لجنة تحقيق


على ما أذكر كنت في الصف الأول إعدادي "السابع حاليا" في مدرسة حطين في الحي الزرقاوي الشهير الغويرية.
أخي الذي يصغرني بعام كان في الفترة الصباحية وأنا كنت في الفترة المسائية وكنت أحضر معي سدر "كيك.. ككس" وأبدأ بالبيع مع خروج طلبة الفترة الصباحية وأنتظر لحين خروج أخي ليساعدني ثم أعطيه السدر الفارغ والنقود بعدها أدخل المدرسة متأخرا عن الطابور
أحد المدرسين الذين كانوا يتشددون في مسألة التأخير عاقبني على تأخيري المتكرر لدرجة انه قال لي سأنتظرك كل يوم هنا لأرى متى ستلتزم بالحضور على الوقت ...طبعا لم يكن بإمكاني أن أخبره عن سبب تأخري خشية أن يمنعني من البيع ولأسباب أخرى.

الأستاذ "حط قرده على طحيناتي" وكل يوم ما بين ثلاث إلى خمس عصي موجعات مؤلمات من تلك التي تتمناها لعدوك زاد الشعور بالحنق لدي فقررت أن أعاقب الأستاذ وعلى طريقتي الخبيثة، فاتفقت أنا وبعض الأصحاب عند انتهاء الدوام وأثناء خروج الأستاذ من المدرسة، بأن يأتوا من أعلى الشارع بسرعة كبيرة وكأنهم يتراكضون خلف بعضهم البعض ويصطدموا به بقوة يقع من شدتها على الأرض ويقوم بعضهم "بالرفش" عليه بطريقة تبدو غير مقصودة!

نفذت الخطة وتعمدت أن أكون بجانب الأستاذ عند خروجه وبعد تلكأ اقتربت منه في محاولة لإبعاد الطلاب ومساعدته بالنهوض "بعد ما رفشوه طبعا" .

في اليوم التالي دخلت متأخرا كالمعتاد لأجده بانتظاري فذهبت باتجاهه بعد أن أشار لي بعصاه وأنا أقول في سري هل عرف أنني وراء الذي حدث له بالأمس؟

اسمع يا محمود.... قال لي بعد أن وضع يده على كتفي بحنان بالأمس شاهدتك وأنت تبعد عني الطلبة الذين أوقعوني " ارتحت قليلا " ونادى ثلاثة طلاب وقال لهم أنتم اعتبروا أنفسكم لجنة ومحمود مسؤول عنها وأريد معرفة من هم الذين أوقعوني.

أنا مسؤول اللجنة، والطلاب الثلاثة كنا من خطط ونفذ لتلك الموقعة ولغاية هذا اليوم لم تقدم لجنتنا أي تفسير أو سبب ولا من هم الذين تسببوا بوقوع الأستاذ.
_____
لا أعرف لماذا أتذكر هذه القصة كلما سمعت عن تشكيل لجنة تحقيق في قضية فساد أو ما شابه
إحساسي أن للجان التي تشكل يد في القضية التي شكلت من أجلها ..... هذا إن لم يكونوا هم أنفسهم السبب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات