على مثل ناصر الدين تبكي الامم


جراسا -

حدثني عمي انه وفي بداية ثلاثينيات القرن الماضي , وفي صباح احد ايام الدراسة في المدرسة الوحيدة في معان , حاضرة الجنوب , وواحة البادية المتربعة على عرش اولى المدن الاردنية المستقبلة للثوار من ابناء الوطن العربي الكبير , دخل الى الصف فتى بهندام ليس كهندامنا واقرب للباس أهل الشام منه للحجاز , سأله المدرس عن اسمة ومن اين فأجاب بنبرة واثقة وبلغة عربية فصحى , انا ناصر الدين الاسد من الوطن العربي الكبير . ابهرنا بإجابته وثقته بنفسة ومعرفته الواسعة للشعر العربي القديم والحديث ,ولم يملك المدرس الاّ ان قال جعلك الله من الناصرين لدينه واسد في الدفاع عن الاسلام والعروبة, ثم اننا خرجنا من غرفة الدرس في الفسحة بين الحصص , وبدانا نلعب كعادة الصغار , الاّ اننا ومنذ ذلك اليوم اصبحنا نستمع لأ شعار فطاحلة الشعر العربي الذين عرّفنا عليهم ناصر الدين .

ولمّا كان العلم والجامعات العريقة متوفرة في قاهرة المعز ,سافر ناصر الدين اليها ليبهر أساتذته الكبار في جامعة فؤاد الاول بمعرفته الواسعة بعلوم اللغة العربية وثقافته التي قل نظيرها بين الوافدين من بلاد الشام في تلك الايام واصبح بفترة قصيرة من الاعلام البارزين من بين طلبة الجامعة الذين يشار اليهم بالبنان . ثم انه لم يدر بخلده عندما اختار موضوع الشعر الجاهلي والتحقق من ان هذا الشعر الذي يدرس هو فعلا الشعر الذي قيل في العصر الجاهلي , انّه يناكف عميد الادب العربي طه حسين , الذي اصبح فيما بعد من اعز اصدقاء ناصر الدين .

انتظرته المملكة الاردنية الهاشمية الفتية ليكون اول واهم مؤسس واول رئيس للجامعة الاردنية التي تفاخر ان مثله ارسى فيها قواعد الدراسة الجامعية المثلى , ويشهد على ذلك خريجي هذه الجامعة العريقة الذين ارسو البناء في الاردن وخارجة

عشرات الكتب ومئات المقالات , والاف المحاضرات والندوات التي كتبها او القاها العلامة الكبير التي ستبقى منارة يستنير بها كل من اراد ان ينهل من معرفة الاسد الذي رحل عن دنيانا بجسده ولم يرحل بعلمة وفكره وكتبة . يا ايها العلامة الكبير لن ينساك كل من قرا لك ولو سطرا او استمع الى محاضرة او شاهد لقاء لك على التلفاز او استمع الية بالراديو , فانت من الناس الذين لا يمرون كمجرد رقم ينتهي بنهايتهم .

رحمك اللة وجزاك عنا خيرا للعلم الذي ابقيته خلفك لينتفع منه كل طالب للمعرفة .


د. عودة ابو درويش -  معان



تعليقات القراء

ميسر
رحمه الله وغفر لنا وله ......
وعتبي على التلفزيون الأردني والإذاعه والصحف...وغيرهم من وسائل الإعلام اللتي لا تولي الإهتمام لأمثال العلامه الراحل ولا تعرّف أبنائنا بهؤلاء العمالقه.........
22-07-2015 02:27 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات