلنا نذكر كيف تم تسييس مباراة مصر والجزائر التي كادت تطيح بالعلاقة بين الدولتين والشعبين العربيين الشقيقين.

الا ان حساباتي الشخصية تسقط كلها، واصبح "كرويا" تلقائيا، ومشجعا متمرسا، حينما اتابع مباريات منتخبنا الكروي، في اي من الميادين، لقناعتي ان البعد السياسي حينها باجتماع الاردنيين على قلب واحد خلف منتخبهم ، تستحق ان نعزز من قيمها، وقيمتها، التي لا اعز ولا اسمى.

كما انني الذي لا اميز بين اتحاد كرة اسيا، من اتحاد جزر البلطيق، لا يمكنني ان اكون حياديا، حينما يترشح لرئاسة اتحاد اللعبة، امير اردني، فارفع رأسي عاليا فخرا حينما يكون الشباب الاردني قد استطاع ان يدخل معترك المنافسة عالميا، ويبرز اسم الاردن ورايته فوق كل رايات العالم.

لا يمكنني ابدا الا ان احرق اعصابي ذلك اليوم، مترقبا تعداد الاصوات، وظهور النتيجة، ولا يمكنني بعدها الا ان اقول للامير علي، بانك لم تكن وحدك في زيورخ، بل رافقتك قلوب 6 ملايين اردني واردنية !

موقف الرجوب، اضافة الى انه مخز ومعيب، فهو غبي وقصير النظر .. وبكل تأكيد لا يعبر عن الشعب الفلسطيني الذي لا يهمه حسابات الفوز والخسارة، بقدر ما يهمه الوقوف مع الامير.. والاردن .

وبعيدا عن ارقام نتائج التصويت في زيورخ، فان رسالة سياسية خطيرة وهامة تجلت في مشاركة الامير علي بانتخابات الفيفا، تمثلت بمشاعر الاردنيين، ووقوفهم على قلب واحد خلف اميرهم الشاب، التي أعطت مدلولا سياسيا هاما، لطبيعة العلاقة وقربها بين الطرفين !.

كما ان من ثمار ترشح سموه لانتخابات "الفيفا"، انها رفعت من منسوب التالف الشعبي والوحدة الوطنية .. فحققت مشاركة الامير بالمنافسة، نتائج اكبر من معادلة الفوز برئاسة اتحاد كرة القدم ، فعاد الامير علي من سويسرا بنصر شعبي أردني أعظم وأجل وأسمى من كل اتحادات كرة القدم في العالم !