الامير علي فارس عربي هاشمي


تباينت الدوافع التي وقفت وراء أمل الأردنيين بنجاح سمو الأمير علي في منصب عالمي مرموق، كمنصب رئيس الفيفا، وذلك لكونه سليل الأسرة الهاشمية، التي دعمت القضايا العربية والإسلامية، على الرغم من محدودية الدور الذي كان يفترض أن يمثله الأردن كبلد صغير، قياسا بإمكانيات القوى التي وقفت بثقلها ضد تلك القضايا، لكن الدور كان أكبر مما كان يتصوره مراقبون ومحللون، عبر عقود وعقود، وثانيا لكونه شاب، إستطاع بجرأة وشجاعة أن ينافس شخصية عالمية، تكبره بأربعين عاما، وثالثا، لأن الأمير علي يعوّل كثيرا على إمكانيات الدول في دخول مضمار المنافسة الكروية العالمية، وبالتالي هذه الخلفية قد تكون داعما لها، ورابعا الرمزية التي يمثلها وصول شخصية عربية ومسلمة إلى هذا المركز وغيرها من الدوافع.

كل هذا كانت تختزله نظرة الأردنيين إلى أميرهم الشاب، وهي نظرة تختلط فيها نظرة الإعجاب، بنظرة ما يمثله للأردنيين، فهو إبن الحسين، الذي أرسى معالم الدولة الأردنية الحديثة، وإبن الملكة علياء، التي تنتمي إلى أسرة نابلسية، أحبت الأردن والأردنيين، كما أحبها الاردنيين جميعاً.

لم تكن المنافسة على رئاسة الفيفا سهلة، كما أن نتيجتها لم تكن محسومة، على الرغم أن بعض الإعلام تجاهل شجاعة وجرأة المحاولة وهذا مهم جداً، إلى إعتبار أننا يمكن أن نتغلّب على بلاتر بسهولة، كان من المفترض التركيز على فكرة هذه المحاولة بحد ذاتها أولاً، ومن ثم يأتي دور تقدير الموقف، لكننا نقدر العاطفة والحماسة التي أحاطت بدعم الأردنيين لسمو الأمير علي.

لقد حاول سمو الامير علي أن يقود حركة تغيير وتصحيح تُنهي حالة التردي والفساد التي تعيشها الفيفا ، لكن قوى الفساد لم يكن من السهل إختراقها ، وأضيف أيضاً أنهم لن يقبلوا عربياً ان يكون رئيساً للفيفا.

أردنيا، علينا أن نقبل بالنتيجة، بالروح الرياضية التي أظهرها سمو الأمير علي، وأن لا ننجر إلى فتن داخلية، بين أبناء الشعب الواحد، حتى ولو صوّت من صوّت من العرب لصالح منافسه، هذا لا يعني أن موقفهم هذا ستقبل به الشعوب العربية، لأنه لا يمكن أن ينسجم مع ضميرها ومع موقفها الحقيقي.
هذه محاولة إنتصرنا فيها، حتى ولو نتمكن من الفوز فيها، قد تعوضها نتائج محاولات أخرى، ستأتي ولو بعد حين، ويكون النجاح عنوانها، لكن علينا أن نتكاتف ونلتف حول سمو الأمير علي، وحول كرتنا الأردنية، وأن ندعمها، ومشوارنا يحتاج الى نفس طويل



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات