جراسا -

باشرت اللجان العسكرية الفنية التي أقرّها قادة الجيوش العربية، على مستوى رؤساء الأركان، في الاجتماع الأول بمقر الجامعة العربية،بتشكيلها لوضع التصورات العربية للقوة العسكرية المشتركة "قوة ذات الجاهزية العالية" عملها، وفي نطاق تحديد التصورات العربية لقوة العمل المشترك، والآليات المناسبة لقوات التدخل السريع، والمهام المختلفة للقوة العربية المشتركة، والاحتياجات التي ينبغي توفيرها مسبقا، ومجموعات العمل المساعدة الجوية والبحرية والقوات الخاصة، ودور أجهزة جمع وتحليل المعلومات، وكيفية تدبير التمويل اللازم للعمليات العسكرية المشتركة، وتعزيز التنسيق في مجال التسليح والتدريب وتطوير العقيدة العسكرية المشتركة ، بحسب العرب اليوم.

وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه أو رتبته العسكرية، إن اللجان الفنية العسكرية المشتركة، مكلفة بدراسة الإطار القانوني والسياسي الذي يحدد أهداف إنشاء القوة العسكرية العربية، والمهام الملقاة على عاتقها، وحالات نشرها، ومراحل إعداد هذه القوات والعناصر المدنية المصاحبة لها، بحيث تتمكن القوة من الانتشار السريع في حالات الأزمات، وأيضا تحديد نوعية التحديات الأمنية التي يمكن أن تواجه القوة العسكرية العربية المشتركة.

وأوضح المصدر، ان اللجان العسكرية الفنية، بدأت دراسة قوات التدخل السريع في عدة منظمات إقليمية ودولية، للاستفادة من تجارب سابقة، إيجابياتها وسلبياتها، إلى جانب الاستعانة بخبراء عرب في القانون الدولي والدستوري، لوضع الإطار القانوني لأهداف القوة العربية المشتركة ومهامها التي لا تتعارض مع المبدأ القانوني التقليدي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، وتحديد قيادة القوة العسكرية المشتركة، سواء للدولة التي تواجه الأزمة أو طلبت تدخل القوة العربية المشتركة، أو التي تواجه حالات جرائم حرب أو الإبادة أو جرائم ضد الإنسانية أو عدوان خارجي "سافر"، وبالتالي تحديد مواصفات التدخل العسكري المطلوب في كل حالة.. والخيار الثاني أن تكون القيادة بالتناوب بين الدول العربية سنويا.

وأضاف المصدر العسكري المسؤول: إن قرار تشكيل القوة العسكرية العربية المشتركة، قرار تاريخي استراتيجي، لحماية الأمن القومي العربي، ولذلك فإن تشكيل هذه القوة يرتبط بوجود جهاز سياسي يتولى مسؤولية توجيه القوة، وربما يتم الاتفاق على أن يتولى هذه المهمة "مجلس الأمن والسلم العربي" بالجامعة العربية، إلى جانب بحث إنشاء منظمة عربية للإغاثة الإنسانية، وتطوير الخبرات في مجال المهام المدنية والعسكرية، وكذلك تحديد حالات التعاون مع الجهود الدولية التي تصب في مصلحة تحقيق الأهداف العربية.

وأكد المصدر، أن هناك توجها عربيا جادا للإسراع في خطوات الإعداد لتشكيل القوة العسكرية العربية المشتركة، فضلا عن جدية الالتزام بالاحتياجات المالية لتمويل العمليات العسكرية المشتركة، وهناك سرية تامة فرضت على اجتماعات اللجان العسكرية والفنية والقانونية، المكلفة بإعداد تقاريرها لقادة الجيوش العربية في اجتماعهم المقبل بالقاهرة.