حينما يتصدر الفاسدون الحديث عن الشرف والوطنية


جراسا -

*انه من عجائب هذا الزمان انك تري بعض الفاسدين الانتهازيين والمتلونين ممن عليهم إجماع شعبي انهم من عتاة الفاسدين, وبناء على ما راءه أو لمسة المواطن خلال عملهم العام والثراء المفاجئ الذي ظهر عليهم بعد استلامهم للوظيفة العامة والأدهى والأمر ان هؤلاء لا ينزلون عن سرج إلا ليزج بهم الى سرج آخر ليمارسوا فن الفساد والإفساد وكانه عمل ممنهج. .

ومن جانب آخر فانك تراهم عينك... عينك ينتقلون من مكان إلى آخر يتحدثون عن الوطنية والشرف وبكل جرأة ووقاحة وهناك من يسحج لهم في حضورهم الندوات والحاهات وغيرها , وهم يعرفون انهم إثناء إشغالهم للوظيفة العامة كانوا فاسدين ومفسدين من راسهم حتى اخمص قدميهم كما ان هؤلاء الفاسدين يعرفون انفسهم جيدا ويعرفون انهم مكشوفين وعراة وفوق هذا يريدون ان يدلسوا علينا ويبيعونا الوطنية والشرف .

واذا خرجوا من الوظيفة العامة في استراحة الفاسد القصيرة لا يصبرون قليلا , ويبدأون يتكلمون ان البلاد خربت بعدهم ,وانهم ضحية مؤامرة عليهم وان قوي الشد العكسي تلاحقهم .ان هؤلاء عند الحديث عن القومية فهم من غلاة القومية وعندما يكون شعار المرحلة العلاقة الأردنية الفلسطينية فهم ملكيون اكثر من الملك, وتصبح هذه العلاقة بيضه بمحاحتين. وعندما يكون الشعار الاردنه فهم أردنيون حتى النخاع في مواجهة المكون الفلسطيني ودسترة فك الارتباط, انهم الانتهازيون المتلونون الحربائيون. وفي النهاية , فإن الغاية تبرر الوسيلة عند هؤلاء مهما كانت تلك الوسيلة دنيئة وبعيدة عن الوطنية والشرف .

كما ان المواطن يلاحظ أيضا ان هناك فاسدون مختلسون واثروا بطريق مشبوهة ومفاجأة بعد استلامهم للوظيف العامة وملفاتهم تنتظر من يحولها للفساد, كما ان بعضا من الفاسدين الذين ارسلوا للقضاء, اذا تم تبرأتهم بسبب عدم كفاية الأدلة ينشرون برقيات الشكر للقضاء الأردني النزيه , واذا ما أدانه القضاء فإنه يهاجمه ويدعي ان القضاء مسيس, وانه هناك قوى تترصد له.

ان تصدر العديد من الفاسدين الكلام عن الوطنية والأخطار المحدقة بالوطن في كل جلسه او ندوه هو بحد ذاته يؤشر إلى ان الشخص يريد ان يذر الرماد في العيون لتغطية فساده , فالإنسان الشريف ليس مضطرا للحديث عن الشرف بمناسبه أو بدونها, لأنه يعرف نفسه ويعرفه الناس , أما الفاسد فهو بحاجه لنفي ما يشعر انه فيه, فالمتهم هو من يحاول ان يبرئ نفسه , ومن هذا المنطلق فان اكثر من يتكلم عن الفساد أو ان الوطن بخطر لأنه خارج الوظيفة, وعن ضرورة مقاومته هم الفاسدون انفسهم .فتراهم في المجالس أول من يهاجم الفساد, ويدعي اذا عاد إلى الكرسي الدوار, فإنه سيقضي على الفساد بجرة قلم .

1- كيف لنا ان نصدق من يتنقل من مكان إلى مكان ومن فضائية إلى فضائية ومن تجمع إلى تجمع ليحاضر عن الوطنية وأهمية الحفاظ على المال العام, وهو حرامي تفوح منه رائحة الفساد ومتهم باختلاس المال العام وإساءة استخدام الوظيفة أو السمسرة أو غيرها من سوء الإدارة وإهدار المال العام وتعيين شلته ومحاسبيه بدون وجه حق.

2- كيف لنا ان نصدق من يزاود ويحاضرنا عن الوطنية؟ ,والوطنية منه براء لأنه تاجر بالوطن , وقفز من سرج إلى سرج ولعب على كل الحبال وباع وطنتيه بثمن بخس وتخلى عن كل مبدأ شريف للوصول إلى هدفه.؟ ان من يريد ان يتاجر علينا وطنية زائفة, أو يريد ان يعطي الشعب دروسا عن الوطنية ينبغي ان يكون تاريخه قمه في الإخلاص والوطنية وليس نموذجا للتسلق والانتهازية وهذه لا يمكن إخفاؤها عن الناس.

. 3- كيف لنا ان نصدق مترشحا يريد محاربة الفساد وهو يحاول بكل خبث ان يستغل ظروف الفقراء الصعبة أو ضعاف النفوس ويشتري أصوات المواطنين في سوق النخاسة ويتخذها سلما للوصول إلى اعلى منبر في البلد وهو مجلس النواب ؟ .

4- كيف لنا ان نصدق من يشغل موقعا عاما كرئيس مجلس إدارة أو رئيس مجلس أمناء والأمانة منه براء بانه يريد ان يحافظ على مقدرات الوطن وتاريخه يشهد انه تاجر بمقدرات الوطن وقدم مصالحه الأنانية الضيقة على مصالح الوطن والشعب ؟

. 5- كيف للمواطن ان يصدق من خدم وزيرا وكان قمه في المحسوبية ولا يوجد في قاموسه عبارة العدالة وتكافؤ الفرص عندما يحدثنا عن العدالة والنزاهة وانه حريصا على ان يأخذ كل مواطن حقه ؟.
ان واجب كل مواطن شريف ان ينزع عن أي شخص فاسد مخادع يريد ان يبيعنا الوطنية والشرف بزة الثعلب, .انه ما كان يمكن للفاسدين ان يتاجروا علينا وينظروا علينا بالأمانة والشرف , لولا انهم وجدوا من يستمع ويصفق لهم نفاقا, ويقدم لهم صدر المجلس , وهو يعرف فسادهم .

ان واجب المواطنين الشرفاء ان يعروا هؤلاء الفاسدين ويزلوهم وينزعون عنهم زي الثعالب, وان يواجهونهم بالحقيقة, وانه لا مكان لهم في المنابر الوطنية الحقيقية .لأننا نعطيهم صك براءة لا يستحقونها.. .

ان مقاومة الفساد تبدأ من المواطن أولا, وقبل القضاء, فالمواطن لها قناعاته ومشاهداته, وأما القضاء فله بيناته التي يحكم بها على الفاسدين, وقد لا تكون تلك البينات متوفرة لان الفاسدين ماهرين في تغطية انفسهم ورقيا أو حتى قانونيا او حتى شعاراتيا , وبالتالي قد يشعر الفاسد والحرامي انه قد فلت من الإدانة القضائية, ولكن عليه ان لا يفلت من الإدانة الشعبية وهي الأهم ,لان السنة الخلق هي أقلام الحق .

على المواطن الذي يريد ان يكافح الفساد ان يبادر بنفسه ولا يقول خليها تأتي من غيري .لان هذا التعبير هو تعبير انهزامي, ولو ان كل مواطن سار وطأطأ راسه للفاسدين, فلا يبقى راسا مرفوعا في هذا البلد إلا رؤوس الفاسدين .

أيها الشعب انت تعرف الفاسدين واحدا واحدا ,وأنت تعرف كيف كانوا قبل تسلمهم للوظيفة العامة ,وكيف اصبحوا بين ليلة وضحاها من أصحاب الملايين التي نهبوها من مقدراتك , وانك نعرف ان ما تورثوه هو ملاليم , وانه لم يربح في اليانصيب الدولي .لذلك عندما يتقدم أي فاسد من هؤلاء ليتاجر عليك وطنيه ويبيعك شرفا ملوثا عليك ان تزبله وترفضه وتحاصره حتى لا تلدغ من جحره عشرين مرة.

- - الطريق الثالث رئيس مجلس الإصلاح الوطني



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات