يا رئيس الوزراء يقول لك الشعب لا تلعب بالنار


قَدَرُ الشعب الأردني العريق أن يُبتلى بين فترة وأخرى بحكومة لا تبالي بما يعانيه هذا الشعب الأبي من أزمات أو ضغوطات، ولكن هذا الشعب الكاظم الغيض والصابر على المُر والقابض على الجمر مبتلى هذه المرة برئيس وزراء يزعم أنه من جهابذة الاقتصاد، فضلا عن كونه من دُهاة السياسة.

رئيس الوزراء في الحكومة العادية غير المنتخبة جاثم على صدور الشعب الأردني المأزومة أصلا لفترة ثانية دون أن يرى الشعب من حكومته على مدار السنوات العجاف الماضية تطبيق أي برامج تنموية تُذكر، أو يَلحظ تحقيق أي أهداف سامية رسمها للحكومة القائد المحبوب عبد الله الثاني.

وكأن بين رئيس الوزراء وبين جيوب الفقراء من الشعب الأردني الكريم حساسية كبيرة، يراها البعض أنها ترقى إلى درجة الثأر من هذا الشعب المنتمي لأمته والوفي لقائده، فالأخ أبو زهير ما فتئ يرفع أسعار المواد التي من شأنها ارتفاع كل احتياجات المواطنين الأردنيين، وأبرز هذه المواد ما يتعلق بالوقود والمحروقات، وربما من أكثرها ضرورة لهذا الشعب الأردني الكاظم الغيض والصابر على المُر القابض على الجمر ما يتمثل في أسطوانة الغاز.

الاقتصادي المخضرم الدكتور عبد الله النسور لم يكتفي "بشعللة" أسعار الوقود والمحروقات وأسطوانة الغاز والكهرباء وغيرها من ضرورات معيشة المواطن الأردني، بل يراه الشعب الأردني يدق بين فينة وأخرى على طبول رفع أسعار رغيف الخبر ولقمة العيش، وها هو يُدندن الآن مرة أخرى لرفع أسعار قوت الشعب الكادح من جديد، وذلك غير آبه بأن هذا الشعب لم يعد قادرا على تدبر أمور معيشته اليومية.

رئيس الوزراء يتخفى وراء فتات هزيل من دنانير معدودة يرى هو فيها أنها تمثل دعما للشعب الأردني للتعويض عن الارتفاع الكبير لأسعار المواد الأساسية، ولكن الأخ أبا زهير ربما لا يدري أن محاولة إقدامه على رفع سعر الخبز هذه المرة سيكون لها تداعيات وآثار، لا يحل أمرها الجاهات ولا الدعم بالدينار.

يا رئيس الوزراء كنا قد قلنا لك في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2012م عبر مقال باسم الشعب الأردني الكريم إن "رَفْعُكَ لأسعار المحروقات وغاز الطبخ والتدفئة ما فتئ يتسبب في التهاب أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية الأخرى بشكل لم يعد يطاق يا رئيس الوزراء في الحكومة العادية غير المنتخبة، وإن قرارتك الهوجاء وغير المدروسة هذه لا تزال تزيد في احتقان هذا الشعب الكريم بصفاته أعلاه، ومن يدري إذا كانت الأوضاع ستنفجر بشكل مفاجئ، فتكون يا رئيس الوزراء غير المنتخب تسببت في ثورة شعب جائع أو اقترب من الجوع، وربما في ضياع وطن أو خرابه، وأنت تدري!

ثم كم تود حكومتي، حكومة الظل الأردنية التي أتشرف بخدمتها أكثر من رئاستها، أن تلفت باسم الشعب الكريم انتباه رئيس الحكومة العادية الدكتور عبد الله النسور، وذلك لاستخفافه بكرامة وشرف ونبالة الشعب الأردني الكريم الكاظم الغيض والقابض على الجمر والصابر على المر، وذلك عند تصريح النسور في أحد اللقاءات مع إحدى القنوات الفضائية في أعقاب رفعه للأسعار قبل سنوات بأن "الشعب الأردني يُرعبه ما حصل في الأقطار الأخرى".

وأما ما يود الشعب الكريم أن يُذَكِّرك به أكثر يا رئيس الوزراء غير المنتخب، وذلك كي تضعه وساما على صدرك بصفة مستمرة، فهو الذي يتمثل في ضرورة أن تعي وأن تدرك على الدوام بأن الشعب الأردني الكريم، شعب عريق وشجاع ولا يهاب ولا يخاف، وهو أبدا لا يخشى الردى أو يرتعب من النوازل."

وبقي القول إنه يمكن القول إن الحكومة العادية غير المنتخبة التي ترأسونها ربما تتصف ببعض الذكاء والدهاء، وذلك لأنها ربما تمكنت من إلهاء الشعب الكريم بقوت عيشه، ولكن ليعلم رئيس الوزراء غير المنتخب أن المثل الشعبي القديم الذي كان يقول "جَوِّع تَشلْبَك يِلْحَقَك أو يِتْبَعَك"، لم يعد ينطلي أبدا على الشعب الأردني الكريم، وإن الشعب الأردني يقول لك هذه المرة أن حذاري، حذاري، أن تقترب حكومتكم من أسعار رغيف الخبز بأي زيادة أو ارتفاع، ذلك لأن غالبية شرائح هذا الشعب مستورة، وكل قُوْتٍها هو رغيف الخبز وكأسا من الشاي، بعيدا عن ما يأكله بعض الشريحة المخملية من أصناف البسكويت أو يشربه من كؤوس أخرى، وذلك على حساب لقمة عيش المواطن!

يا رئيس الوزراء، لقد ناشد الشعب الكريم قائده المحبوب عبد الله الثاني في أكثر من مناسبة ومن خلال أكثر من منبر بضرورة إقالة حكومتكم العادية غير المنتخبة، وذلك لفشلها الذريع في أكثر من ميدان حيوي، ولكن هذا الشعب الكريم الكاظم الغيض والصابر على المُر والقابض على الجمر لا يجد لصوته من صدى! ولعل تعليل ذلك يتمثل في أنه إما أن مدير المخابرات الأردنية الأخ فيصل الشوبكي لا يرفع للقائد المحبوب صدى أنين شعبه وأزيز احتقانه بالشكل الدقيق والصحيح، أو أن القائد المحبوب متريث مع هذه الحكومة حتى "نلحق العيّار لباب الدارّ"!

وخلاصة الكلام، فليعلم رئيس الوزراء غير المنتخب أن العبث بأسعار خبز المواطن يعتبره الشعب الأردني خطا أحمر، ولكنه يختلف عن خطوط أوباما، ثم فليعلم الأخ أبا زهير أن ثورة الجياع إذا ما اندلعت، فإنه لا يوقفها تحالف دولي ولا حتى كوني، وذلك لأن المثل الشعبي يقول إن "الجوع لكافر"! فيا رئيس الوزراء يقول لك الشعب هذه المرة أن لا تقترب من أسعار الخبز بأي زيادة أو ارتفاع، أو بلغة أخرى يا رئيس الوزراء، يقول لك الشعب هذه المرة: لا تلعب بالنار.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات