وزارة الصحة ونداء الامل


يخاف البعض من اعلان الانتماء لوزارة الصحة كمؤسسة طبية رائدة وهم بذلك يضعون انفسهم في خانة لا يحسدون عليها واظن انهم على خطأ , فوزارة الصحة او وزارة المواطن الفقير ومتوسط الدخل تقدم خدمالت جليلة لا يستطيع احد تقديمها وخاصة في مجال الرعاية الصحية الاولية اضافة للرعاية العلاجية في مستشفياتها ومراكزها الصحية المنتشرة عبر المملكة , واعتقد ان انتشار وزارة الصحة الافقي وتغطيتها الشاملة لكافة مناطق المملكة قد يكون الاوسع انتشارا في العالم , وبالتالي خدمات وزارة الصحة لا تقدر بثمن وخاصة في المناطق البعيدة والنائية .

وزارة الصحة تحتاج الى نظرة ايجابية ليس فقط من قبل المواطن والمسؤول بل ومن قبل كوادرها والذين تسلل الى قلوبهم بعض الالم او الاحباط سواءا بحق او بغير حق , فالمحبط لا يمكن ان ينتج ابدا والمشكك لا يمكن ان ينتج بل يعطل اكثر , لذلك علينا ان ننظر للواقع وان نسأل هل ممكن ان تعطي وزارة الصحة رواتب وامتيازات مثل الدول الخليج والجواب قطعا لا , فامكاناتنا لا تسمح بذلك ولكن هل نستطيع المحافظة على كوادرنا واستقطاب كوادر جديدة بالتاكيد نعم ولكن ما هو المطلوب حتى تتمكن الوزارة من جذب كوادر جديدة ومتخصصة , المطلوب واضح الا وهو تغير الاليات بحيث يتم شراء الخدمة وكذلك الابتعاث المشروط بالخدمة المضاعفة واعتقد انه خلال مدة لا تتجاوز 10 سنوات ستتغير المعادلة ان احسنا التعامل معها ,نعم المطلوب زيادة الابتعاث الداخلي والخارجي وفي مختلف التخصصات لتأمين اعداد معقولة من الاختصاصبن .

وعندما نتحدث عن الامل فهذا يعني ضرورة شعور اطباء وزارة الصحة باحترام مؤسستهم لهم وكذلك حرصها عليهم , ومثال ذلك اذا كانت الرواتب متدنية وليس معقولا منافسة الخليج بسلم الرواتب ولكن هناك امور اخرى جاذبة ويمكن ان تجعل الطبيب يرفض الاغتراي ومثال ذلك ايجاد صندوق اسكان حقيقي للاطباء وموظفي الصحة , فالتربية يوجد فيها قرض اسكان مثلا , اضافة لذلك لماذذا لا يكون هناك مكرمة جامعات ما دام الاصل هو الاستثناء والقبول الطبيعي لا يمثل الا جزءا يسيرا من القبول الجامعي ورغم انني ضد مبدأ الاستثناء لكونه يمثل الظلم والغبن ويربي الاحقاد المجتمعية وكذلك لماذا لا تحول مكافأة العمل الاضافي الى علاوة حتى تدخل في حساب الضمان الاجتماعي اضافة لضرورة تعديل علاوة غلاء المعيشة للمحالين على التقاعد بحيث تصرف كاملة على خدمة 30 سنة او لماذا لا يمنح من يصل الى السنة العاشرة من الدرجة الخاصة على الدرجة العليا عند احالته على التقاعد .

وكما نطالب ببيئة عمل مناسبة وحماية حقيقية من خلال شركات امن قادرة على الالتزام بعقودها وليس شركات امن تحتاج لمن يحميها اضافة لتواجد امني رسمي معقول يخيف اصحاب النفوس المريضة واصحاب السوابق وعودة لبيئة العمل اعتقد ان الجميع مطالب بايجاد الية لتنفيذ توصيات اللجان المتعاقبة بخصوص ايجاد اماكن انتظار لمرافقي المرضى وايجاد غرف فحص لا يصل اليها اهل المريض , اي المطلوب حزمة من الاجراءات لتلافي السلبيات كافة .

وبيت القصيد ايضا هو ايمان الطبيب بانه يعالج اهله وان واجبه يفرض عليه احترام الكبير والصغير واعتقد ان الغالبية العظمى من الاطباء تتعامل بروح ايجابية مع المريض بل وتشعره بالامان المطلوب ولكن هناك فئة قليلة تعتقد ان عملها يجب ان يرتبط بمقدار ما يدفع لها وهنا يقبع الشيطان حيث لا يجوز تحميل المريض تبعات لا علاقة له بها واقول للزملاء الاطباء ان الواجب يقتضي ان نتعامل مع مريضنا بكل محبة واحترام وهذا الحديث اوجهه للاطباء الشباب , رغم ان جزءا كبيرا منهم يستحقون الاحترام والتقدير بل يتميزون بمعاملة حسنة ورائعة مع المريض تجعل من المريض يتعلق بهم ويبحث عنهم ولكن هناك قلة لا يوجد لديهم الصبر الكافي للتعامل مع المريض وخاصة كبار السن الذين اتعبهم الزمن ويبحثون عن دفئ الكلمات قبل مفعول العلاجات .

وهناك قضية التعينات , اعتقد ان العمل حق للمواطن وواجب على الدولة ولكن الدولة وضعت حدودا لدراسة الطب لم يلتزم بها البعض فاصبحو هم من يتحمل تبعات دراسته للطب وخاصة اصحاب المعدلات المنخفضة وعليهم ان لا يغضبوا عندما يتجاوزهم الدور ويذهب باتجاه زملاء لهم معدلاتهم فلكية وبذلوا جهودا كبيرة في التحصيل العلمي وهكذا ياخذ كل ذي حق حقه .

والمطلوب من الحكومة رفع قيمة موازنة وزارة الصحة حتى تستطيع تقديم خدمات افضل للمواطن فهذه الوزارة هي ملاذ الكادحين والطبقة الوسطى واي خلل فيها يؤدي الى خلل في منظومة الامن الصحي لهذه الفئات , ورغم غضب البعض الا انني اعبر عن انتماء صادق ومحبة حقيقية لوزارة الصحة والتي تستحق ان يكون الانتماء لها من القلب , قد ننتقد ونطالب ولكن من باب المحبة والحرص والغضب احيانا , نريد العدالة داخل وزارتنا ولا نريد بنواب الشعب ان يتدحرجوا في الظلم والتمزيق للانتماء من خلال اعطاء هذا والحجب عن ذاك ارضاءا لهذا النائب او ذاك وشكرا لكل نائب لا يتدخل ويرفض الاخلال بميزان العدالة بل ويحافظ عليه . واخيرا اقول تحية لكل العاملين في الصحة من الوزير حتى الخفير ومن الطبيب في البشير مستشفى الالم ونكران الذات الى اخر عامل او مراسل يقدم خدمة ولكن ليكن مفهوما ان الطبيب هو عنوان ورمز العملية العلاجية وكما قال بعض السياسين لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا ولا نصر بدون بغداد الرشيد فانا اقول لا قطاع صحي بدون وزارة الصحة ولا وزارة صحة دون مستشفى البشير .

وسلام على كل الزملاء وادعوا نفسي واياهم لمزيد من العطاء والبذل فهذا الوطن وهذا الشعب يستحق ان نخدمه بحدقات العيون واقول لبعض الاعلام الذي باع ضميره او استبدله بقطعة كاوتشوك اتق الله في الوطن والقطاع الصحي وفي نفس الوقت تحية اكبار واعزاز للاعلام المهني المنصف والذي ينقل الحقيقة دون تهويش والى لقاء قادم بعون الله .

– عضو مجلس نقابة الاطباء 1997 - 2016



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات