المشاركة الشعبية في صنع " الخراب "


منذ أكثر من مئة عام هجرية و المسؤولون في الأردن يَعِدون الشعب الأردني بضرورة مشاركته في صنع القرار ، لكن هذا الوعد لم يتحقق حتى هذه اللحظة .

أما مشاركة الشعب الأردني في صنع الخراب و الفساد فيُسمح لها بأن تبدأ على الفور ، فمثلا عندما عَلِم الشعب الأردني أن المسؤول فلان بن فلان رحمة الله عليه هو أكبر تاجر للمخدرات في الأردن ، و طبعا ما في حدا أحسن من حدا و كلنا أولاد تسعة ، و هكذا انتشرت تجارة المخدرات في الأردن حتى صارت تصل إلى داخل السجون .

ما زال الوعد قائما بضرورة مشاركة الشعب الأردني في صنع القرار لكن هذا الوعد لم يتحقق حتى هذه اللحظة ، أما مشاركة الشعب الأردني في صنع الخراب و الفساد فيمكن لها أن تبدأ على الفور فعندما علم الشعب الأردني أن المسؤول الذي ما زال على قيد الحياة و على قيد المنصب يهرّب موادا ممنوعة " بمصارين الدجاج " و يهرب الأغنام و غيرها و أثرى ثراء فاحشا و جمع أموالا طائلة من التهريب فتشجع الشعب الأردني و على الفور قام البعض بالمشاركة في صنع الخراب بالعمل بالتهريب .

ما زال الوعد قائما بضرورة مشاركة الشعب الأردني في صنع القرار لكنه لم يتحقق، أما مشاركة الشعب الأردني في صنع الخراب و الفساد فيمكن أن تبدأ على الفور ، فعندما رأى الشعب الأردني كيف بيعت ثرواته و نُهبت أمواله و أراضيه على يد الرفاعي و البطيخي و الكردي و البهلوان و أمثالهم ، بدأ بعض اصحاب النفوس المريضة بتقليدهم في فسادهم في مختلف الدوائر و المؤسسات .
ما زال الوعد قائما بضرورة مشاركة الشعب الأردني في صنع القرار ، لكنه لم يتحقق حتى اليوم ، أما مشاركة الشعب الأردني في صنع الخراب و الفساد فيمكن أن تبدأ على الفور فعندما علم الشعب الأردني أن المسؤول يجلب اسئلة التوجيهي لولده قبل الأمتحان فيحصل على معدل 99.7 فيحجز أولاد المسؤولين بواسطة فسادهم مقاعد الجامعات و البعثات ، فتشجع الشعب على المشاركة في صنع الخراب و الفساد بالغش بالتوجيهي حتى صار مهزلة .

طبعا البداية دائما في صنع الخراب و الفساد تبدأ من عند المسؤولين ، و عندما تعلّم بعض الشعب مشاركتهم في صنع الخراب و الفساد و زاحمهم في هذه الصنعة ، بدأوا يعتبرون أن هذه المشاركة هي اعتداء صارخ على خصوصياتهم و يعتبرونها منافسة لهم في ارزاقهم ، فبدأت المحاولات الجادة منهم لمنع أو الحد من هذه الاعتداءات الشعبية على " أرزاق المسؤولين " .

كما أن مجلس النواب لم يسمح له بالمشاركة في صنع القرار حتى الآن حيث قام المسؤولون بتعيين أكثر من مئة نائب " كالعادة " التي اعترف بها أحدهم لصالح تمرير قرارات ارزاقهم و مصالحهم باعترافهم ، و عندما سمحوا للمجلس مؤخرا بالتصويت ضد مشروع الغاز و ضد رفع اسعار الكهرباء و طبعا لم تلتزم الحكومة بقراري المجلس الذي يُفترض انه ممثل الشعب ، و أنها كلمة الشعب التي رفضتها الحكومة ، لكنهم سمحوا للمجلس في هاتين المرتين بالتصويت بلا من باب ذر الرماد في العيون و حتى لا يقال أن هذا المجلس " تبع الحكومة " ، أي للتعمية على الشعب و خداعه.

إن الشعب الأردني ومنذ أكثر من مئة عام لم يشارك في صنع القرار حتى اعداد هذا المقال ، لكنني أظن أن الشعب الأردني مقبل قريبا ليس على المشاركة في صنع القرار و إنما على اتخاذ القرار .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات