خيارات بغداد الصعبة


جراسا -

كان أول عمل (غبي) قام به بول بريمير بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 هو حل الجيش العراقي, متجاهلا بذلك كل النصائح المقدمة له من أصدقائه في واشنطن وحتى(العرب), السعودية, بالإبقاء على الجيش, وكانت حجته (السخيفة) آنذاك إن الجيش العراقي يدين بالولاء لصدام ولحزب البعث العراقي وهو ما لا يريده يومها.

حل الجيش العراقي في 23 أيار 2003, وتم تسريح 400 إلف عسكري عراقي اي ما نسبته 10% (2.5 مليون ) من مجموع السكان هذا إذا ما تم احتساب العائلات التي يعول الجيش العراقي آنذاك, ليتشكل يومها احتياط هائل من المقاتلين العراقيين اللذين التزموا بمقاتلة الأمريكان مع القاعدة وغيرها في العراق....... (حاضنة داعش الأولى).

بعد ذلك فشلت الإدارة الأمريكية, والادارة المحلية العراقية بتشكيل جيش نظامي قوي حيث أراده الأمريكان جيش بوليسي لا يشبه الجيش العراقي القديم والحكومة العراقية ارادته كذلك جيش متواضع لا تتعدى واجباته الامن الداخلي العراقي .

في أواخر العام 2006 تم تشكيل مجالس الصحوة لمواجهة القاعدة في العراق, وكانت البداية في الانبار غرب العراق وبعد النجاح في مقارعة القاعدة انتشرت إلى المحافظات الأخرى مثل نينوى وصلاح الدين وديالي حتى أصبحت قوة لا يستهلان بها يصل تعدادها إلى أكثر من 90.000 مقاتل محترف تم تزويدهم بالمال والسلاح, ونجحت(حينها) في تحديد خطورة القاعدة وعملياتها في العراق, وكان جل أبناء الصحوات من السنة (80%), واللذين يملكون خبرة عسكرية لا تستهان بها, وجزء يسير منهم (20%) من الشيعة العراقيين ممن سبق لهم وان خدموا في الجيش العراقي.

بعد نجاح الصحوات في العراق, وازدياد قوتهم كان من المفترض إن تحتويهم الحكومة العراقية (نوري المالكي) ضمن الجيش العراقي, إلا إن لدى الحكومة آنذاك أجندة أخرى و(املائات ايرانية), وعوضا عن ذلك تم تجنيد 30.000 منهم فقط في القوات العراقية بين جيش وقوات امن, والباقي تم الاستغناء عنه ورميه بالشارع لا بل وطال بعضهم القتل والتصفيات........... (حاضنة داعش الثانية).

ما يقارب 60.000 مقاتل عراقي من الصحوات تم تهميشهم وتجريدهم وملاحقتهم, ليقوموا بعد ذلك بتشكيل نواة تنظيم (داعش) في العراق, ولينقلب السحر في العراق على الساحر.
اليوم ليس إمام بغداد الكثير من الخيارات التي يمكنها استخدامها وقد ينتظرها الاصعب على ابواب بغداد للأسباب التالية:
1. الحكومة الأمريكية لن تشرك إي من قواتها في محاربة (داعش العراقية) بريا, ومن المؤكد أنها ستكتفي بالتسليح والتدريب في أحسن الأحوال.
2. تسليح الجماعات السنية العراقية ترفضه الحكومة المركزية العراقية, (لا ترغب بتكرار تجربة الصحوات) ولا ترغب أيضا بان يقوم احد بذلك عوضا عنها,(أمريكيا, الأردن).
3. الأحزاب الأخرى (المذهبية), الشيعية المتطرفة وغيره المدعوم من إيران خيارلا تدعمه الولايات المتحدة ولا حتى الدول الأخرى المتعاطفة مع بغداد كونه يغذي الحرب المذهبية بين السنة والشيعة في المنطقة ككل, ولا يخدم مصالحها.
4. القوات العراقية الحالية تجد صعوبة في صد تقدم قوات داعش باتجاه بغداد, وذلك لعدم كفاءتها ولا حتى تسليحها.
5. ايران, وان ترغب, الا انها مشغولة في سوريا حتى النخاع, واليمن, والعراق, وقد لا يكون على سلم اولوياتها الخوض مباشرة في حرب مع داعش العراقية.
ألان تحشد الحكومة العراقية باقي جيشها حول بغداد وتحشد داعش قواتها لمهاجمة بغداد, بعد ان نجحت في الرمادي وغيرها, الساعات القادمة ستكون حبلى بالاحداث المهمة على الجبهة العراقية, فلمن الغلبة ؟ دعونا ننتظر.
خالد منصور العلي الخلايلة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات