خطب الجمعة مشابهة من حيث المبدأ لأحلام مستغانمي


بقلم البراء شلش - إنّ الشخصيّة العربيّة متعرّضة غالبا إلى التخويف من الله بطريقة غريبة عجيبة ! .. و أنه سيعذبنا عذابا أليما و يلعننا و يحرقنا في جهنّم و يجعل حياتنا سوداء معتمة إذا لم نلتزم بالدين و نتّبعه كما يريد منّا إمام المسجد أو خطيب الجمعة أو الشيخ الجميل على القناة التلفزيونيّة الفلانيّة ..

هذه العمليات المخيفة التي يتعرّض لها الإنسان العربيّ ستتحوّل مع الوقت إلى جزء من تكوينه , و كذلك جزء مهمّ من موروثه الثقافي عن الدين .. و هو كلّ ما يملكه عن دينه ! .. فعندما نلعب مع الإنسان العربيّ لعبة ما أول ما يخطر ببالك عند سماع كلمة " دين " فإنّه سيمطرك بجمل و مصطلحات مخيفة تصيبك بالذعر ..

مثل " عذاب القبر موجِع " .. " الله سيحرقنا " .. " جهنّم سوداء قاتمة " .. " الموت للأغنياء " ..
لا نختلف مع هذه المصطلحات بادئ الأمر ! .. لكنّنا نريد الجانب المشرق من الدين ! .. الجانب الحيويّ المُريح .. الجانب الذي به تتطمئنّ القلوب و تحيا هانئة ! .. الجانب الذي يتوقّف عن استغلال الحاجة البشريّة المتمثّلة بالخوف من العقاب ! ..

و إذا أردت أن تعرف عن ماذا أتحدّث فلاحِظ " بسطة " من الكتب الدينية الموجودة على أحد الأرصفة .. و ستجد العناوين التي أحدّثك عنها ..

إن سياسة الترهيب هذه واقعة أساسا بسبب تصدّر شيوخ الكراهية عديمي الثقاقة و الفائدة للمنابر .. و صياحهم الجشع في وجوه الناس ليلا و نهارا .. و غياب الفئة المثقّفة منهم إما في القاع أو في أفواه المشاتمين من الأغبياء ..

و المصيبة الكبرى ! .. أن أسوأ ما تُحدثه هذه العمليّات في عقل الإنسان العربيّ هو " التبلّد " .. و غِياب الخوف مع مرور الوقت بسبب الأُلفة ! .. فعندما يألف الإنسان الخوف يفقده .. ثمّ يبدأ الانحدار مع العامّة إلى الطرف الآخر من الحياة ..
طرف أحلام و مهنّد و نور أقصد ! ..

لا فرق بين أحلام مستغانمي و المسلسلات التركيّة و الأفلام المصريّة , كلّها تستهدف الرعاع و الهَمَج .. و تستغلّ الحاجات الملحّة الثانية في دواخلهم .. و هي حاجة " الحبّ " .. رغم ضعف الإخراج في المسلسلات التركيّة وسوء الدبلجة إلا أنها مقبولة بشكل كبير جدا بين الأوساط العامّة ! .. لأنها قصص تمسّ جانب كاذب في نفس الإنسان .. " أحبّك و تحبّني .. و لا تتركني من فضلك .. " 

أكثر الاوتار حساسية عند الإنسان - العربيّ - خاصّة هما " الدين و الحبّ " ! .. فالصنف الأول يلعب على وتر الدين .. و الصنف الثاني يلعب على وتر الحبّ ! ..

الإنسان العربيّ بين فكّيْ وحش ! .. لن يتخلّص منه إلا بالثقافة !!



تعليقات القراء

Moe Warkov
جميل في البداية و عنيف في النهاية
21-05-2015 11:28 AM
ابو ضياء
موضوع جميل لكنه منسي في الخطاب الثقافي علماان كل الظواهر التي تمسخ قيمنا هي نتاج هذاالعنف من مشايخ الدجل في وصف الله (يحرق،يزلزل،يعذب،يخسف) اين جانب الرحمه والحب والمغفره وكتاب الله مليئ بهذه المعاني
23-05-2015 09:51 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات