منها واحد جعلني اجهش بالبكاء


جراسا -

بقلم - همام العسعس - 5 سنين من حياتي في ربوع التطوع اكثر ثلاثة انشطة اثرت في حياتي منها واحد جعلني اجهش بالبكاء ..جعلتني اتفكر في نعم الله علي ، لدي ام واب ..اسكن في بيت .. اجد لقمة عيش!!

هي ثلاثة انشطة متكرره عشرات المرات الا ان نوع المستهدفين فيها مختلف ..
#الاول كان في بيت عجزة في الزرقاء ..البيت ليس "شما"الكائن في عمان الغربية والذي يدفع فيه النزيل 500 دينار شهريا وبحر ماله للنزل ، فقط لمجرد حبه في قضاء بقية حياته مترفها مع مجموعة اصدقاء من حر مالهم في النزل ..لا اذكر اسم الدار التي زرناها في الزرقاء ولكني اذكر ان الزيارة كانت رابع ايام عيد الاضحى..ما زلت اتذكر العجائز المشلولين شلل كامل ، واتذكر منهم الكثير من المصابين بالزهايمر ، واتذكر الضريرة التي تنادي على اولادها واتذكر قصة التي ماتت وحيدة ودفنها واحد او اثنان من عمال الدار...

اما #الثاني فكان مع ايتام سوريين ..ضحايا حرب!!
هنا تجلت معاني الحرب في عيناي الاثنتين ، هنا حشرج صدري واجهشت بالبكاء بعد ان قالت لي الطفلة "سيدرا" : همام خدني اعيش معك انت اخوي !!
ولا انسى ابتسامة الطفلة "امل" المصحوبة بلمعان الدمع وبكاء الفراق ..وايضا "حسام" الذي يتحدث باللهجة الاذيقية القريبة من الخليلية كما في فلسطين ، كان مرح طيلة وقت النشاط وبشوش ...مع انها ساعات قليلة الا انها ايام واشهر عشتها ابكي الما على واقعنا العربي المؤسف...

آسف يا سيدرا لا استطيع اخذك معي فما باليد حيلة!!
لم اقلها حقا ..الا انها بقيت رصاصة الم مزروعة في صدري طيلة الاشهر الفائته..

واما #الثالث ..كان اليوم مع فريق مجددون الهاشمية ..في زيارة لدار ايتام ..
ما الفرق هنا ايه السادة ..بالعادة في كل الانشطة كان الايتام يعيشون مع ذويهم واهلهم ، ربما اب ميت وام حية وربما العكس ، ويأتون عن طريق مركز معين للمشاركة بنشاط او رحلة او افطار ثم يعودوا الى ذويهم..الا انهم اليوم ..لا اب ولا ام ولا اهل ..كانو ينادوا على جميع المتطوعات ب"ماما" فتاهت المعاني لديهم وتكاثرت الامهات ؛ ﻷنهم لم يجدو يوما امهم..ولم يحصلوا على التعريف الأمثل للأم..فهم مجهولي النسب!!..فلا ام ولا اب ولا جد ولا اسم عائلة ورقم وطني مختلف عن ارقامنا ، والعيش والاكل والنوم في نفس الدار ..آه واه وكم هناك اهات وانات وكم هناك ابرياء ..نعم ابرياء ..

كل هذه الانشطة كان لها الاثر على شخصي البسيط ..قبل تكوين الشخصية واكساب الخبرة ، وقبل تطوير العلاقات ، واخراج المهارات ، قبل وقبل وقبل ..كان لها الاثر في منظومة وايدلوجية ما يسمى ب"الانسان"..

الشكر لمجددون ولكل فريق تطوعي ، يستطيع ايصال هذه المعاني المختصرة بخمسة حروف "ا ن س ا ن" وقبل كل شيء انسان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات