في ضيافة الرئيس


جراسا -

َِِكنت انا العبد الفقير الى الله ، محظوظا عندما اتيحت لي الفرصة لزيارة الرئيس ابو مازن في مكتبه في رام الله هذا الاسبوع ، خلال الربع ساعة تطرقنا الى مواضيع متعددة لمست من خلالها الكم الهائل الذي يتمتع به هذا الانسان من خلق وتواضع ، ونظرة ثاقبة الى المستقبل ، واصرار على التمسك والحفاظ على الثوابت الوطنية ، وفي هذا المقام لدي الكثير من الكلام في هذا الشأن ، بيد انني لا اريد ان ازيد في الاطراء والمديح الذي يستحقه ، كي لا يظن البعض انني من المتكسبين او انتهازيي الفرص .
فلسطين اليوم كما شهدتها ولا ادعي انني في زيارتي الأخيرة تمكنت من زيارة كل مناطقها بل بعضا منها، انتابني الحزن والألم على هذه البلاد التي باركها الله سبحانه وتعالى ، وبارك ما حولها كرامة لبيت المقدس، الذي بات مهددا بالتهويد ، والمسجد الأقصى بالاقتحامات المتكررة من غلاة المستوطنين وما يسمون انفسهم بحراس الهيكل المزعوم طبعا .

المراقب لما يجري في تلك الديار من احداث ، يشهد بأم عينه ان القضية الفلسطينية سوف تظل تراوح مكانها الى ما شاء الله اذا بقي حال العرب على ما هو عليه من بؤس وتشرذم ، باسثناء النزر اليسير من التقدم البطيء الذي لا يأتي الا يجهود جبارة يبذلها الرئيس الفلسطيني وهو اشبه بمن يحفر في الصخر ، ولا يخفى على احد ان القيادة الفلسطينية تعمل جاهدة وعلى كل الصعد كي تحافظ على منجزاتها ، ومن ثم ّ احراز المزيد من هذه الانجازات ، التي تحتاج الى جهد عربي ودولي مساند وضاغط على حكومة اليمين الاسرائيلي، التي لا يتوقع منها تقديم اي شيء من الاستحقاقت الفلسطينية .

السؤال المطروح ماذا نتوقع من دول عربية انشغلت في احداثها الداخلية ، في ما يسمى بالربيع العربي الذي انقلب الى خريف عصف بالأخضر واليابس ، سوريا مثلا هي دولة مواجهة كان يُحسب اله الف حساب ، بغض النظر عن اسرة الأسد التي وصلت الى الحكم بانقلاب عسكري ، اعاد البلاد اليوم عشرات السنين الى الوراء ، ايام الوحدة مع مصر ، تأمل العرب كثيرا ، واعتقدوا يومها ان لحظة التحرير باتت قريبة ، لكن قوى الشر والطغيان الدولي لم ترد لهكذا وحدة ان تستمر ، وبدا جليا ان العرب لن يتوحدوا بالمعنى المطلوب شعبيا لأسباب خارجية تفرض هيمنتها على الدول والشعوب ، واسباب داخلية راحت تنغمس في الفساد والبطش وقهر شعوبها ونهب خيراتها .

وجود السلطة الفلسطينية على ارض فلسطين هو انجاز لا يستهان به ، فعشرات آلاف الفلسطينين اعادتهم السلطة من الشتات الى الضفة الغربية وغزة وقامت بتثبيتهم على الأرض الفلسطينية ، التي يحاول المحتل الاسرائيلي بكل الوسائل والطرق تفريغها من اهلها ،بغية الاستيلاء عليها بالاستيطان غير المشروع دوليا ، وبالمصادرة والتهجير وهدم المنازل ، وعدم السماح بالبناء لأهل الأرض اصحاب الحق الذين يعانون الأمرين من جراء الاحتلال البغيض .

الخطوة الجريئة التي خطاها الرئيس الفلسطيني بانتزاع لقب الدولة بدل السلطة ، على الرغم من الضغوطات والتهديدات التي تعرض لها ، محسوبة له كإنجاز يضاف الى الانجازات السابقة ، لكن الغريب في الأمر ، ان ثمة من لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ، فامتهنوا التشكيك في كل هذه الانجازات ، والتخوين في كل الخطوات ، الأمر الذي من شأنه ان يلحق الضرر بالقضية برمتها ، وتقديم خدمة مجانية لسلطات الاحتلال التي تخترع الاشاعات ، ليتناقلها هؤلاء المرجفون الذين اشرنا اليهم من ذوي الأفق الضيق ، او من ذوي الاجندات المشبوهة ، وللحديث بقية .

محمد الشواهين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات