جراسا -

خاص - قالت العرب قديما " اذا عرف السبب بطل العجب " و المتابع للحال المتردي الذي وصل اليه التلفزيون الأردني يدرك هذه القاعدة حق الإدراك بعد أن تحولت هذه المؤسسة الوطنية من أداة اعلامية يفترض أنها هادفة الى مجرد وسيلة لترويج لكل ما هو منافي للأخلاق والدين والأعراف و كذلك الى وسيلة للتسويق و التلميع التجاري لمن يصفون أنفسهم أو يقحمون أنفسهم بميدان الطب مقابل مبالغ مالية يسعى التلفزيون لتقاضيها .

برنامج يسعد صباحك الذي يقدمه التلفزيون الأردني صباح كل جمعة وقع في سقطات يستغرب أن تنطلق من مؤسسة يفترض أنها تزخر بالعديد من الكفاءات الاعلامية لكن هذه السقطات المتوالية عرت هذه المؤسسة أمام الرأي العام .

فبأي منطق يطالعنا مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس حيدر الزبن و عبر البرنامج المذكور ليفاخر الدنيا بما هو مناقض للدستور والدين والأخلاق ويقول بملء الفم " "استطعت ان اضيف النبيد الأردني على خارطة العالم، انه من الارض المقدسة من أرض الأردن المقدسة"؟.

وقارن الزبن تصدير بعض دول الجوار التي بلغت قيمتها  مليارين ونصف المليار دولار لدول الاتحاد الاوروبي من النبيذ، والصين تستورد من الاتحاد الأوروبي 14 مليار دولار"، متمنياً أن تكون حصة الأردن أكبر في السنوات القادمة.!

هل نفهم من ذلك أن هذه دعوة صريحة من قبل مدير مؤسسة المواصفات والمقاييس، وعبر التلفزيون الرسمي أن توجهوا أيها الأردنيون الى الحانات والبارات واشتروا ما طاب من النبيذ الأردني واياكم ثم اياكم أن تفيقوا و "اسكروا" حتى الثمالة ؟

و هل بلغ سيل الفقر الزبى لدرجة أن ما حرمه الله بات هو مصدر الرزق الوحيد ؟

من المعيب أن يطالعنا مسؤول رسمي عبر شاشة يفترض أنها تمثل الوطن بمثل هذه المعيبات المخجلة التي لا يجوز السكوت عنها .

وفي مشهد آخر من مشاهد المصيبة لا يقل خطورة عن الأول يستضيف البرنامج شخصية أقحمت نفسها في مجال الطب مدعيا أنه عالج المئات من حالات مرضى السرطان علما أن هذا المرض يحتاج الى مراكز مختصة بالعناية نظرا لتعدد أنواعه وتعقيداتها و الأدهى من ذلك أن التلفزيون انتهج نفس نهج المشعوذين ومدعي العلاجات مقابل أجر مادي عبر العديد من القنوات الفضائية التي كانت مشهورة بذلك وتم ايقاف بث العديد منها .

التلفزيون الأردني مرآة الوطن نحو العالم فكفى ضربات قلبت وجه هذه المرآة الى وجه كالح منسلخ عن المبدأ والقيم .