اليوم يتحدث البعض عن تحالف عربي كان الكثير يتمنونه منذ مدة طويلة , فهل ارتقى هذا التحالف لطموحاتنا كعرب اصحاب قضية مركزية مع اسرائيل؟! ام ان تلك التحالفات ماجائت الا لاهداف غابت عنها الروح القومية الحقيفية واستعيض عنها باهداف اخرى ومصالح لاتخدمنا كعرب , باديء ذي بدء نقولها وبالفم الملئى ان العمل العربي المشترك الذي كنا نتوخى حدوثه منذ عقود لم ينضج بما فيه الكفاية حتى الان نتيجة للخلافات العربية التي مازالت قائمة ليومنا هذا بعد اكثر من ستين عاما على وجود دولة الصهاينة على اراضينا العربية.

فمنذ احتلال فلسطين العربية وصيحات الاستهجان لدى شعوبنا بكل ركن بوطننا العربي الغالي تتعالى مستهدفة النزول لرغابتها بتولد حلف حقيقي تقوده الانظمة غايته الرئيسية استرجاع اراضي اغتصبت بايشع اساليب عرفها التاريح تمثلت بالقتل والتدمير وتغيير الهوية , الا اننا كعرب اصطدمنا بواقع مرير تغيرت به ملامح اللعبة التي كان بودنا لو كنا نحن من يرسم مجرياتها , فاليوم ونتيجة لما نشهده من تاكل بالصف العربي وتكسير قسري لارادة الانظمة التي تحكمنا كعرب اصبح الاتحاد والتحالف العربي المشترك لا ولن يتم الا بمباركة الغرب وامريكا بالتحديد لتحقيق اهداف لاتلبي حاجات شعوبنا بقدر ما تخدم بطريقة غير مباشرة اهداف الصهاينة والغرب بمنطقتنا العربية.

فقد تحالفنا كعرب تحت راية امريكا فدمرنا افغانستان وبعدها تحالفنا مع الغرب ودمرنا بغداد وكذلك تحالفنا ودمرنا ليبيا واشعلنا النار بسوريا وهكذا , واليوم تتوحد انظمتنا العربية بحجة ارجاع الشرعية للنظام في اليمن , وماسيخدث لاحقا يبقى تحت الانتظار لما ستسفر عنه مخططات الغرب , فاوراق المخطط الصهيوامريكي لم تعد بخافية على اي مفكر كان , فبعد ان بدات تلك المخططات بصنع خلاف كبير تميز بالنظرة الطائفية بمنطقتنا وازداد يوما بعد يوم فقسمونا بين سني وشيعي واشعلوا نيران الفتن والحروب على امل ان نبقى منقسمين مذعورين خائفين سارعوا بخلق عدو اخر تميز بحرب الطوائف كافة الا وهو الارهاب , فاصبحت حروبنا ثلاثية الابعاد بين سنه وشيعة وارهاب.

الان وكما هو ملاحظ للجميع استنزفت مواردنا واقتصادنا وتوجهت بطرق مختلفة تارة نحو تحالفات الحروب وتارة اخرى لخزائن الغرب من تصدير الاسلحة التي غايتها تدميرنا وتحطيم ارادة شعوبنا وانظمتنا , فمن هو المستفيد من تلك الظروف والتحالفات التي تستثني اسرائيل كعدو رئيسي ؟!!! ان المستفيد الاول هو دائما دولة الكيان الصهيوني حيث اعطت تلك الخلافات والنزاعات العربية الضوء الاخضر لتمادي اسرائيل باغتصاب ماتبقى من اراض عربية وتهويدها بشتى الوسائل الممكنة دون رقيب ! هذا من جهة ومن جهة اخرى عملت تلك الحروب على الاجهاز على مطالب الشعوب العربية بالاصلاح والديموقراطية لان بلادنا كعرب اصبحت بحالة حرب دائمة , فمنذ عقود ونحن كشعوب ننتظر الوقت الذي تتوحد به انظمتنا وتترك خلافاتها جانبا من اجل هدف سامي هو فلسطين , الا ان ما يحدث اليوم هو بعيد جدا بين ما تمنيناه على مدار السنين الماضية وبين ممارسات وحروب لاتخدم الا الصهاينة المغتصبين ......