الكرسي الدوار
سبحان الله كيف صار الكرسي دوار وكان لسان حاله يقول جايك يوم او تهيئ ومع هذا ينسى البعض نفسه ويتكبر ويتجبر ظانا ويادنيا اشتدي ماحدى قدي لكن ام محمد بتقول مابكبر غير المزبله حيشاكم
نعم كثيرٌ من الناس يداهمهم النسيانُ في سن مبكرة، حتى أنَّ بعضهم ينسى نفسه، ويعيشُ حالةً من الوهم والخيال أقرب ماتكون إلى الجنون، خاصةً عندما تترافق هذه الحالة مع داء العظمة الذي يتحول مع مرور الزمن إلى جنون العظمة، وهنا بيت القصيد، إذ إنَّ هؤلاء المرضى يشكلون خطراً كبيراً على المجتمع، لا لأنهم لم يلتحقوا بمستشفى الأمراض العقلية حيث يجب أن يكونواحيث موقعهم الطبيعي بل لأنهم غالباً مايتبوؤون أماكن هامة في المجتمع أوصلتهم إليها ظروف غير طبيعية تلعبُ فيها الوساطات والمحسوبيات دوراً كبيراً في انتقاء أشخاص غير أكفياء لإدارات ومناصب حساسة تتطلبُ عقولاً نيّرة وقلوباً كبيرة وأيادٍ نظيفة، وإرادات قوية هدفها النجاح والتطوير
فتراهم مستخفين بتفكير الآخرين, مستهترين بعقولهم, رافضين آراءهم , لايعجبهم قول, ولاتقنعهم حجة, ولايرضيهم دليلٌ أو برهان. فكل من تكلّم غيرهم أفَهّ . وكل الأقلام غير أقلامهم بلا مداد, وكلُّ الأبحاث غير أبحاثهم هراء ومضيعة للوقت, فهم حجج العقل ومنهجهم صراط الحق, ومسيرتهم نبراسُ العلم والعلماء. والغريبُ أنَّ هؤلاء نسوا أو تناسوا عن قصدٍ, أو عن غير قصد, أنَّ قرار المعرفة الذي يدّعونَ بلوغه أشبه بقوس قزح, كلما حاولت الاقتراب منه تراهُ يبتعد عنك بألوانه الزاهية التي تشدّ المرءَ لمراقبتها والتمتع بجمالها. وكما أنَّ لهذا القوس ألواناً متعددة, كذلك للمعرفة طرق متنوعة ومناهج مختلفة وأشكالٌ متفرقة لايحيطُ بها عقل, ولايمتلكها فكرٌ, مهما جدَّ واجتهد وتفوّق في البحث والتمحيص.. وكما هو معروف أن لكل داء سبباً، فإن أهم أسباب جنون العظمة هو نسيان المصاب لنفسه عندما ينتقل من وضع إلى وضع آخر، ومن بيئة إلى أخرى، ومن مناخٍ إلى مناخ لا تتحمل رئتاه هواءه، ولاعيناه شمسه، ولا قدماه أرضه، وباعتبار أن التغير المفاجئ كالموت المفاجئ الأول يذهب بالعقل والثاني بالحياة فإنَّ غيابَ اللباقة والأدب والاحترام وانعدام التواضع أمرٌ متوقع من صغار النفوس الذين لاتزيدهم المناصب إلا صغراً وضعفاً وهزالاً، ورحم الله من قال: احذروا صولة اللئيم إذا شبع والكريم إذا جاع.
وحتى لاأخرج عن صلب الموضوع فإنني أرى أنَّ النسيان لكلّ شيء أمرٌ طبيعي وعادي سواء أكان مبكراً أم متأخراً، أما نسيان النفس وحجمها ومكوناتها والبيئة الحاضنة لها فأمرٌ في منتهى الخطورة، علماً أنَّ الأصالة والمروءة والكرامة تقتضي ألا ينفصل الإنسان عن ذاته ومجتمعه وينسى نفسه بمجرد جلوسه على كرسي لو دام لغيره لما جلس عليه.
سبحان الله كيف صار الكرسي دوار وكان لسان حاله يقول جايك يوم او تهيئ ومع هذا ينسى البعض نفسه ويتكبر ويتجبر ظانا ويادنيا اشتدي ماحدى قدي لكن ام محمد بتقول مابكبر غير المزبله حيشاكم
نعم كثيرٌ من الناس يداهمهم النسيانُ في سن مبكرة، حتى أنَّ بعضهم ينسى نفسه، ويعيشُ حالةً من الوهم والخيال أقرب ماتكون إلى الجنون، خاصةً عندما تترافق هذه الحالة مع داء العظمة الذي يتحول مع مرور الزمن إلى جنون العظمة، وهنا بيت القصيد، إذ إنَّ هؤلاء المرضى يشكلون خطراً كبيراً على المجتمع، لا لأنهم لم يلتحقوا بمستشفى الأمراض العقلية حيث يجب أن يكونواحيث موقعهم الطبيعي بل لأنهم غالباً مايتبوؤون أماكن هامة في المجتمع أوصلتهم إليها ظروف غير طبيعية تلعبُ فيها الوساطات والمحسوبيات دوراً كبيراً في انتقاء أشخاص غير أكفياء لإدارات ومناصب حساسة تتطلبُ عقولاً نيّرة وقلوباً كبيرة وأيادٍ نظيفة، وإرادات قوية هدفها النجاح والتطوير
فتراهم مستخفين بتفكير الآخرين, مستهترين بعقولهم, رافضين آراءهم , لايعجبهم قول, ولاتقنعهم حجة, ولايرضيهم دليلٌ أو برهان. فكل من تكلّم غيرهم أفَهّ . وكل الأقلام غير أقلامهم بلا مداد, وكلُّ الأبحاث غير أبحاثهم هراء ومضيعة للوقت, فهم حجج العقل ومنهجهم صراط الحق, ومسيرتهم نبراسُ العلم والعلماء. والغريبُ أنَّ هؤلاء نسوا أو تناسوا عن قصدٍ, أو عن غير قصد, أنَّ قرار المعرفة الذي يدّعونَ بلوغه أشبه بقوس قزح, كلما حاولت الاقتراب منه تراهُ يبتعد عنك بألوانه الزاهية التي تشدّ المرءَ لمراقبتها والتمتع بجمالها. وكما أنَّ لهذا القوس ألواناً متعددة, كذلك للمعرفة طرق متنوعة ومناهج مختلفة وأشكالٌ متفرقة لايحيطُ بها عقل, ولايمتلكها فكرٌ, مهما جدَّ واجتهد وتفوّق في البحث والتمحيص.. وكما هو معروف أن لكل داء سبباً، فإن أهم أسباب جنون العظمة هو نسيان المصاب لنفسه عندما ينتقل من وضع إلى وضع آخر، ومن بيئة إلى أخرى، ومن مناخٍ إلى مناخ لا تتحمل رئتاه هواءه، ولاعيناه شمسه، ولا قدماه أرضه، وباعتبار أن التغير المفاجئ كالموت المفاجئ الأول يذهب بالعقل والثاني بالحياة فإنَّ غيابَ اللباقة والأدب والاحترام وانعدام التواضع أمرٌ متوقع من صغار النفوس الذين لاتزيدهم المناصب إلا صغراً وضعفاً وهزالاً، ورحم الله من قال: احذروا صولة اللئيم إذا شبع والكريم إذا جاع.
وحتى لاأخرج عن صلب الموضوع فإنني أرى أنَّ النسيان لكلّ شيء أمرٌ طبيعي وعادي سواء أكان مبكراً أم متأخراً، أما نسيان النفس وحجمها ومكوناتها والبيئة الحاضنة لها فأمرٌ في منتهى الخطورة، علماً أنَّ الأصالة والمروءة والكرامة تقتضي ألا ينفصل الإنسان عن ذاته ومجتمعه وينسى نفسه بمجرد جلوسه على كرسي لو دام لغيره لما جلس عليه.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |