جراسا -

خاص - بدأت ملامح التحالفات الانتخابية في نقابة أطباء الاسنان في التبلور منذ الاعلان ليل السبت الاحد عن اشهار قائمة العمل النقابي بقيادة الاتجاه الاسلامي، رغم ما وردنا من تحفظ لبعض القوة المنطوية تحت عباءة "العمل النقابي" على خبر سابق نسبنا فيه قيادة القائمة للاتجاه الاسلامي والمنشور يوم الاحد بعنوان " الاسلاميون يخوضون انتخابات "اطباء الاسنان" بالعمل النقابية .

وهنا نشير الى ان ما ورد من اساءات على لسان بعض اعضاء القائمة ومن بينهم نائب نقيب اطباء الاسنان الحالي الدكتور عبدالله الرنتيسي ردا على الخبر السابق تم رصدها لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق المسيئين مع ترفعنا عن الرد على الاساءات لثقتنا بعدالة القضاء الاردني .

وبالعودة الى تفاصيل "تحالف الفجر" ، فقد اعلنت 35 شخصية نقابية تمثل توجهات سياسية وفكرية متنوعة عن اشهار قائمة العمل النقابي ، استعدادا لخوض انتخابات النقابة أمام قائمة الوسط النقابي التي تضم نخبة من اصحاب الفكر والشباب والمستقلين تحت شعار "خطوة نحو التغيير" .

ويؤكد "الوسط النقابي" الذي يترشح عنه لموقع النقيب الدكتور عبد الناصر الخصاونة أنه جاء في هذا الوقت لكسر احتكار القوى التقليدية التي سيطرت على النقابة لعقود وايمانا منه بأن الشباب الذين يشكلون ما نسبته 70% من الهيئة العامة هم الفئة المستهدفة وهم الاقدر على قيادة التغيير.

واعتبر الدكتور الخصاونة في تصريحات صحفية نشرت اليوم الثلاثاء أن النقابة تعيش واقعا مترديا مؤكدا أن الوقت حان للقوى المستقلة الشبابية أن تأخذ دورها الحقيقي في التغيير الايجابي الذي يصب في النهاية في مصلحة منتسبي النقابة.

في المقابل ، وفي محاولة للسباحة عكس تيار الحداثة والتغيير، إلتقى الاضداد وتحالف أقصى اليمين مع أقصى اليسار لوأد نواة الانتفاضة التي يقودها "الوسط النقابي"، وقرر تيار "الاقطاعيين والعرابين" كما توصفه اوساط نقابية وضع الخلافات جانبا ، وتغليب "اعتبارات البقاء والمصالح" على اي اعتبارت فكرية وعقائدة اخرى، وحتى وان وصلت الخلافات بين "حلفاء الفجر" الى القضاء .

تركيبة أعجزت اينشتاين :

الوثيقة التي حصلت عليها "جراسا" تتضمن اعلان اشهار قائمة العمل وتحمل تواقيع اعضاء القائمة ، فجاءت التركيبة العجيبة على النحو التالي :

9 أعضاء يمثلون الاتجاه الاسلامي وانصاره، 4 يمثلون "فتح" ، 8 مستقلين ، 3 يمثلون "البعث الاشتراكي" ، 5 يمثلون "الجبهة الشعبية" ، 2 يمثلان " القومي – الناصري" ، 1 يمثل " البعث التقدمي ، 1 يمثل "الحزب الشيوعي " ، و 2 ( غير معلن) .

اذن ، عندما يكون تمثيل الاسلاميين يشكل الاكثرية في القائمة وحين يتصدر الدكتور غسان العابودي زعيم الاتجاه الاسلامي قائمة الموقعين على بيان الاشهار ، الا تكفي هذه المعطيات لنسب قيادة القائمة للاسلاميين، خاصة ان الامر لا يتعلق فقط بأفضلية التمثيل بل ايضا افضلية التنظيم.

الدكتور سامي سماوي احد الموقعين على الوثيقة وفي تعليق ارسله على الخبر السابق ، أكد ان القوى اليسارية والبعثية والقومية لم تنطو تحت عباءة الاسلاميين، وان الاسلاميين هم الاضعف تمثيلا وتأثيرا في المعادلة الانتخابية .

أما نائب نقيب اطباء الاسنان الدكتور عبدالله الرنتيسي ( بعث اشتراكي) فقد اتهم حلفاءه الاسلاميين – دون ان يسمهم – برشوة الزميل معد الخبر حتى ينسب للاسلاميين قيادة القائمة، وكما اشرنا سابقا فان "جراسا" باشرت بالاجراءت القانونية للرد على اتهامات الرنتيسي.

غياب العنصر النسائي.. وحين يتحالف نصير الفقراء مع "الاقطاعيين"

اللافت ايضا في تركيبة القائمة ، غياب التمثيل النسائي، علما أن ثمة رموز نسوية في نقابة اطباء الاسنان تمثل رقما صعبا في المعادلة الانتخابية، نظرا لما يتمتعن به من ثقة الهيئة العامة بعد ان أثبتن كفاءتهن في المواقع النقابية التي يشغلنها حاليا .

ومن بين تلك الوجوه المغيبة ، عضو مجلس النقابة الدكتورة آية الاسمر، التي تعد من ابرز الرموز النقابية الشابة المثقفة وهي صاحبة فكر مستنير وحداثي، وتملك قدرات وكفاءة تؤهلها لمواقع قيادية متقدمة في النقابة، وهذا ما قد يفسر سر اقصائها من تحالف الاضداد.

وحتى لا نقطع حبل انبهاركم، نلفت الى ان احد الموقعين على قائمة العمل يمثل حملة طلابية نالت شهرتها جراء تصديها الشرس لخصخصة التعليم ورفع الرسوم الجامعية واحتكار التعليم للاغنياء فقط !! وها هو اليوم يقف في صف "الاقطاعيين" و" اثرياء المهنة" الذين يتهمون – والمتهم بريء حتى تثبت ادانته – باستغلال المواقع النقابية التي احتكروها لعقود لمصالح شخصية ، فيما يمارس بعضهم سياسية "التوريث" ويستهدف الاطباء الجدد.

وعلى سبيل الانبهار ايضا ، فقد جدد اعضاء قائمة العمل عهدهم للهيئة العامة لتحقيق اهداف النقابة الوطنية والمهنية والانفتاح على الجميع على مبدأ المساواة... الخ ، علما ان القيادات البارزة التي جددت العهد سبق وان شغلت مواقع قيادية في النقابة من بينها منصب النقيب، ما دفع نقابي لطرح السؤال التالي : لماذا لم يحقق هؤلاء اهداف النقابة عندما كانوا في مواقع القيادة ؟! ولماذا لا يتذكرون المساواة والعدالة والانفتاح على الاخرين سوى في الانتخابات ؟؟.

لماذا غٌيب الطراونة ؟

اثار غياب اسم نقيب الاطباء الحالي الدكتور ابراهيم الطراونة عن قائمة الموقعين على تحالف الفجر تساؤلات عديدة في صفوف الاوساط النقابية، فبينما تبرر بعض المصادر المقربة من "العمل النقابي" غياب الطراونة بحساسية موقعه الذي يتطلب منه إلتزام الحياد في الوقت الحالي، تصف مصادر اخرى التحالف الجديد – قائمة العمل- بالانقلاب الناعم على الطراونة الذي قاده حلفاء الامس.

غموض ومعارك مؤجلة ..

ويبدو ان الغموض حول الموعد النهائي لإجراء الانتخابات سيخفف من سخونة المعركة العلنية بين القوائم الانتخابية .. كما سيؤجل حسم المعركة الخفية بين "ماضي النقابة" و"مستقبلها" حتى اشعار اخر .