إشهار كتاب" لظى المواجع وندى البدائع"

الكاتب حنا ميخائيل سلامه

جراسا -

"إن الشرق لن ينصفه العالم ما لم يبدأ هو بإنصاف نفسه" بهذا القول أنهى مؤلِّف كتاب "لظى المواجع وندى البدائع" الكاتب الباحث حنا ميخائيل سلامة نعمان كلمته في حفل الإشهار الذي جرى مساء السبت الماضي 16/5 ، في المركز المجتمعي المسكوني بعمَّان . والكتاب من القطْع الكبير ضم بين دفتيه ثمانية موضوعات ومائة جاءَت في مائتين وستٍ وستين صفحة. وجاء في كلمة راعي الحفل رئيس "جمعية التغير المناخي وحماية البيئة الأردنية" المفكر اللواء المتقاعد منصور أبو راشد "إن الكتاب الجديد يُعد مخزناً من الموضوعات الحيوية الكثيرة الدَّالة على دقة ملاحظة المؤلِّف وبمقدار حرص المؤلّف على سلامة المواطن وأمن بلدنا العزيز وكما جاء في بعض المقالات ومنها "ازدياد عدد جرائم القتل، أسلحة فردية غير مُرخصة، هل من حملةٍ لمصادرة الأسلحة من المركبات؟، نجدهُ حريصاً يُركزُ في عدة مقالات على واجب الإنسان نحو بيئته، ويقرع ناقوس الخطر محذراً من ممارسات التعدي على البيئة". وأضاف: إن هذا الإنجاز يخدم الأردن بمصداقية رفيعة المستوى، وأناشد من يعنيهم الأمر إيلاء موضوعات الكتاب الأهمية التي يستحقها مَجهود المؤلِّف، الذي تـَرَفَّع عن جميع الإغراءات التي عُرضت عليه كي لا يكشف خللاً هنا وفساداً هناك، بل رفض أن يتقاضى أيّ أجرٍ على مقالاته طيلة السنوات ليبقى قلمه حُراً نزيهاً وكما عرفناه". وكان رئيس المركز المجتمعي المسكوني القس سامر عازر راعي كنيسة الراعي الصالح الانجيلية اللوثرية قد رحب بالحضور منوهاً" إلى أن توقيع الكتاب يجيء مع اقتراب مناسبة عزيزة علينا وهي عيد الإستقلال، كما أشار إلى قيمة الكتاب الذي يرصد الإختلالات المجتمعية والظواهر السلبية" .
وتحدث في حفل الإشهار مجموعة من الأكاديميين وعلماء الدين والخبراء المختصين. وجاء في كلمة أستاذ الأدب العربي الباحث الدكتور حسن المبيضين: "إن كتاب لظى المواجع وندى البدائع يستحق أن يكون سجلاً وطنياً بإمتياز بما يتضمنه من مقالات تتناول الشأن العام بتفصيلاته السياسية والإجتماعية والإقتصادية، إذ يتناولها بصورة النقد البناء الهادف إلى الإصلاح بعيداً عن تجريح الذوات القائمين على هذا الشأن وبعيداً عن نكران الإيجابيات الكثيرة الموجودة في شؤون وطننا كله، وهو إذ يتعرض إلى هذه الأمور جميعها بأسلوب ثقافي فكري وبرؤية أدبية شفافة ليعمل في اتجاهين إيجابيين أحدهما الإشارة إلى الإيجابيات وتعظيمها والتنبيه إلى السلبيات والتحذير منها، والآخر إضفاء تلك الروح الأدبية على سلوكنا أثناء النقد البناء الذي لا يزعج أحداً." واستهل سماحة الشيخ مصطفى أبو رمان كلمته ببيت شعرٍ لصديقه شاعر الأردن الكبير سليمان المشيني يقول فيه: "إنا لنفخر أن نكون بموطنٍ فيه المسيحيّ والمسلم أخَوَانِ" ثم أضاف "إن من علمني حب محمد هو عيسى ومن علمني حب الوطن عيسى ومحمد ومن عشت معه حياة الحب هذه هو الأستاذ حنا حيث جسدنا هذه المحبة سوية بين المسجد والكنيسة والأصدقاء من كافة الأطياف بترجمة حقيقية، وإزالة للحواجز، ووطنية صادقة، وعيشٍ مشترك وتآلف ومحبة" ثم ضرب سماحته على ذلك بعض الأمثلة من الواقع في تطبيق عملي"لرسالة عمان" التي تجسد هذه المعاني. وجديرٌ بالذكر أن الكتاب تضمن موضوعات منها ما يتعلق بآليات الارتقاء بالحوار بين أتباع الديانات، كما سلط الضَّوء على المآخذ القائمة وضرورة أن لا يكون حكراً على الوجوه نفسها في المؤتمرات والسعي للترويج الاعلامي ،بل تفعيله على أرض الواقع.
وأشار أستاذ الأدب والنقد العربي الحديث الدكتور أسامة شهاب: "إن الأديب حنا ميخائيل سلامة يكتب ويعبر عن موقف إنساني واجتماعي مؤلم، إنه يضع إصبعه على الجرح، والجرح كبير وقافلة الوطن كبيرة والمشيعون كثيرون لتجعل من يفسد ذوق الأمة ويقسِّم المقسم بين أبناء الشعب الواحد.. إن كتاباته تجعلنا على قدر واعٍ من محاكاة الواقع والضغط على دمامله الكبيرة المؤلمة.. وكتاباته أٌقرب ما تكون إلى السهل الممتنع وهو أسلوب عربي جميل، آسر، عرف به عميد الأدب العربي طه حسين.. إن أخي حنا يكتب بصدق وحرارة وهو لا يكتب دون تأثير وإنفعال لموقف إنساني أو إجتماعي أو أدبي.. إذاً في مفهوم النقاد هناك الدفقة الشعرية والشعورية التي ما زالت هي مسيطرة على أدب صاحبنا وهذا أجمل بكثير من ما يسمى الشعر المنثور أو النثيرة كما أطلقه عليها الأديب اللبناني أنسي الحاج".
ثم ألقى سماحة الشيخ عوني جدوع العبيدي إمام وخطيب مسجد الأبرار كلمة جاء فيها "يطل علينا إشهار هذا الكتاب في ذكرى الإسراء والمعراج ومن البقعة التي مر منها إلى السماء الكثير من الأنبياء، وحول المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، ستبقى الكنيسة، كنيسة القيامة بجوار المسجد الأقصى، وسيبقى أهل بيت لحم بجوار أهل الخليل، وسيبقى أبناء هذه الأمة على مختلف المنابت والأصول والأديان والمذاهب أمة واحدة في بلد الحشد والرباط، النموذج الأسمى في زمن التخلف، وبقيادته الجامعة الهاشمية". ثم لفت الأنظار لجهود المؤلف وانفتاحه على الجميع لما فيه مصلحة بلدنا .
وجاء في كلمة أستاذ التربية الباحث الدكتور ادوارد عبيد" إن عمق تحليل الظاهرة هو ما يميز الكاتب، كما أن قدرته على الإقناع هي المفتاح الذهبي للتأثير في نفس القارئ. وركز على أن الظاهرة السلبية التي تتجاوز القوانين تصبح بمرور الوقت حقاً مكتسباً وبمرور الزمن تصبح ظاهرة ايجابية في نظر الكثيرين. وبيَّن أن موضوعات الكتاب تشكل عناوين بارزة ومداخلَ مهمة لدراسات اجتماعية لمعرفة حجم كل مشكلة مطروحة ومداها لوضع الحلول الناجعة لها من الجهات المختصة. وأشار إلى أن نسبة 4% من المقالات حملت عناوينها إشارات تحذيرية يوجّه الكاتب فيها وينبه ويقرع الجرس لتجنب مضاعفاتٍ أو وقوع مشاكل أخطر وأكبر مثل: احذروا، افتحوا عيونكم، احْذروهُنَّ..لاتخنقوا..، ونسبة 13% هدفها تسليط الضَّوء على مشكلة موجودة وممارسات حدثت مثل: في ظاهرة، في مسألة، في تحويل، في تعريض، في مشكلات، في ضرورة، في غياب، في باب الخ.. و17% ابتدأت بتساؤلات مثل: هل مِن، ما جدوى، هل حققت، أين الخطط، أين الرقابة الخ.. وتطرح هذه المقالات قضية على شكل سؤال مباشر لقضية يعاني منها المواطن وتحتاج إلى إجابة مباشرة من المسؤول لحسم القضية ضمن الأنظمة والقوانين. ونسبة 17% لتنبيه المسوؤل مباشرة حول موضوع لم يلق الاهتمام المطلوب". كما تناول مُفصِّلاً "المقالات ذات الطابع التربوي وتشكل 7% ، وهي تُعنى بالأمور التربوية فتبرز دور التربية في خدمة المجتمع، وأن التقصير في هذا الدور يزيد من تفاقم المشاكل الاجتماعية بما ينعكس سلباً على المجتمع كله " . أما العناوين ذات الطابع البيئي فشكلت نسبة 13% من المقالات، وغطى29% من الكتاب عناوين مختلفة تمس حياة المواطن وقضاياه بشكل مباشر".
واستعرض المفكر الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم العطيات في كلمته تاريخ الحضارة منذ ابتدأت الكتابة واعتبرها "أعظم مُنجزٍ إنساني اخترعه الإنسان" وأضاف "أن الكتابة والكلمة أسهمتا في صنع تاريخ الإنسان على الأرض،والحضارة الإنسانية مدينة للكلمة كما هي مَدينة للكهرباء" شارحاً الأسباب. كما شرح تساؤلاً طرحه: لماذا كانت الكلمة هي الجامعة؟ ولماذا كان الكتاب وكانت الكلمة هي مُحدِثَةٌ للحضارة؟ وتوقف عند مُفكرين من الغرب والشرق أسهموا في بناء الحضارة الإنسانية "مُعتبراً كتابات الأديب حنا شجاعة حضارية وتنويرية ومقالاته الواردة في كتابه الجديد حافِزة باعِثة على الإصلاح والتغيير فيها حرارة وشجاعة ووعي، وان الهاجس المعرفي والهاجس الإصلاحي يتملكان المؤلّف كما أن مقالاته هي في جوهر مشكلات الإنسان العربي والإنسان الأردني". وتوقف الدكتور العطيات عند مقالات تتعلق بسرقة الأفكار والسطو على كِتابات المُجدِّين ومؤلفاتهم ومقالاتهم وهذه الجريمة لا تقل خطورة عن سرقة المال العام،ثم استعرض مقالات تتعلق بكثرة المؤتمرات وحفظ توصياتها في الدروج، وعن الأسلحة النارية، والجريمة، ووقوع الشباب فريسة لتجار المخدرات بما يُفسِدهُم وخطورة الأمر على المجتمع كله .
وألقى الأديب الشاعر محمود عبده الفريحات قصيدة استعرض فيها ببيان رائع" فن المقالة المائِز عند الأديب سلامة وأسلوب القلميّ المتدفق بالمشاعر كونه يعيش الحَدَث ويتفاعل معه" . وكان أدار نشاط الإشهار وتحدث فيه أستاذ التاريخ السياسي الباحث عبد القادر الحداد، واختُتِم بكلمة مؤلِّف الكتاب فبيَّن أن "لظى المواجع وندى البدائع" يكشف المزيد من القضايا والممارسات والظواهر والسلبيات التي كان يرصدها بنفسه ويحيط بجوانبها قبل أن يسدد قلمه للكتابة فيها وعن السُّبُل الملائمة لمعالجتِها"وأضاف" إن البقاء ضمن جمهرة المتفرجين وإشاحة النظر عن القضايا والمشاكل والسلبيات كما يفعل بعض حَمَلة الأقلام كي لا يخسروا قنوات الود والمنافع التي تربطهم مع الجهات صاحبة الشأن مسألة لا تروق له، وعليه وجد نفسه أمام مسؤولية ضميرية تُحتِّم عليه الكتابة في قضايا الناس وهمومهم بعد دراسة وتأكد أنها تستحق بذل الجُهد الشخصي لإيصالها لِمن يعنيهم الأمر مع حرصه على أن تكون مقالاته بطابع أدبي جميل، لتكتسب في بنائها صفة الديمومة وتعمَّ الفائدة المرجوة منها." وأوضح "أن اشتغاله بالنقد لا يعني إغفاله لمُنجزات مُشرقة تحققت على أرض الواقع مشيراً لمقاله بعنوان "من يقف وراء تحويل الأنظار عن مُنجزات الأردن؟" مُضيفاً "أن صون حياة الناس والمحافظة على المقدرات والانجازات والاستقرار في الفترة العصيبة التي مرَّ بها الأردن قد تم بحِلمٍ وحِنكة لذا أودع الكتاب مقاله بهذا الخصوص وعنوانه "كلمة حقٍ بحق العيون الساهرة فلتُصغ النفوس". ويشكل الكتاب كما جاء بكلمة المؤلف "مرجعاً مفيداً للجهات الرسمية لمزيدٍ من التطوير والتحسين والإصلاح، كما يمكن الاتكاء عليه للباحثين والدارسين والمـُهتَمِّين".
وإزاء ما يجري في المنطقة أورد مؤلف الكتاب في كلمته قولاً يُعبر عن حال الأمة وكان دونه في مذكراته قبل سنوات طويلة :" إن الشرق لن ينصفه العالم ما لم يبدأ هو بإنصاف نفسه " جاء هذا وهو يُعلن ألمه لما يجري في المنطقة من سفك دماء وتهجيرٍ وخطف وهدم لمنجزات الأمة بالإضافة إلى "تفخيخ القلوب وتلغيم العقول ".ثم وقع المؤلف الكتاب وأهداه لجميع الحضور وكما انتهج عندما أشهر كُتبه الأربعة السابقة: "مرصد الظواهر وقبس الخواطر"، "ناقوس الظواهر وريحان الخواطر"، " الخيار الأسمى ومشاهد حياتية "،" عنبر الكلام في صيد السهام ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات