جراسا -

خاص - عقب اثارة "جراسا" لفضيحة التلفزيون الاردني وتناقلتها من بعدها كافة وسائل الاعلام لا زال صدى الحادثة يتردد بين الأوساط الشعبية التي عبرت عن غضبها عن ما بث في حلقة يسعد صباحك والتي تضمنت دعوة مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس للتفاخر بالنبيذ الأردني وشرائه .

فانتقدت  رابطة علماء الأردن في بيان وصل "جراسا" حديث الزبن عن الفائدة التي سيجنيها الاردن جراء صناعة النبيذ، معتبراً أنها "عملة صعبة مشددة على أن مثل هذه الدعوة مرفوضة شرعا وعرفا من مسؤول رسمي مسلم .

وتاليا نص البيان كما وردنا :

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن رابطة علماء الأردن 5-5-2015
الأردن مصنع للعقول لا مصنع للخمور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،

فقد تفاجأنا أمس مثلما تفاجأ عموم الشعب الأردني المعتز بدينه وأخلاقه وقيمه الإسلامية الكريمة بلقاء للسيد مدير المواصفات والمقاييس الأستاذ حيدر الزبن عبر شاشة التلفزيون الأردني، والذي تحدث فيه عن تطور إجراءات المواصفات والمقاييس لدى الأردن، ومواكبتها للمستويات العالمية، وهذا أمر ممدوح وتشكر عليه مديرية المواصفات والمقاييس ومديرها العام وجميع العاملين بها ، إلا أنه عطوفة المدير –وللأسف –قد عرّج بعد ذلك وبطريقة مستغربة على موضوع إنتاج النبيذ وضرورة الاهتمام بذلك، وبمواصفاته، وإمكانية تصدير ذلك للخارج بما يعود على البلاد بالفائدة والعملة الصعبة، وسماه بأنه (بترول)، بل ودعا المزارعين الأردنيين إلى زراعة العنب لتحويله إلى نبيذ.

وإن رابطة علماء الأردن ، لتستنكر هذا التصريح الذي يتنافى مع ثوابتنا الشرعية، وقيمنا الإسلامية ، ومرتكزاتنا الوطنية ، وإننا لنربأ بدائرة المواصفات والمقاييس وبمديرها العام الذي نحترمه ونقدر له مواقفه السابقة في الحفاظ على أمن الوطن سلامة المواطن أن يصدر عنه هذا التصريح المستنكر ، وذلك لما يأتي :

أولا :أنه لا يقبل أن يصدر عن مسئول رسمي في بلدنا المسلم الذي يعتز بدينه وقيمه وبقيادته الهاشمية التي تنتسب إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يروّج للخمور ويدعو إلى تصنيعها والاتجار بها وبصورة علنية وعبر وسائل الإعلام الرسمي؛ حيث وصف الله تعالى الخمر في كتابه الكريم بأنها رجس من عمل الشيطان فقال سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) } ونبّه القرآن الكريم بأن من خصائص آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تطهرهم من الرجس واجتنابهم له وبعدهم عنه ، فقال تعالى :{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) ، وإنه لا يليق بالأردن الذي طهّر الله قيادته من الرجس والفساد ، أن يدعو أحد المسئولين فيه ليصبح الأردن –لا قدر الله - مصنعا للرجس ومنتجا للخمور بل ومصدّراً لها إلى دول العالم !
ثانيا :إن الدعوة إلى الترويج لصناعة الخمور والتشجيع على إنتاجها لتكون مصدرا من مصادر الدخل القومي يتعارض مع الدستور الأردني الذي ينص على أن (الإسلام هودين الدولة ) ، ولا يجوز لأي مسئول أردني أن تتعارض قراراته وتصريحاته مع مقررات الدستور ومقتضياته وموجباته .

وإذا كانت السيئة بحد ذاتها سيئة فإنها تكون اسوأ عندما تصدر من المسئول الذي ينبغي أن يكون قدوة لغيره في احترام الدستور والعمل به الحفاظ عليه .

ثالثا: إن الأردن الذي تميزت مسيرته المعاصرة بأنه مصنع اللعقول المبدعة ومنبت للكفاءات المتميزة ليأبى أن يمسي مصنعا للخمور ينتج ما يذهب العقل ويصدّر للعالم ما يفسد الحياة والصحة ، بعد أن كان يرفد الأمة بالطاقات العلمية الفذة والعقول المتميزة التي ساهمت في بناء الأوطان وإعلاء شأنها وتحقيق نهضتها وازدهارها .

وأخيرا فإن طلب الرزق لا يستجلب بمعصية الله تعالى ، وتحقيق التنمية الاقتصادية لا يتحقق بما يخالف أخلاقنا وقيمنا الإسلامية الأصيلة ، وإن البلاد التي تستظل بشريعة رب العالمين وهديها ونورها هي البلاد التي تعيش حياة الأمن والطمأنينة والرخاء الاقتصادي والاستقرار النفسي ، كما قال الله تعالى :{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) سورة الأعراف .

إننا نطالب مدير المواصفات والمقاييس أن يتراجع عن تصريحه بل أن يعتذر عما بدر منه ، وأن يبقى عطوفته كما عهده الجميع من قبل حريصا على سلامة المواطن ومحافظا على سمعة الوطن ، وإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل .

والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل .
والله من وراء القصد
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

رابطة علماء الأردن
16 رجب 1436